محمود النمر مرة قال احدهم اني كتبت الكثير من القصص والروايات والشعر على مدى اربعين عاما ً، لكني لم اقرأ مرة واحدة نقدا عن كتاباتي، فرد عليه صاحبهُ ،الم تكن لك من هذا عبرة... لتعزف عن فن الكتابة! ولكنه اصر على مواصلة الكتابة،
عسى ان يهتم احدهم بكتاباته التي كانت مقبولة في ذلك الزمان لانه كان يكتب عن (الصنم )وعطاياه السخية التي كان يغدقها على الذين بلا وعي او ان ضمائرهم صدأت لأنهم يعتبرون الكتابة عملية ترقيع للواقع المذبوح على دكة (القائد الضرورة) لذلك كان هناك الكثير من الوجوه الممسوخة على مدى اربعة عقود من الزمن تكتب دون ان تعي اوتفرق بين الكتابة الابداعية وكتابة التطبيل . وعند السقوط الدراماتيكي" للصنم "اصابتهم لعنة الصدمة فظهروا كالقردة يتسلقون على اي جدار يصادفهم لكي يتواصلوا مع المشهد الجديد بوجوه ٍ ممسوخة اخرى ،وهكذا عاودوا اللعبة كرة ً ثانية ،وحينما تسامحت الاقلام التي لم تبايع- الصنم- او تروج وتطبل لحفلات القتل الجماعي، وحَسبتهم ضمن الضحايا حتى تتمكن من اعادتهم لجادة الصواب، ولكنهم عادوا يسوقون تلك العادات السيئة للتطبيل للمتنفذين الجدد الذين يبحثون عن (كراسي السلطة)، ويحاولون ان يخلطوا جميع الاوراق حتى تختفي نواياهم السيئة تحت مسميات ( الوطنية) للبحث عن مجد مضى ،وربما تغافلوا ان التاريخ لاينسى مافعل الذين استباحوا الكلمة في ليال ٍ سود ،يندى لها جبين الانسانية .والأغرب من ذلك انه مازال الأتتهازيون يظنون ان مؤلفاتهم محفوظة في ضمير الانسانية وان الثقافة العراقية ابتدأت من كتاباتهم العاهرة ولا اقصد (العاهرة التي ترتمي باحضان كل من يدفع اكثر) كما يقول احد السياسيين بل (الكلمة العاهرة) التي تذبح مباهج الحياة وتمنح الطغاة صفة الولاء الكامل تحت مسميات شتى للتعتيم على الجرائم التي ترتكب بحق الابرياء ،وهم يدفعون بالكلمات الى الذبح في مسالخ القتل باروقة الامن.ان ما يعجبني في هؤلاء ،ان البعض منهم اتخذ ركنا قصيا سواء كان ذلك في داخل البلاد او خارخ البلاد ،واصر على (الشوفينية القذرة) ولكنه التزم بما يراه مناسبا له ،فأراح واستراح ، اما الراقصون على الحبال الذين يجيدون تلك اللعبة ،بالقفز والتدلي فأخذوا يتبركون بعطايا الساسة الجدد، ثم اخذوا يدسون السم في العسل وهذا طبعهم – ومن شب على شيء شاب عليه – وانا لااؤمن بهذا المثل الفارغ ،ولكن هذا المثل الفارغ ينطبق عليهم تماما ،فأخذوا يروجون الى كتاباتهم ويعتبرونها قمة الهرم ،ونحن لانحب ان نطرح اسماء الشعراء والادباء الذين كتبوا للطاغية،الذي كان يستقبلهم في قصوره الفارهه مثل شعراء (البركة) الذي تمنى احد الشعراء منهم ان يكون ضفدعة في بركة القائد الضرورة .وفي آخر الكلام اننا نمنحكم فرصة للعيش مرة اخرى،وكل الذي كتبتموه محفوظ وموثق ومن يريد ان نكشف له ملفاته على المواقع او في الصحف ليطلع عليها الجيل الجديد ،سنفعل ذلك بلا تردد بالرغم ان الكثير من هؤلاء الادباء يشغلون مناصب في الدولة والمكاتب الاعلامية الاخرى او قسم آخر هو الان في المليشيات التي تسوق القتل بحجة هذا حرام رفضته الشريعة وقوى التكفير او ما يسمى – بدولة العراق الاسلامية – ليس هناك مايخفى وليس هناك ما يخيف والحقيقة تبقى دائما كالشمس والثقافة تكشف عن وجهها النضر وليس بثقافة الوجوه والتزلف للآخرين .
ثقـــــــــافة الوجـــــــــوه
نشر في: 10 يوليو, 2010: 04:48 م