اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: في الطريق الى المنطقة الخضراء!!

العمود الثامن: في الطريق الى المنطقة الخضراء!!

نشر في: 27 يوليو, 2022: 11:39 م

 علي حسين

لعل الجزء الأكبر من أخبار هذه البلاد مقلق ومخيّب للآمال، لكن هناك أيضا أخبار لا يعرف الواحد منا في أية خانة يضعها وكأنما كل هذه الأخبار المثيرة للأسى والقلق لا تكفي، فقد اكتشفنا أنَّ هناك تظاهرات يمكنها أن تدخل الخضراء، ومتظاهرون يقتلون ما أن تحط أقدامهم على إسفلت جسر الجمهورية.. لا أريد أن أضع مقارنة بين تظاهرات وتظاهرات، فأنا مع كل مواطن عراقي يحتج ضد الظلم والانتهازية والمحسوبية.

عندما يفشل من يطلقون على أنفسهم نواباً في صياغة مشروع وطني لدولة مؤسسات في العراق، نراهم لا يجدون سوى طريق واحد لخوض المعركة السهلة، وهو طريق المناصب والمغانم، اعتقاداً منهم أن العراق مجرد كعكة لذيذة ودسمة، تعرف الناس جيداً أنها كانت السبب وراء حروب الساسة من أجل البقاء أطول مدة ممكنة على أنفاس الوطن.

تسعة عشر عاما مضت تكشف أن ما تصنف نفسها "قوى سياسية " لا تزيد عن كونها جزء من جهاز لخدمة مجموعة من الاشخاص في زي رؤساء الكتل ، هذه الاستهانة بمصائر العراقيين تكفي وحدها دليلا على اننا لا نعيش في ظل نظام سياسي ، بل نعيش داخل طوائف سياسية ، وهذا ما نبهنا عليه بيان النائب محمد الصيهود حين قال ان ترشيح محمد شياع السوداني هو ترشيح شيعي اولا ، ثم ياتي العراق ثانيا .. ومثلما يذكرنا محمود المشهداني من ان ساسة السنة لا يهمهم من سيجلس على كراسي الحكم ، المهم ان يحصلوا على " المالات " .سفكت دماء اكثر من 700 متظاهر من اجل ان نتخلص من المحاصصة. لكن ساستنا يصرخون لابديل عن حكومة المناصفة والتوازن مع الاعتذار لصاحبة براءة " التوازن " النائبة حنان الفتلاوي .

قد يتآمر البعض ويتوقف بالتفكير قليلاً في المقارنة بين حجم ودرجة اهتمام الاحزاب الغربية "الكافرة" حين تحدث ازمة سياسية ، وبين رد فعل احزابنا التي ترى لا تريد ان تغادر منطق الاستحواذ، وهي مقارنة لا تجوز، لأسباب عدة ليس من بينها أن المسؤول الغربي لديه ضمير، فيما نحن نعيش في ظل ساسة أصيبوا بمرض مزمن في الضمير.

عام 1968 قامت ثورة الطلاب في فرنسا ضد ديغول الذي صنع النصر لبلاده، لكن صوت الشعب كان أقوى، ليذهب في النهاية الرجل الذي أسس الجمهورية الفرنسية الحديثة، إلى معتزله في الجنوب يكتب مذكراته بفرنسا أكثر قوة وأماناً، وبسهولة

يخاف ساستنا اقتراب الناس من " القلعة الحصينة " المنطقة الخضراء .. وكان الاولى بهم ان يخافوا من نسبة الخراب الذي زحفت على البلاد على مؤسسات الدولة ، ومن غياب أي محاولة جدية لعمل وطني حقيقي

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

العمودالثامن: نائب ونائم !!

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: إضحك مع الدولة العميقة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

 علي حسين ليس من حق المواطن العراقي أن يعترض على تعديل قانون الأحوال الشخصية ، ولا يملك أن يشكو من تحول مجلس النواب إلى قاعة للمناكفات السياسية ، ولا يملك أن ينتقد أوجه...
علي حسين

باليت المدى: عندَ اكتمال القمر

 ستار كاووش قيمة السفر تُكمِنُ في مشاهدة أشياء وتفاصيل وأماكن مختلفة، جديدة، نادرة أو ممتعة. أما إذا إجتمعت كل هذه التفاصيل في مكان واحد مثلَ بارك (ديلا ديساتيل) في مدينة ليل، فهنا عليَّ...
ستار كاووش

قناطر: أين نحن من نخيلنا الذي سرقه العالم

طالب عبد العزيز ملء الشاشة تظهر صورة رجل أنيق، بثياب أهل الخليج الصيفية متحدثاً بمعلومات قيمة عن أحوال مزرعته المزدحمة بالنخل والفاكهة، وتظهر في الصورة نخلة من أحد الاصناف المعروفة لدينا، وقد ثقلت بعذوقها...
طالب عبد العزيز

العراقيون يفقدون الثقة في الديمقراطية

د. سامان شالي إن مسألة ما إذا كان العراقيون قد فقدوا الثقة في الديمقراطية أمر معقد ومتعدد الأوجه. لقد كانت رحلة العراق نحو الديمقراطية مضطربة، وتميزت بتحديات وانتكاسات كبيرة. يستكشف هذا المقال الوضع الحالي...
د. سامان شالي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram