TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كلام ابيض .. ندوات وزارية

كلام ابيض .. ندوات وزارية

نشر في: 10 يوليو, 2010: 04:46 م

 جلال حسن كثيرة هي الندوات والمؤتمرات والاحتفاليات وورش العمل والطاولات التي تعقدها الوزارات بين الحين والأخر. وتعقد في مكانين ، اما في مقر الوزارة، أو في فنادق خمس نجوم .وتتخلل هذه الندوات توزيع مطويات تعريفية بشعارات  جذابة  وكبيرة للنشاط ، ومحاوره النقاشية  وجدول متسلسل بالاوقات للفقرات ، بما فيه الاستراحة وفترة تناول الغداء والمرطبات ،
وعادة ما تكون الاحتفالية مشفوعة بدعوة  شخصيات ، ووسائل اعلام مختلفة ، ويؤكد فيها على الفضائيات تحديدا،  اما اذا كانت  تعقد في مقر الوزارة فضيوفها  من موظفي وموظفات الوزارة نفسها ، وعادة ما يقتصر بها الوقت لاكمال اعمال الموظفين بانجاز معاملات المراجعين .السؤال الاهم الذي يطرح تساؤلات عديدة : ما هو الهدف الحقيقي من هذه الانشطة ؟ وهل تستحق الوقوف عندها في حل مشاكل مستعصية ؟ وهل يمكن الاستفادة من التوصيات بالوصول الى حلول شافية ؟ وما هي النتائج التي من الممكن ان تصل الى الجهات المعنية العليا ؟ اسئلة كثيرة  تدخل في الغاية الاساسية وبعيدا عن التفاصيل . دعينا كثيرا الى هكذا ندوات ، وندرك اهمية المواد المطروحة للنقاش في مواضيع حساسة وخطيرة تعاني منها مؤسسات الدولة خصوصا والمواطن عموما ، ولكن ما هي المحصلة النهائية للقرارات المتخذة ؟، كل شيء على حاله، لان المشكلة ماثلة امام الجميع ، اذا لم تدرج هذه التوصيات في اضابير تعاد مرة اخرى في احتفالية ثانية وعلى نفس المنوال .لا يمكن الاستهانة بأي نشاط وزاري أذا حقق شروط نجاحه ، لان توضيح الاهداف شرط أساس لتعميق ثقافة تربوية ترسخ مفاهيم جديدة للعمل الجاد والموضوعي  ، وإلا ما نفع الكلام ليعاد مرات في قاعات مغلقة تكتفي بصدى الاصوات في مكبرات عالية الضجيج ، وتعود البحوث الى ادراج النسيان بل يعاد الكلام بتوصيات متشابهة .ان المعالجات الجريئة تحتاج يد جراح ماهر ، تحتاج الى خبراء من طرازعال بالتشخيص والوضوح والصراحة  والصدق وقول الحقيقة ووضع الحلول الناجحة بغض النظر عن أي شيء , لكي نخرج من ثياب المظاهر  البراقة والاستهلاك ، وكأن الندوة او المؤتمر اسقاط فرض لنشاط الوزارة فقط ناسين الهدف الأسمى . ان الجدوى من هذه الانشطة  هو بعمق المشاكل والموضوعات المطروحة ، اذا عرفنا سلفا كم نعاني منها وبعضها استشرى دون حل لهذه اللحظة ومنها ملفات  الفساد الاداري والمالي والامن ونقص الخدمات وتهالك البنى التحتية والكهرباء والبطالة وغيرها الكثير .ان الاستجابة الحقيقية تتكفلها الدولة للنظر بجدية الى ما يصدر من قرارات في هكذا مؤتمرات وندوات واتخاذ كافة التدابير في اطار المعالجة الصحيحة  ، وفق استراتيجية يؤطرها العمل الممنهج لتكف كافة الاسئلة ، ونعرف مستقبلا الى أي ندوة نحن ذاهبون .!؟jalalhasaan@yahoo.com

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

إيران: لن نسمح بتكرار أحداث سوريا والمسلحون لن يحققوا أي انتصار

المخابرات الفرنسية تحذر من نووي إيران: التهديد الأخطر على الإطلاق

نعيم قاسم: انتصارنا اليوم يفوق انتصار 2006

نائب لـ(المدى): "سرقة القرن" جريمة ولم تكن تحدث لو لا تسهيلات متنفذين بالسلطة

هزة أرضية تضرب الحدود العراقية – الأيرانية

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram