اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: ابتسامة يوسف وحكومة الفتلاوي

العمود الثامن: ابتسامة يوسف وحكومة الفتلاوي

نشر في: 7 أغسطس, 2022: 11:42 م

 علي حسين

سألني زميل كيف تنظر إلى تظاهرات السليمانية والأخبار عن اعتقال عدد من النواب.. في هذه الزاوية كتبت كثيراً عن الاحتجاجات، ودائماً ما تحضرني مقولة المؤرخ الأمريكي الشهير هوارد زن التي يقول فيها: "أكثر فعل ثوري يمكن للمرء أن يقوم به في عصرنا هو قول الحقيقة..

في هذا العالم المتصارع.. الحياد يعني قبول الأشياء كما هي عليه الآن". الغريب أن خبر اعتقال نواب الجيل الجديد وإطلاق سراحهم في السليمانية مر مرور الكرام على السادة أعضاء مجلس النواب الذين سبق لهم أن نصبوا مجلس عزاء عندما تم اعتقال عزة الشابندر لساعات في الإمارات، في هذه البلاد ستجد الكثير من العجائب أبرزها أن النائبة حنان الفتلاوي تطالب بحكومة على مقاسها.

نترك أخبار بلاد الرافدين وقلوبنا مع كل المحتجين سواء في بغداد أو ذي قار أو السليمانية ونتوقف عند خبر فوز الملاكم العراقي الشاب يوسف الماجدي بالميدالية الذهبية في بطولة العرب للملاكمة. إلى هنا والقصة عادية، أو هكذا يُفترض، شاب يفوز بنزال للملاكمة ويحصل على الميدالية الذهبية ، لكن المثير ان هذا الشاب إصر على تمثيل العراق رغم أنه يعيش مع عائلته في أمريكا، وقرر ان يتكفل بمصاريف النقل والإقامة في مصر التي لم تمنح الفريق العراقي فيزة للدخول ولا ندري ما السبب ، وفي وجداننا ان ابواب مصر كانت مفتوحة لجميع العرب.. بالأمس وأنا أتابع أخبار يوسف وإصراره على الفوز ومنح العراق مدالية ذهبية، قلت مع نفسي إن أخطر ما ابتلي به العراق أن تولى أمره وتحدث باسمه من لا يعرف قدره ومكانته من عينة نواب الصراع على الكرسي .

كنت أنظر إلى وجه يوسف وأنا أقول لصديق، متحدياً، أن يجد سياسياً يحب العراق مثل هذه الشاب ، وجه انمحت منه علامات الطائفية والمذهبية.. وجه يعيد اكتشاف جوهر هذا الشعب.. وجدت نفسي أمام شاب يتمنى أن ينفض عن هذا الوطن غبار المحسوبية والفشل ، ولعل أجمل ما في هذه الوجه أنه أثبت أننا شعب لم يتفسخ بعد، رغم سياسة التنكيل والإفساد وشراء الذمم التي مورست خلال السنوات الماضية، أدهشتني وأفرحتني هذه الاستعادة المبهجة لأصالة ووطنية الشخصية العراقية في لحظة تصور البعض أن أحزاب الطوائف استطاعت أن تحرق مساحات الفرح والنجاح والخضرة فيها، وهل هناك وطنية أكبر وأنضج من الموقف الذي اتخذه هذا الشاب؟ حين وقف مبتسما يحمل بين يديه علم العراق .

يانواب برلمان " الصدفة " ومعكم كتيبة من السياسيين ساهموا في خراب العراق ، يوسف يقول لكم : أنتم مهزومون حتماً.. ستهزمكم دموع الفرح التي سكبتها وهو يحمل علم العراق على صدره .. سيهزمكم عراق واحد يسعى للخروج من قمقم ابراهيم الجعفري .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. samira

    يانواب برلمان الصدفة ومعكم كتيبة من السياسيين ساهموا في خراب العراق ، يوسف يقول لكم : أنتم مهزومون حتماً.. ستهزمكم دموع الفرح التي سكبتها وهو يحمل علم العراق على صدره .. سيهزمكم عراق واحد يسعى للخروج من قمقم ابراهيم الجعفري .

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

العمودالثامن: نائب ونائم !!

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: إضحك مع الدولة العميقة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

 علي حسين ليس من حق المواطن العراقي أن يعترض على تعديل قانون الأحوال الشخصية ، ولا يملك أن يشكو من تحول مجلس النواب إلى قاعة للمناكفات السياسية ، ولا يملك أن ينتقد أوجه...
علي حسين

باليت المدى: عندَ اكتمال القمر

 ستار كاووش قيمة السفر تُكمِنُ في مشاهدة أشياء وتفاصيل وأماكن مختلفة، جديدة، نادرة أو ممتعة. أما إذا إجتمعت كل هذه التفاصيل في مكان واحد مثلَ بارك (ديلا ديساتيل) في مدينة ليل، فهنا عليَّ...
ستار كاووش

قناطر: أين نحن من نخيلنا الذي سرقه العالم

طالب عبد العزيز ملء الشاشة تظهر صورة رجل أنيق، بثياب أهل الخليج الصيفية متحدثاً بمعلومات قيمة عن أحوال مزرعته المزدحمة بالنخل والفاكهة، وتظهر في الصورة نخلة من أحد الاصناف المعروفة لدينا، وقد ثقلت بعذوقها...
طالب عبد العزيز

العراقيون يفقدون الثقة في الديمقراطية

د. سامان شالي إن مسألة ما إذا كان العراقيون قد فقدوا الثقة في الديمقراطية أمر معقد ومتعدد الأوجه. لقد كانت رحلة العراق نحو الديمقراطية مضطربة، وتميزت بتحديات وانتكاسات كبيرة. يستكشف هذا المقال الوضع الحالي...
د. سامان شالي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram