علي حسين لايمكن أن يكون هؤلاء هم أفضل مثقفي العراق، المؤكد أن هناك أفضل منهم عشرات المرات، والمؤكد أيضا أن هناك فساداً في الاختيار من البداية. هل معقول أن واحداً منهم لم يبلغ سن الرشد الثقافي يكون ممثلا لثقافة عريضة مثل الثقافة العراقية؟ هل يعقل ان يقفز البعض من الصف الثالث في ليلة وضحاها ليصبحوا نجوما؟
اشقاؤنا المصريون تعرفواعليهم لأول مرة من الاعلانات الطريفة التي اتحفتنا بها وزارة الثقافة عبر مواقع واجهزة اعلام طبلت للمهزلة وشاركت في ذبح الثقافة العراقية الحقيقية.. قارنوا بين اسماء المدعوين واسماء لم يتذكرها القائمون على الفعالية فسنجد العجب العجاب، غابت اسماء حسب الشيخ جعفر ومالك المطلبي ومحمد خضير وصادق الصائغ وسامي عبد الحميد وباسم عبد الحميد حمودي واخرين لايسع المجال لذكرهم هم نجوم الثقافة العراقية. الفساد ظهر واضحا في معظم الايام الثقافية التي تقيمها الوزارة في الخارج، الاسماء نفسها،الفعاليات نفسها، ووفد يضم مدراء عامين ومدراء مكاتبهم ومنسقي العلاقات العامة. من الصين ومرورا بالسويد وعمان والقاهرة كانت التظاهرات الثقافية العراقية عبارة عن تجمعات فقدت صلاحيتها وديمومتها. الفساد في الملايين التي أُنفقت على هذه الفعاليات وهي تفوق بكثير ما أنفق على نشاطات الوزارة بالداخل. الفساد كان يجري مع كل نشاط ثقافي لايحمل لونا ولاطعما ولارائحة، وفساد يتحرك أمامك مثل الشبح تشاهده ولا تستطيع الإمساك به. الفساد هو الذي سيجعل المسؤولين يعتبرون هذه المهازل اشبة بفتوحات أبي زيد الهلالي الفساد الذي بدأ حين لم يسمح للمثقفين بتقييم ومتابعة هذه الانشطة.. وكأنها نشاطات سرية. يجب أن ينال المتسببون في تشويه الثقافة جزاءهم وألا يكونوا خصماً وحكماً، لأننا ندفع ثمناً فادحاً للتدليس والعشوائية والارتجالية. هذه الانشطة وما يتبعها من مهازل، أجهضت أحلاماً جميلة، وأضاعت فرصا كان يستحقها فرسان الثقافة الحقيقيون.
العمود الثامن ..فســـاد ثقــافــي
نشر في: 10 يوليو, 2010: 06:09 م