اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > يوميات (المدى) في باريس..عيد الموسيقى العالمي

يوميات (المدى) في باريس..عيد الموسيقى العالمي

نشر في: 10 يوليو, 2010: 05:36 م

يوسف المحمداويباريسوأنا أقف في مطار شارل ديغول بعد أن حطت بنا الطائرة القادمة من مطار اتاتورك في اسطنبول  لم يتوقف قلبي عن الالتفات صوب بغداد.. بغداد التي تركتها ملتحفة بالسواد متأرجحة بأراجيح الأزمات وضبابية المشهد السياسي.. بغداد التي لا يجمعها كقاسم مشترك مع باريس سوى حرف الباء..
 قرأت أسمي على لافتة كارتونية عملها رجل أشيب وعرفت بأنه السائق المكلف من قبل وزارة الخارجية الفرنسية لإيصالنا الى فندق في وسط باريس، دخلنا مدينة النور مساءاً، هل حقاً أنا في مدينة نابليون، ديغول، سارتر، فولتير، الشانزليزيه، اللوفر، قصر فرساي، وتعددت الأسماء والحسن واحد، ومع ذلك لم يتوقف القلب من الالتفات صوب مدينتي أو مصيبتي لا فرق..!دخلنا الفندق وكان رقم غرفتي فيه (101) وتذكرت فيها مسبحة والدتي، تركت حقيبة السفر واتصلت فور وصولي بصديقي الإعلامي المقيم في فرنسا سيف الخياط وقلت له أني في فندق (K +K) شارع فرساي، وبعد الاتصال بربع ساعة وصل سيف الفندق وعانقني على سلامة الوصول قائلاً: أنت محظوظ يا يوسف لقد وصلت في اليوم الموعود.. أي يوم؟ أنه يوم الموسيقى العالمي وأنت مدعو اليوم من قبل عائلة أبو سلام العراقية المقيمة منذ عقود في باريس.rnسيف وعائلة أبو سلامقلت له لكني لا أعرفهم، رد عليّ بابتسامة، لكنهم يعرفون (المدى) ويتابعونها عبر المواقع الالكترونية، وبالفعل التقينا مع تلك العائلة في شوارع الفرح وأنا أشاهد هذا الفرح الإنساني غير المألوف احتجت الى أكثر من ذهول، الى أكثر من دهشة، الى أكثر من عين أبكي بها على بلدي، لكن كما قال الشاعر: " من ذا يعيرك عينه تبكي بها.. أرأيت عيناً للبكاء تعار".ومع ذلك قررت أن أغتنم كل يوم وكل ساعة من جمال باريس وأحيائها.. مدينة ساحرة حسناء فتنتها تفوق الخيال، فن، هندسة، ثقافة، وفي هذا اليوم وجدت فيها العلم بأسره وقد وحدته الفرقة الموسيقية.. نعم سأغتنم كل لحظة من أيامي فيها لأنقل الى شعبي حقيقة ما يعيشه العالم ونشعر بحقيقة المأساة التي نعيشها. rn(126) بلداً يحتفلون بهذا اليومكيف ابتكر هذا اليوم ومن أين بدأ؟يقول سيف الخياط أن يوم الواحد والعشرين من حزيران يحتفى به منذ (28) عاماً بعد أن قام بابتكاره وزير الثقافة السابق جاك لانغ في عام 1982، ولكن هذا اليوم تجاوز الحدود الفرنسية الى أكثر من (126) بلداً أجنبياً، ويستطرد الخياط قائلاً: أن احتفال باريس بهذا اليوم له نكهة خاصة لكونه ولد من رحمها، لذا تشاهد الموسيقي المحترف والهاوي يتسابقان في أحيائه حتى الصباح، شوارع باريس حدائقها ساحاتها أزقتها جاداتها امتلأت بمئات الفرق الموسيقية لتقدم إبداعاتها بآلاتهم الموسيقية للعوائل الفرنسية وغير الفرنسية القادمة الى باريس للاحتفاء بهذا اليوم.