بغداد/ حسين حاتم
توقد صحيفة (المدى) شمعتها العشرين بمناسبة ذكرى انطلاقها وصدور أول عدد لها بعد سقوط النظام السابق، إذ لعبت (المدى) دورا رياديا في رصدها للعديد من الملفات، وتمكنت من ترك بصمة واضحة لدى الكثير من النخب السياسية والثقافية كما وضعت نفسها في مقدمة الصحف المحلية.
وعبر عدد من الصحفيين عن شكرهم وتقديرهم الى كادر صحيفة (المدى) على جهودها المبذولة في متابعة الأحداث وطرحها بمهنية وموضوعية، فيما وصفوها بـ "المشروع الشامخ الذي يصعب ان تفارق عطاءه يوما".
ويقول الكاتب والصحفي هاشم حسن لـ(المدى)، "اثبتت الايام مصداقية نهج (المدى) في الوقت الذي تساقطت فيه عشرات الصحف لانحرافها عن المسار الصحيح لحرية الصحافة ورسالتها النبيلة كما سقطت واجهات صحفية كانت عريقة وانحرفت واصبحت من مخالب السلطات والمليشيات تتستر على الانتهاكات وتنافس اللصوص والمختلسين حصصهم في نهب المال العام".
وأضاف حسن وهو العميد السابق لكلية الاعلام بجامعة بغداد: "تحية لـ(المدى) في عيد تأسيسها وألف تحية للعاملين فيها ممن يمسكون القلم بشجاعة الفرسان لتكون كلماتهم اقوى من الرصاص والتزامهم أنبل واصدق من وعود الحكومة والبرلمان وتجار السياسة ودعاة الثقافة ومرتزقة الصحافة.. ننتظر المزيد من (المدى) ومن الاصوات الحرة فيما تبقى منها في شتات الصحافة لتعزيز الموقف الوطني وكشف زيف الطبقة السياسية التي قادت البلاد للخراب وحولت الصحافة إلى وسيلة للتكسب والتملق والابتزاز".
بدورها، تقول الصحفية والاكاديمية سهام الشجيري لـ(المدى) بمناسبة ذكرى تأسيسها، إن "قضايا (المدى) مؤطرة بعنفوان اللغة الناعم، وذوبان الروح في عشق الكتابة وتفسيرها، من داخل شرنقة التنبيه للقادم من سلاسل العطاء".
وأضافت رئيس قسم الصحافة في كلية الاعلام بجامعة بغداد، أن "(المدى) معطاء ويتجسد عطاؤها في إصرارها على التحدي وفسح المجال لقواعد العمل الجاد في اطار الحركة التطورية المتدافعة بسرعة ممكنات التطور الالكتروني، للنظام الاتصالي الراهن، وبالغايات التي تسعى (المدى) لنشرها واشاعتها في حياتنا".
وترى استاذة الصحافة أن "ثمة فن عميق بين ثنايا الصفحات، وعقول نقية صافية تفتش عن شوائب التلعثم الذوقي في صناعة المفردة، وتوقير الصياغة، بين ضحايا الإعلام الموبوء للوصول لصناعة مفردة، يتلقاها القارئ، وبين التشظي في الرد والحساب"، مستدركة بالقول "هذه هي (المدى)، كبيرة واعية، عروس تحنط المسؤولية لتبرز الحقيقة لا الخيال، عبر أجنة فاعليتها وحزمها".
وبينت الشجيري، أن "(المدى) من طراز خاص في رصد المتبنيات الاجتماعية وحاجات القارئ، فأن ما تنتجه قلائد المستحيل، تنتمي لتقانة عالية، محمية، رطبة، قادحة للمعنى، صائبة في مقترب الحاجة للبناء، بناء الذائقة، وبناء الاجيال، وتكاشف إبداعها، تستعين بما يقوله الناس، وما تقوله هي، فأية قيمة دلالية اعتبارية ذات جدلية لا تنتهي ولا تتعارض مع طموح القارئ".
من جهته، يقول الكاتب والصحفي مازن الزيدي لـ(المدى)، إن "صحيفة المدى مثلت علامة فارقة في سماء الصحافة العراقية المعاصرة ما بعد عصرها الذهبي في العهد الملكي".
وزاد، "لقد قدمت جريدة (المدى) خلال مسيرتها الطويلة نموذجا للصحافة المحترفة لعراق ما بعد الدكتاتورية، والتي خرج من مدرستها العشرات من الصحفيين العراقيين".
ومضى الزيدي بالقول، "تحية لـ(المدى) في عيد تأسيسها وتحية لرئاسة تحريرها متمثلة بالاستاذ فخري كريم وادارتها الفذّة متمثلة بالدكتورة غادة العاملي وادارة تحريرها العتيدة الكاتب علي حسين ولكل العاملين فيها والذين عملوا في صفوفها، مع اطيب الامنيات بدوام مسيرتها الوطنية الشاقة".
من جانبه، يقول الصحفي كاظم المقدادي لـ(المدى)، إن "جريدة (المدى) تسير بخط مستقيم وواضح، وتعد من الصحف العراقية التي اتخذت لها خطا مهنيا، وشخصية معنوية ومهنية"، مضيفا، أنها "استطاعت استقطاب اقلام عراقية مهمة من النخب المثقفة".
وأردف المقدادي، "عندما نحتفي بذكرى تأسيسها فأننا نحتفي بميلاد صحيفة تركت بصمة مهنية في تاريخ الصحافة العراقية، بحس وطني ومهني في ظروف صعبة ومعقدة". ويرى الصحفي المقدادي، انه "وبعد مرور ثمانية عشر عاما، مازالت (المدى) واثقة الخطى في نهجها الوطني ومهنيتها المتميزة بأخبارها وتقاريرها، وبإخراجها وباختيار عناوينها، وبحضور لافت وسط العائلة الصحفية العراقية".
إلى ذلك، يقول الصحفي عبد الحليم الرهيمي لـ(المدى)، "لا يكفي ان نستذكر (المدى) بيوم تأسيسها كل عام فهي تستحق اكثر من ذلك لانها ترافقنا ونرافقها كل يوم"، مشيرا الى أن "(المدى) صحيفة ومشروع شامخ يصعب ان تفارق عطاءه يوما".
ويضيف الرهيمي، ان "(المدى) صوت عال يحمل هموم ومواجع العراقيين الكثيرة"، مستدركا بأن "(المدى) لم تتردد يوما عن قول كلمة الحق وبكل قوة وعند صمت الجميع".
وفي سياق متصل، يقول الكاتب والصحفي نزار السامرائي لـ(المدى)، إنه "مما لا شك فيه ان (المدى) تعد واحدة من الصحف التي تقف في الصف الامامي بين الصحف العراقية التي صدرت بعد عام 2003".
وأضاف، أن "(المدى) اعتمدت خطا صحفيا واضحا راح يترسخ بمرور الأيام ولا سيما انها استقطبت كادرا صحفيا متميزا استطاع ان يضفي عليها بصمة خاصة جعلتها تلبي حاجات القارئ العراقي الذي يبحث عن الحرفية والتنوع".
وتابع السامرائي قائلا، "لا يسعنا ونحن نشارك (المدى) الذكرى السنوية لصدورها الا ان نوجه لها تحية تقدير كبيرة متمنين لأسرة (المدى) المزيد من النجاح والتطور بما يخدم الصحافة العراقية بالشكل الذي يجعلها ترتقي الى مصاف الصحافة المتطورة في مختلف دول العالم وهو امر ليس بالمستحيل على (المدى)، التي تقف خلفها مؤسسة ثقافية راكزة وإدارة متمكنة".