اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: ضد المرأة !!

العمود الثامن: ضد المرأة !!

نشر في: 6 أغسطس, 2022: 11:10 م

 علي حسين

عندما دخلت دروبادي مورمو المدرسة الابتدائية في إحدى قرى الهند الفقيرة، كانت الفتاة صغيرة تتشبث بيد والدها، ولم تكن تحلم بأن تصبح رئيسة لواحد من أكبر بلدان العالم، كان الحلم أن تصبح ربة بيت، لكنها قررت أن تناضل من أجل أن تجد لها مكاناً، وبسبب الفقر اضطرت إلى أن ترحل عن قريتها وتعمل لتكمل تعليمها،

حلمت بأن تجلس على مقاعد السياسيين، وكان ذلك مستحيلاً على فتاة تنتمي إلى المجتمعات التي تعاني من التهميش، لم تكن تعرف أن الطريق إلى رئاسة الجمهورية سيصبح ذات يوم سالكاً، وأنها ستصبح في يوم من الأيام أول رئيسة جمهورية في تاريخ بلاد المليار إنسان. بعد انتخابها قالت إن ما حصل هو " إنجازلجميع الفقراء في البلاد. إن انتخابي دليل على حقيقة أنه يمكن في الهند للفقراء أن يحلموا وأن يحققوا هذه الأحلام". هنا تكمن قوة الديمقراطية، حين تتمكن فتاة مولودة في منزل قبلي فقير من أن تصل إلى أعلى منصب في البلاد .

في كتابه "لا مذكرات" يقول أندريه مالرو إن الزعيم الهندي جواهر لال نهرو قال له وهما يتجولان في شوارع الهند: "قيل إن اللاعنف خرافة، لكنه هنا هو الوسيلة الوحيدة للنضال"، ثم يضيف أثناء الحديث "كنت أذكر دائماً ما يقوله المهاتما غاندي: لا يمكن أن يظهر الله حيث تكون الكراهية والخوف".

يتحدث الجميع في العراق الديمقراطي عن دور المرأة ومكانتها، لكنها كل يوم تهمّش في القرار السياسي، يرفض ساستنا أن يشاهدوا امرأة رئيسة للبرلمان أو للجمهورية، وأن تتولى وزارة سيادية، فيما أقر دستور 2005 ما أقره دستور عام 1958 من حق المرأة في المشاركة العامة والتمتع بالحقوق السياسية، ولكن في كل يوم نرى أن حقوق المرأة مهدورة ، فبعض القوى السياسية التي ترفع الدستور بوجه الجميع تدفع في الوقت نفسه بالمجتمع إلى عقود من التخلف والانعزال. وأيا يكون المبرر لما يحصل في مشاهد تشكيل الحكومة أو رئاسة البرلمان ونوابه، فأن الأمر لا يخرج عن المخطط الهادف إلى العمل على أن تعود المرأة لتصبح مواطنة من الدرجة الثانية. لم تكن هذه القوى السياسية تستهدف تغييب المرأة فقط، ولكن لتثبت لنا أن الصراع على المناصب يجعل الجميع ينحازون إلى أنفسهم. ضربت هذه القوى عصفورين بحجر واحد، الأول هو إبعاد المرأة عن مصدر القرار لأنها برأيهم "ناقصة عقل ودين" والثاني أن يتمتع "حبايب" قادة هذه الكتل بمزايا هذه المناصب وفوائدها على المدى الطويل وليصبح صفر المرأة صفراً جديداً يضاف إلى أصفار تضعها هذه القوى السياسية، وتجسد حالة التضليل والخداع التي مورست وتمارس على قطاعات واسعة من الشعب.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

العمودالثامن: نائب ونائم !!

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: إضحك مع الدولة العميقة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

 علي حسين ليس من حق المواطن العراقي أن يعترض على تعديل قانون الأحوال الشخصية ، ولا يملك أن يشكو من تحول مجلس النواب إلى قاعة للمناكفات السياسية ، ولا يملك أن ينتقد أوجه...
علي حسين

باليت المدى: عندَ اكتمال القمر

 ستار كاووش قيمة السفر تُكمِنُ في مشاهدة أشياء وتفاصيل وأماكن مختلفة، جديدة، نادرة أو ممتعة. أما إذا إجتمعت كل هذه التفاصيل في مكان واحد مثلَ بارك (ديلا ديساتيل) في مدينة ليل، فهنا عليَّ...
ستار كاووش

قناطر: أين نحن من نخيلنا الذي سرقه العالم

طالب عبد العزيز ملء الشاشة تظهر صورة رجل أنيق، بثياب أهل الخليج الصيفية متحدثاً بمعلومات قيمة عن أحوال مزرعته المزدحمة بالنخل والفاكهة، وتظهر في الصورة نخلة من أحد الاصناف المعروفة لدينا، وقد ثقلت بعذوقها...
طالب عبد العزيز

العراقيون يفقدون الثقة في الديمقراطية

د. سامان شالي إن مسألة ما إذا كان العراقيون قد فقدوا الثقة في الديمقراطية أمر معقد ومتعدد الأوجه. لقد كانت رحلة العراق نحو الديمقراطية مضطربة، وتميزت بتحديات وانتكاسات كبيرة. يستكشف هذا المقال الوضع الحالي...
د. سامان شالي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram