 خاص/ المدى

يرى مختصون بالشأن الأمني أن الأوضاع السياسية غير المستقرة لها تأثيرات سلبية لاسيما على الجانب الأمني في العراق، محذرين من استغلال داعش لتلك الاوضاع للقيام بعملياته.

ويشهد البلد إرباكا سياسيا، حيث اقتحم أنصار التيار الصدري، مجلس النواب واعتصموا فيه، وسط توتر سياسي كبير، حيث تباينت المواقف حول الاعتصام، وتحاول الأطراف السياسية التوجه للتهدئة والحوار.

ويقول الخبير الأمني أحمد الشريفي، إن «الوضع السياسي غير المستقر له تأثيرات سلبية كبيرة وكثيرة على الملف الأمني وكذلك الاقتصادي وحتى الاجتماعي بكل تأكيد، وذلك بسبب الخلاف بين جمهور الأحزاب والكتل على أرض الواقع أو على مواقع التواصل الاجتماعي».

ويرى الشريفي أن «تكرار الخروقات الأمنية في مختلف القواطع، هو بسبب الخلافات السياسية، فالصراع السياسي أبرز الأسباب الرئيسية للتراجع الأمني وحصول الخروق والثغرات».

وحذر الخبير الأمني من أن «تنظيم داعش الإرهابي، بما لا يقبل الشك سوف يستغل الصراع السياسي والخلافات، من أجل إيجاد ثغرات أمنية ومساحات له للتحرك بهدف شن الهجمات، سواء ضد القوات الأمنية او المواطنين المدنيين، ولهذا على الجميع الحذر من هذا الأمر الخطير».

وأعلنت خلية الإعلام الأمني، قبل يومين القبض على 8 إرهابيين بينهم مسؤول عن تفجير عجلة مفخخة في بغداد، فيما أعلن جهاز الأمن الوطني، في اليوم ذاته القبض على 6 إرهابيين في نينوى، فيما أعلنت هيئة الحشد الشعبي، الأحد الماضي، تدمير ثلاث مضافات وزورق لعناصر داعش الارهابي جنوب تكريت بمحافظة صلاح الدين، وتزامنا مع تلك الأحداث نفذت قوة أمنية مشتركة من الجيش العراقي والحشد الشعبي عملية تفتيش في محافظة الأنبار.

من جهته، اقترح الخبير الامني فاضل أبو رغيف أربعة ملفات لتعزيز المنظومة الامنية والعسكرية، مشيرا إلى «حاجة القوات الامنية للدعم الحقيقي من خلال تجديد الدماء واعادة النظر بمنظومة خدمة العلم».

واشار الى «ضرورة الغاء بعض قيادات العمليات والعودة الى نظام الفيالق واعطاء مسؤولية بطيف اوسع الى وزارتي الداخلية والدفاع ودعم المنظومة الاستخباراتية».

ولفت أبو رغيف إلى انه «بتحقيق هذه الملفات تكون استجابة الى الدعوات السياسية التي تشدد على ايلاء النظومة الامنية والعسكرية اهمية واهتماما».

وبين أن «ضبط الأوضاع في المناطق الرخوة، يحتاج الى تفعيل الجهد الاستخباراتي وجهد المعلومات والاستعانة بالمواطن ودعم المصادر وإعادة العمل بالمصدر وتمويله بشكل حرفي وإدارة من قبل ضباط مهنين».

ولم تتوقف العمليات الأمنية منذ إعلان الانتصار على داعش عام 2017 ولغاية الآن، لتطهير كافة المناطق من عناصر التنظيم، ودائما ما تسفر عن العثور على مضافات فيها أدوات منزلية ومقتل عدد من عناصر داعش وهذا إلى جانب مئات الطلعات الجوية التي تنفذ لاستهداف عناصر داعش أو عجلاتهم المفخخة في المناطق الصحراوية.