 الناصرية/ حسين العاملحذر رئيس اتحاد الجمعيات الفلاحية في ذي قار وعدد من اصحاب بساتين النخيل من تراجع انتاج التمور خلال الموسم الزراعي الحالي نتيجة ارتفاع معدلات الاصابة بحشرتي الحميرة والدوباس في بساتين النخيل في المحافظة المذكورة . واوضح رئيس اتحاد الجمعيات الفلاحية في ذي قار مقداد الياسري للمدى :
ان إنتاج بساتين النخيل من محاصيل التمور اخذ يتدنى عاما بعد اخر في محافظة ذي قار نتيجة ارتفاع معدلات الاصابة بحشرتي الحميرة والدوباس التي تتسبب بإتلاف محاصيل التمور وتعرض الفلاحين الى خسائر كبيرة مشيرا الى ان كميات كبيرة من محاصيل التمور اصبحت وطيلة الاعوام السبعة الماضية  تباع كأعلاف للحيوانات وبأثمان بخسة نتيجة تعرضها للتلف الناجم عن الاصابة بحشرتي الحميرة والدوباس التي لم تشملها المكافحة الجوية منذ عام 2003. منوها الى عدم جدوى المكافحة الارضية التي اخذت لا تؤتى اؤكلها نتيجة الارتفاعات العالية لاشجار النخيل .وتشكل حشرة الحميرة وحفار ساق النخيل وامراض انحناء القمة النامية وخياس طلع النخيل وامراض وبائية اخرى تهديدا حقيقيا لبساتين النخيل التي تقدر مساحاتها في ذي قار بنحو 25 الف دونم.  فارتفاع معدلات الاصابة بالامراض والآفات الزراعية المذكورة التي قفزت وفق البيانات الرسمية من 4% الى اكثر من 25% خلال السنوات الماضية تسببت بأضرار مادية جسيمة لأصحاب بساتين النخيل وادت الى تراجع حاد في زراعة وانتاجية الشجرة المذكورة.وناشد رئيس الجمعيات الفلاحية الجهات المعنية في الحكومة المركزية شمول محافظة ذي قار بالمكافحة الجوية للآفات الزراعية وفتح مراكز تسويق لمحاصيل التمور ودعم عملية التسويق وتامين منظومات الري بالتنقيط لأصحاب البساتين .مشيرا الى حجم الاهمال وعدم الاهتمام الذي يطول  بساتين النخيل  نتيجة تراجع القيمة الاقتصادية لمحاصيل التمور وفقدان الجدوى الاقتصادية في القطاع المذكور اثر تعرض أشجار النخيل للاصابة بالامراض والآفات الزراعية . مؤكدا تراجع اهتمام الفلاح ببساتين النخيل خلال الاعوام الاخيرة نتيجة ذلك .ويرد اصحاب بساتين النخيل والمعنيين بالقضايا الزراعية اسباب تفشي الامراض وانتشار الافات الزراعية في بساتين النخيل الى عدم جدوى المكافحة الارضية التي تقوم بها ملاكات الشعب الزراعية في ذي قار والى انعدام المكافحة الجوية للآفات الزراعية حيث يؤكد مجموعة من اصحاب بساتين النخيل وفي مناطق متفرقة من محافظة ذي قار عدم جدوى المكافحة الارضية التي تعتمد تعفير حبوب اللقاح واستخدام مضخات الرش اليدوية في عملية  رش المبيدات الحشرية  مشيرين  الى قلة فاعلية المكافحة الارضية في البساتين  ذات الارتفاعات العالية والبساتين المتروكة والتي لم تتلق العناية  الكافية واشار اصحاب البساتين الى ارتفاع معدلات الاصابة بحشرة الحميرة وحفار ساق النخيل  الذي يطلق عليه محليا تسمية (الكاصوص)  فضلا عن امراض مختلفة من ابرزها انحناء القمة النامية وخياس طلع النخيل وتحجر الثمار وتلفها.وتعود عدم قناعة اصحاب بساتين النخيل بالمكافحة الارضية لا لكونها محدودة التأثير فقط وانما لاقتصارها على حشرة الحميرة فقط التي تعدها المؤسسات الزراعية من الحشرات الوبائية التي تتطلب مكافحة مجانية  داعين في الوقت نفسه  الى إدراج حفار ساق النخيل (الكاصوص) الذي اخذ يتفشى بشكل كبير بين اشجار النخيل ويتسبب بهلاك الاشجار المصابة ضمن الآفات الوبائية التي تتطلب مكافحة جوية شاملة  مشيرين الى عدم جدوى المكافحة الفردية في هذا المجال والى حجم الاضرار الاقتصادية الناجمة عن انتشار حفار ساق النخيل الذي اخذ ينتقل من بستان الى آخر حسبما يقولون.ويرى المتخصصون بالقضايا الزراعية وأصحاب بساتين النخيل  في ذي قار تناقض واضح في السياسة الزراعية التي تنتهجها الحكومة فهي في الوقت الذي تسعى فيه لتبني مشروع الزراعة النسيجية للنخيل في العراق وبالتعاون مع دولة الامارات وايران تقوم في الوقت ذاته  بحرمان اكثر من 90 % من البساتين المغروسة والمنتجة في محافظة ذي قار من التسليف والاسمدة ومستلزمات الاكثار والتطوير . داعين الى ضرورة تشريع قوانين تتيح للمتجاوزين بالغرس الاستفادة من محفزات المبادرة الزراعية والى تطوير قدرات اصحاب البساتين عبر تشجيعهم على تطوير بساتين النخيل والعناية بها والاهتمام بالزراعة النظامية المتمثلة  بزراعة (40 ) نخلة في الدونم الواحد واستخدام منظومة ري حديثة لتلافي شحة المياه كما شددوا على اهمية التسريع بالمكافحة الجوية وتجهيز اصحاب البساتين بالاسمدة كما دعوا المؤسسات الزراعية والجهات المعنية الاخرى الى استحداث مركز لتسويق التمور حيث يقوم اصحاب البساتين في ذي قار بتسويق محاصيلهم من التمور الى محافظة البصرة التي تبعد 230 كم عن مركز محافظة ذي قار، كما أكدوا أهمية إنشاء مكابس للتمور ومعامل للتعليب وصناعة الدبس  ومخازن نظامية لحفظ المحاصيل.