عباس الغالبييعد مبدأ التوأمة ضرورة صناعية بضوء التجارب العالمية في هذا المجال ، ولعل التوأمة التي درجت عليها وزارة الصناعة في قطاع صناعة الاسمنت شاهد حي على جدوى هذه التجربة التي تدخل في اطار الاستفادة من التطور والتقنية الحاصلة في الصناعات المماثلة لدول العالم الاخرى .
وكثير من المعامل والمنشآت الصناعية هي من مناشئ اجنبية وقد اصبحت الان في طور التقادم ، مايحتاج الى التحديث او الاستبدال وهذه توفرها تجارب التوأمة ، ذلك لانها تمثل النافذة التي تطل من خلالها الصناعات المحلية على تجارب الاخرين و التطور الحاصل في هذه القطاعات ، حيث توفر الفرص للتدريب والتأهيل وامتلاك التقنيات الحديثة التي تواكب التطور الحاصل في تلك الصناعات .ومن هنا فأن وزارة الصناعة معنية بالكشف عن مديات تجربة التوأمة التي عقدتها مع شركات اجنبية في قطاع الاسمنت ، وتبيان مؤشرات النجاح أو الفشل فيها ، في وقت يرى كثير من الخبراء والمتابعين ان مبدأ الشراكة والتوأمة مع شركات أجنبية يعد ضرورة قصوى حالياً في ضوء الحاجة الملحة للقطاع الصناعي التي تتطلب المواكبة والتدريب وتأهيل الكوادر سعياً لتحريك عجلة الانتاج التي تعاني ركوداً شبه تام .ولان القطاع الصناعي برمته يحتاج الى هذه التجربة إلا انه ليس من المنطقي ان تعمم التجربة على قطاعات الصناعة كلها ، حيث لابد من الاتجاه الى الاولويات والعمل تدريجيا للوصول الى القطاعات الاكثر أهمية والتي تكون على وفق التقديرات الفنية ان التأهيل غير مجد من الناحية العملية .وتجدر الاشارة الى ان وزارة الصناعة قد وضعت معايير فنية واقتصادية لولوج هذه التجربة ولم تدخل هذه التجارب حيز التنفيذ إلا بعد دراسات مستفيضة ، لكن الشيء الاهم هو عدم إفصاح الوزارة عن مديات نجاح أو فشل والتطور الحاصل في الاداء والذي ينعكس ايجابياً على مستويات الانجاز وهذا يدخل في حقيقة الامر في مجال الافصاح والشفافية سعياً للاستفادة من هذه التجارب في المحاولات القادمة .ولكن تبقى تجربة التوأمة غاية في الضرورة لان مديات الاستفادة والنجاح بحكم الواقع العملي تكاد تكون اكثر من مديات الفشل ، وهذا مايحتم على الوزارة ان تفصح عنه للرأي العام بعد ان تحدد مؤشرات الإخفاق والنجاح على حد سواء .
من الواقع الاقتصادي ..التوأمة ضرورة صناعية
نشر في: 10 يوليو, 2010: 06:21 م