اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: عراق علي غلام وشركائه!!

العمود الثامن: عراق علي غلام وشركائه!!

نشر في: 10 أغسطس, 2022: 12:15 ص

 علي حسين

الآن وبعد أن أصدرت محكمة جنايات الرصافة قرارها التاريخي بتعويض الرجل المتحكم في مزاد العملة "علي غلام" بمبلغ بسيط جداً يعتبر بمثابة مصرف جيب وقدره "600" مليون دولار.. فاتمنى عليك عزيزي القارئ اولا : أن لا تتعجب من ضخامة المبلغ، فهناك نواب حصلوا على مثل هذه المبالغ بالصوت العالي والتهديد والوعيد ، وثانيا : ان تشيد بهذا القرار الذي سيسطر في سجلات " قوانين قراقوش "

الغريب أن القرار " القرقوشي " يصدر من محكمة كان يفترض أن مهمتها المحافظة على المال العام، لكن يبدو أن صاحب المصارف الثلاثة وشركة بوابة عشتار له سلطة الأمر والنهي .والمثير أن لا أحد يسأل من هو علي غلام؟.. ومن أين حصل على كل هذه الثروة؟.. وكيف تمكن من السيطرة على مزاد العملة وتأسيس ثلاثة مصارف وعدد من الشركات في زمن قياسي؟.. والأكثر غرابة أن علي غلام كان قد صدر بحقه قرار بحجز أمواله المنقولة وغير المنقولة عقب تورطه بالعديد من الجرائم الاقتصادية. والأكثر جريمة بحق هذا الشعب أن مصرف الرافدين، الذي هو مؤسسة تابعة للبنك المركزي العراقي، يتعاقد مع إحدى شركات علي غلام ويمنحه عقداً خيالياً، دون أن يسأل أحد؛ وماذا عن قرار البنك المركزي بمصادرة أمواله؟.. تخيل جنابك المحكمة تدفع تعويضاً لشركة يعادل قيمة الشركة بأكثر من مئة مرة ومرة .

منذ سنوات ونحن نعيش مسرحية النزاهة والحفاظ على المال العام، ويكتب نوابنا وسياسيونا عشرات عشرات القصص عن مآثر حربهم ضد الفساد، ونتابع نحن المشاهدين كيف يخرج علينا السياسيون كل يوم وهم يحذروننا من هدر المال العام، وفي النهاية نكتشف أن الخاسر الوحيد هو المواطن العراقي، والرابح الوحيد هو السياسي الذي يختال علينا بحكمته "ليس في الإمكان أحسن مما كان".

المسؤول السارق تمّ تدريبه وتوظيفه على أنّ الشعب مغفّل دائماً، فلا بأس أن نضحك عليه بصورة يبدو فيها المسؤول في آخر درجات التقوى، ويظهر فيها سياسي يخبرنا أنّ سبب خراب العراق هو تبرّج النساء! جميع "الحراميّة" يُدركون جيّداً أنّ البرلمان سيتعامل معهم بمنهج: لا أرى.. لا أسمع.. لا أتكلّم!

إذا كنتَ مثلي تقرأ الأخبار، هناك عنوان أكثر استفزازاً لنا نحن الشعب الناكر للجميل.. إليك هذا العنوان: في اسبانيا أُدخل صهر ملك إسبانيا السجن، بعدما حكم عليه بالسجن بتهمة التهرب الضريبي، فيما منع الملك شقيقته من الاحتفالات الرسمية، بينما نوّابنا مكلّفون شرعياً بالجلوس على كرسي البرلمان، المواطن العراقي سيضحك مثلي وهو يقرأ حكاية علي غلام ، لانه سيتذكر حتماً الاحكام الكوميدية التي تصدر بين الحين والآخر في قضايا فساد بمئات الملايين .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

العمودالثامن: نائب ونائم !!

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: إضحك مع الدولة العميقة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

 علي حسين ليس من حق المواطن العراقي أن يعترض على تعديل قانون الأحوال الشخصية ، ولا يملك أن يشكو من تحول مجلس النواب إلى قاعة للمناكفات السياسية ، ولا يملك أن ينتقد أوجه...
علي حسين

باليت المدى: عندَ اكتمال القمر

 ستار كاووش قيمة السفر تُكمِنُ في مشاهدة أشياء وتفاصيل وأماكن مختلفة، جديدة، نادرة أو ممتعة. أما إذا إجتمعت كل هذه التفاصيل في مكان واحد مثلَ بارك (ديلا ديساتيل) في مدينة ليل، فهنا عليَّ...
ستار كاووش

قناطر: أين نحن من نخيلنا الذي سرقه العالم

طالب عبد العزيز ملء الشاشة تظهر صورة رجل أنيق، بثياب أهل الخليج الصيفية متحدثاً بمعلومات قيمة عن أحوال مزرعته المزدحمة بالنخل والفاكهة، وتظهر في الصورة نخلة من أحد الاصناف المعروفة لدينا، وقد ثقلت بعذوقها...
طالب عبد العزيز

العراقيون يفقدون الثقة في الديمقراطية

د. سامان شالي إن مسألة ما إذا كان العراقيون قد فقدوا الثقة في الديمقراطية أمر معقد ومتعدد الأوجه. لقد كانت رحلة العراق نحو الديمقراطية مضطربة، وتميزت بتحديات وانتكاسات كبيرة. يستكشف هذا المقال الوضع الحالي...
د. سامان شالي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram