بغداد/ أفراح شوقيبعد أن تغلبت خيارات لعب العنف والسلاح لفترة ليست بالقصيرة على ذائقة الطفل بسبب الظروف الصعبة، والترويج الكبير الذي صاحبها من قبل المحال التجارية، استقطبت اليوم بدلا عنها العاب الرعب والخوف والإثارة عبر رواج أنواع جديدة منها كلعبة الساحرة والشرير والحيوانات ذات الأصوات والأشكال الغريبة، والترويج لها بطرق شتى.
أبو سارة صاحب احد محال بيع تلك اللعب في منطقة الكرادة عمد الى تعليق أنواع كثيرة من هذه اللعب على واجهة محله، مثل الساحرة والمارد والجني ذو القناع الأسود وغيرها، قال: كنت أبيع اللعب المسلية كالكرات الملونة والسيارات وغيرها،ولكن وجدت ان هناك اقبالا كبيراً على لعب الخوف والفزع وقمت بجلبها هنا لكسب الرزق. وهل تدرك انها مضرة لعقلية الطفل؟ سألته فقال: إنا أعرف أنها لا تناسب أطفالنا وهم بحاجة الى العاب أكثر براءة ولا تحمل لهم مزيداً من الخوف.تركته لأتوجه بالسؤال الى صاحب محل أخر يبيع الألعاب المخيفة نفسها مع مجموعة العاب أخرى، وكان الإقبال عليه كبيراً خصوصا الأعمار مابين (8-25) عاماً، ابو صبيح صاحب محال الجيلاوي لألعاب الطفل قال: أن اللعب نستوردها من مناشئ عربية وعالمية، ونحن لا نفرضها هنا لكن الموجود منها نشتريه ونحن نريد الربح قبل أي شيء!وأمام واجهة محالهم كان البعض من الاهالي يحاول ترغيب طفله بتجربتها، ومنها لعبة الساحرة التي راحت تطلق اصواتاً مرعبة اخافت الاطفال المتجمعين وحتى الكبار منهم، وعلى مقربة منها كان صبي يحاول تجربة تشغيل لعبة الشيطان الاكبر الذي يبتلع كل ما موجود أمامه، اما صديقه فكان يجرب أخافة من حوله بلبس القناع المرعب وهو مغطى بالدماء ومطعون بالخنجر.. وعن تداول هكذا نوع من الألعاب وسلبياتها اخبرنا الدكتور علي الزكي استاذ العلوم في كلية التربية قائلا: تعد لعب الأطفال واحدة من أهم مستلزمات التربية لإنشاء مجتمع سليم وأعداد جيل المستقبل. وللأسف نجد ان الموجة الإعلامية في اغلب قنوات البث الفضائي سيئة وغير مدروسة، لانها تدور حول مسائل الصراع والعنف والحرب ولا يعتمدون الأسلوب السليم او المغامرات لتحقيق الأهداف، مثل مغامرات سندباد وعلي بابا وغيرها. وأفلام الكارتون السائدة الآن،جعلت الاطفال يمتلكون نزعة عنف وحب اقتناء لعب مثل التي يشاهدونها في هذه القنوات وكذلك الميل لاقتناء لعب الأسلحة ولعب العنف ولعب الاثارة والخوف، ولابد من تولي الأهل دوراً في توجيه صغارهم كي يبتعدوا عن هكذا العاب مضرة.
بعد أنحسار العاب السلاح..العاب الفزع والخوف تتصدر خيارات الصغار
نشر في: 10 يوليو, 2010: 06:08 م