وأوضح الخياط أنه على الرغم من نتائج المنتخب الفرنسي المخيبة للآمال في مونديال جنوب أفريقيا لكنه لم يمنع الفرنسيين من الفرح بذلك الكرنفال العالمي، فقد امتلأت الحانات وأماكن الحفلات الموسيقية والمهرجانات والكنائس، وعلى أمواج نهر السين كانت المراكب الكبيرة والصغيرة تتمايل مع راكبيها.. تذكرت والصديق سيف يحدثني بعض المسؤولين العراقيين حين نسألهم بحوارات ضيف الخميس عن الموسيقى فكانت ردودهم ليس من سلوكياتنا سماع الموسيقى!.. والعجيب أن أغلبهم جاءوا من دول تحتفي بهذا اليوم.rnباريس وأزمة الكهرباءعائلة أبو سلام التي التقيتها لأول مرة مع زميلة لهم من المغرب أسرفت بكرمها وترحابها، جلسنا على نهر السين لتناول وجبة العشاء وكان الحديث يدور حول الشأن العراقي وبالتحديد حول أزمة الكهرباء والتظاهرات التي انطلقت من البصرة وما تلاها في محافظات أخرى، وكانت خشيتهم أن تستغل تلك التظاهرات من بعض الجهات الخارجية أو الداخلية لتحويلها الى تنفيذ عمليات اعتداء ونهب مؤسسات الدولة كما حدث بعد التغيير.سألتهم مازحاً: هل الكهرباء التي تتحمل كل هذه الطاقة سحب أم وطنية؟فردوا ضاحكين.. لا مولدة.. وضحكنا بألم.. قاطعنا أبو سلام قائلاً: انظروا الى هذا الشاب المحاط بفتاتين، وبالفعل وجدت الشاب وهو محاط بفتاتين كفلقتي قمر تحملان حسناً لا يمكن أن يوصف والاثنتين تبكيان وهو يضحك،. أحداهن تتوسل به بالقبل والأخرى قامت بنزع حذائه وحزام بنطاله.rnهروب من الجمالخاطب أبو سلام الفتى مبتسماً وبالفرنسية، إذا كانت هناك عملية اغتصاب فنحن كرجال حاضرون للنجدة.. ضحك الفتى وابتسمت الفتاتان مجاملة لتعاودا البكاء، وأنا أشاهد ذلك الدمع تذكرت بيت الشعر الذي يقول:وأمطرت لؤلؤا من نرجسٍ وسقتورداً وعضت على العنّاب بالبردِنعم كنت أشاهد لؤلؤاً يتساقط من عيون نرجسية لتسقي خدوداً بلون الورد لتعض على شفة كالعناب بأسنان الثلج.. صديقة عائلة أبو سلام المغربية قطعت جميع تكهناتنا وقالت لنا بعد استفسارها من إحدى الفتاتين أن واحدة منهن هي شقيقته والأخرى صديقته والاثنتان تخشيان عليه من تصرف وسلوك قد يضر به بعد أن أكثر من تناول الكحول، وبالفعل كانت خشيتهن في محلها، فقد استطاع الشاب وبغفلة من القمرين أن يهرب تاركاً حذاءه معهن ليرمي بنفسه في نهر السين سابحاً للجهة الأخرى وسط صياح الفتاتين وذهولنا وصفير المارة الذين ظنوا أن الشاب يحتفي بطريقته الخ

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بالصور| تظاهرات حاشدة أمام وزارة التخطيط للمطالبة بتعديل سلم الرواتب

805 قتلى وجرحى بأعمال شغب مستمرة في بنغلاديش

مجلس النواب يعقد جلسته برئاسة المندلاوي

خبراء يحذرون: أغطية الوسائد "أقذر من المرحاض" في الصيف

القبض على 7 تجار مخدرات في بغداد وبابل  

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram