بغداد/ تميم الحسن
من المرجح ان تبدأ اليوم الاربعاء محاولات مد الجسور بين الإطار التنسيقي والتيار الصدري كخطوة وحيدة متبقية امام القوى السياسية للخروج من الازمة.
وتصاعدت لغة «العناد» بين زعيمي التيار الصدري، مقتدى الصدر، ودولة القانون، نوري المالكي، بشأن الانتخابات المبكرة واخلاء البرلمان.
ويخشى الصدر من تملص خصومه في حال «سحب انصاره» من البرلمان، بينما يرفض الطرف الاخر الاملاءات التي يطرحها الاول.
وطبقا لمعلومات من داخل الإطار التنسيقي فانه من المفترض ان «تبدأ اليوم بعد عطلة العاشر من محرم (أمس)، النقاشات حول فتح حوار مع الصدر».
وقرر «التنسيقي» ايكال مهمة الحوار الى هادي العامري، رغم وجود ملاحظات على زعيم تحالف الفتح من فريق المالكي ومن بعض قيادات التحالف.
ونشر مكتب المالكي يوم الاثنين، صورا عن لقاء بين المالكي والعامري في مقر اقامة الاول، في اول لقاء بعد ازمة «تسريبات المالكي».
ويضع «الاطاريون» املاً ضعيفا على اقناع الصدر بالجلوس الى طاولة التفاوضات، خصوصا وان الاخير قال قبل ايام، حول متطلبات حل الازمة، بالابتعاد عن ما وصفها «الحوارات الهزيلة».
وكانت متوقعة ان تسري «هدنة غير معلنة» بين طرفي الازمة خلال «يوم عاشوراء»، أمس، حيث ينشغل اغلب السياسيين بالمواكب الحسينية التي تقام في منازل القادة، لكن ما حدث هو العكس.
وبدأ الفريقان بارسال رسائل مشفرة من وحي حادثة «عاشوراء»، وقال الصدر في ذكرى ذلك اليوم «مثلي لا يبايع الفاسد» في اشارة فهمت بانه يقصد المالكي.
واضاف زعيم التيار في تغريدة يوم الاثنين «قسماً بدمائك يا حيدر.. وبشبلك محزوز المنحر.. تالله لا يحكم فينا (الفاسد).. ومثلي لا يبايع (الفساد)».
وكانت تغريدة الاخير جاءت بعد خطاب متلفز لزعيم دولة القانون، رفض فيه حل البرلمان- بحسب دعوة الصدر- الا بعد استئناف عمل المجلس.
وقال المالكي يوم الاثنين، مستعيرا من تراث احداث محرم ان «الامام الحسين عليه السلام كان صرخة حق في مواجهة الكذب والتزوير والتزييف».
وفي تعليق مباشر على الازمة اضاف المالكي أن «العراق بلد تعيش فيه عدة مكونات، ولا يمكن فرض رؤية عليه، إلا بموافقة تلك المكونات عبر المؤسسات الدستورية».
وفي حديثه عن المعتصمين ومطالب الصدر، شدد المالكي قائلاً: «لا حل للبرلمان، ولا تغيير للنظام، ولا انتخابات مبكرة إلا بعودة مجلس النواب إلى الانعقاد، وهو الذي يناقش تلك المطالب، وما يقرره نمضي به، لأن العراق ونظامه أمانة في اعناقنا، والعراق لا يخدمه إلا التزام بالقانون والدستور».
وقبل ذلك كان الصدر قد ابدى حزنه في ذكرى «عاشوراء» على ما يجري في العراق في اشارة فهمت ايضا بانها تتعلق بالوضع السياسي.
وقال الصدر على «توتير»: «ما يحزننا هم ثلّة يدعون حبك (ويقصد الامام الحسين) وقد عاثوا في الارض فسادا وظلما في عراقنا الحبيب، ونحن براء منهم إلى يوم الدين، ولن نحيد عن ثورتك واصلاحك إلى يوم الدين..».
وفي استعارة ثالثة، كتب الصدر على «تويتر» مازجا بين «عاشوراء» وما يجري في المنطقة الخضراء، قائلا: «اللهم تقبل منا وقفتنا الاحتجاجية الحالية في المنطقة الخضراء معكم فمعكم معكم لا مع عدوّكم من الفاسدين والتبعيين».
وأضاف، أن «الإصلاح سينتصر على الفساد كما انتصر الدم على السيف».
واقام أنصار الصدر الذين يسيطرون على البرلمان منذ 10 ايام، طقوس «اللطم» و»التطبير» داخل المنطقة الخضراء وساحة التحرير.
وكان المعتصمون التابعون للتيار الصدري، قد أخلوا مطلع الاسبوع الحالي، مبنى البرلمان واستمروا بالاحتجاج امام البناية.
وحث الصدر اتباعه يوم السبت الماضي، على الاستمرار بالاحتجاجات، فيما كرر طلبه بحل البرلمان.
وعما يدور في الكواليس، يقول سياسي مطلع لـ(المدى) ان «الإطار التنسيقي يرفض ما يدعو اليه الصدر لأنه بذلك سيظهر امام جمهوره كأكبر الخاسرين».
ويضيف السياسي الذي طلب عدم نشر اسمه ان: «الاطاريين يعتقدون ان القبول بشروط زعيم التيار يعني بانه تسليم لسيطرة الصدر على كل المشهد السياسي ولا يمكن تشكيل حكومة الا بموافقته».
وكانت بعض الاصوات داخل التكتل الشيعي، قد حاولت بعد ايام من اعتزال الصدر تشكيل الحكومة، قبل أشهر، ان تتوسط لإقناع الاخير بالعودة خوفا من «استفزازه».
ويرفض «الاطاريون» الان بعد ان سيطروا على البرلمان (عقب استقالة 73 نائباً صدريا) الذهاب الى حل المجلس.
و»التنسيقي» كان اول من شكك بنتائج الانتخابات واخرج جمهوره الى الشارع شهرين معترضا على الاصوات التي حصل عليها، مدعيا بوجود تزوير.
ويشير السياسي الى ان «التيار الصدري يخشى بالمقابل ان يسحب انصاره من البرلمان فتعود المماطلات وتسويف القضية كما يحدث في كل مرة».
وبدلا من ذلك يحاول الصدر ان يحصل على تأييد من قطاعات اخرى من الجمهور للانضمام الى المعتصمين داخل الخضراء.
ومن احدى سلسلة تغريداته الاخيرة حول «عاشوراء» والتي يرفض فيها «حكم الفاسد» بحسب وصفه، يقول في ختامها: «أفلا من ناصر ينصرنا!؟».
واذاع الصدر أكثر من مرة بيانات حثت الاخرين على مساندة تياره في حراكه الاخير، فيما حاول جر «التشرينيين» الى المنطقة الخضراء لكنهم قرروا التظاهر بعيدا عن المنطقة الحكومية.
ونشرت منصات تابعة للتيار صورا عما قالوا انه اجتماع بين ابراهيم الجابري، وهو قيادي صدري واحد اعضاء اللجنة المكلفة بمتابعة الاعتصام في البرلمان، مع عدد من نشطاء تشرين.
بالمقابل كان مشرق الفريجي وهو رئيس حركة نازل آخذ حقي (حزب سياسي تأسس بعد احتجاجات تشرين)، قد نفى وجود ممثل او مفاوض او مشارك عن الحركة في «اعتصامات الخضراء».
وجاء رد الفريجي على صفحته في «فيسبوك» بعد انباء عن وجود أحد اعضاء الحركة في الاعتصامات، فيما شدد رئيس الحركة على ان ذلك العضو خارج «الحركة منذ 6 أشهر».
جميع التعليقات 1
علاء عبد الله
اصبح للمالكي (مقر اقامه) !!!!! عجبي!