سامر الياس سعيد
أنهت صحيفة (المدى) قبل أيام محطّة مديدة قوامها 19 عاماً من مسيرتها الصحفية الزاخرة لتلج عامها العشرين بكل ثقة وتميّز جعلتها عبر تلك الأعوام الماضية صحيفة مهمة أبرزت مكانتها وسط الصحف العراقية خصوصاً تلك التي صدرت بعد عام 2003 لتشكّل ثورة إعلامية قارعت عهداً ماضياً اقترن بالصوت الواحد والرؤية الاحادية المقترنة بالنظام السابق.
ويبدو الحديث عن تجربة (المدى) بمناسبة ذكرى انطلاقتها التي مرّت أول أمس الجمعة الخامس من آب عام 2022 مُحدّداً بما أبرزته هذه الصحيفة بواقعها الرياضي المُستمدّ من اشكال متنوّعة تناولت جانبها الرياضي وصدر خلال تلك الفترة ليحيط القاريء والمتابع الرياضي بكواليس تلحق برياضته ونجومه، وكل ما يتعلّق بتلك الميادين وتقارع بتلك الاصدارات التي صدرت في تلك الأعوام مقترنة بمؤسّسة المدى كبريات المجلات والصحف الرياضية المتخصّصة حيث تميّزت تلك الاصدارات بخصوصيّة مهمّة أبرزها اعتمادها أقلاماً عراقية خالصة بيّنت تجربتها الإعلامية الغنية في بلاط صاحبة الجلالة، وأفردت مهمّتها في ميدان السلطة الرابعة برؤية عميقة لما تشهده ميادين الرياضة المحلية مثل (صحيفة المدى الرياضي) التي سجّلت انفرادات مهمّة في سياق اصداراتها التي انطلق أول أعدادها كملحق رياضي في الثالث من كانون الأول (ديسمبر) من العام 2003 وشكّل الملحق الرياضي للمدى فرصة مناسبة لإثبات النفس الطويل للإعلام الرياضي مع بقائه كمؤشّر في رصد الأحداث الرياضية بالرغم من التوقّف الوقتي للملحق قبل أن يعاود الإصدار من جديد في الثالث من شباط (فبراير) من العام 2008 ثم توقّف وتمّ الاكتفاء بصفحة رياضة (المدى) التي جدّدت ذلك التواصل المهم مع الأحداث بالتقارير الموسّعة التي كان يدوّنها ويجريها مع أصحاب الشأن مسؤول الصفحة الرياضية الزميل إياد الصالحي مع عمود رأي يومي حرصت عليه الجريدة باستقطاب اسماء مهمة في ميدان الإعلام الرياضي بخبرتها ورؤيتها إزاء ما يجري من أحداث ووقائع على ساحة العمل الرياضي.
وفي السياق ذاته لا يمكن أن نتوقف عند مناسبة احتفاء المدى بعيدها السنوي من دون أن نستذكر مطبوعة أخرى انطلقت من مؤسسة المدى للإعلام والثقافة متخصّصة بالشأن الرياضي وكان لاصدارها الوقع والصدى المناسبين كونها شكّلت بصدور مجلة (حوار سبورت) المحطّة الأبرز الذي يُمكن أن يتفاخر معها الإعلام الرياضي العراقي بصدور مثل تلك المطبوعة الجميلة التي مزجت بروعة التصميم مع التقارير واللقاءات الهادفة لاسيما باعتماد تلك المجلة على اسماء رصينة ولها تاريخها المميّز في الإعلام العراقي حيث نذكر منهم على سبيل المثال الإعلامي الراحل مؤيد البدري والاعلامي الراحل سعدون جواد إضافة للإعلاميين البارزين مثل صفاء العبد ود.عمار طاهر ومحمد خلف وهشام السلمان وعبد السلام الكعود ود.إيمان عبد الأمير ود.عدنان لفتة وعلي رياح وعمار ساطع ود.عاصفة موسى، وواصلت المجلة اصداراتها بأعدادها المتوالية التي لاقت الكثير من الاعجاب والمتابعة من جانب الجمهور الرياضي الذي كان يترقّب موعد صدورها دون الالتفات الى واقع التهديدات التي كانت تنطلق بكون الصحافة الورقية في طريقها للافول برغم أن مثل تلك التهديدات أطاحت بها مواقع السوشيال ميديا حينما عمدت الى إبراز صفحات خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي لاسيما تلك التي تهتم بتداول الاصدارات السابقة والمطبوعات النادرة والترويج لها واستقطاب الراغبين باقتنائها فأبرزت اهتماماً من جانب بعض المتابعين بالحصول على أعداد مهمة سابقة للمجلة فضلاً عن نشرها لصور أخرى لبعض أغلفة المجلة في تأكيد على جدارة المجلة وموقعها المهمّ من بين الاصدارات الرياضية التي يفخر بها مشهد الإعلام الرياضي العراقي.
قبل 19 عاما استهلّت المدى موسماً إعلامياً وطنياً بإصدارها صحيفتها التي شكّلت نمطاً آخر من الصحافة العراقية تماماً مثلما شكّل مثل هذا الموعد منطلقاً للدوريات العالمية لموسم كروي جديد، فكلّ الأمنيات الجميلة للمدى بمواصلة مسيرتها في الإصدار الذي يُضيء محطّات مهمّة من تاريخ الوطن.