علي حسين
تعودت منذ أن بدأت في كتابة العمود الثامن، أن أبحث لكم عن أحدث ما تصدره المطابع، ورغم أن الكثير من القرّاء الأعزاء يرون في كتاباتي عن الكتب واستشهادي بقادة الغرب "الكافر" نوعاً من أنواع البطر، ولكني أحاول أن لا أحاصركم بأخبار اللفتة الحاتمية التي قام بها التاجر الشاطر علي غلام وهو يتنازل عن مبلغ "600" مليون دولار من أجل عيون هذا الشعب!،
ولا بتغريدات النائبة حنان الفتلاوي التي تبدو عصبية لأن هناك مطالبات بحل البرلمان، وخوفها على الديمقراطية، وهي التي خرجت علينا قبل أكثر من عام تسخر من الانتخابات والديمقراطية.. لا يهم فالديمقراطية عند نوابنا الاعزاء مثل الدجاجات التي عليها أن تبيض ذهباً ودولارات وامتيازات ومقاولات وفضائيات .. وما دمنا نتحدث عن الدجاجات اسمحوا لي أن أروي لكم فصلاً من كتاب بعنوان "الوزير المرافق" للأديب والوزير السعودي الراحل غازي القصيبي ويضم حوارات غير رسمية دارت بين الوزير وبعض الضيوف العرب والأجانب.
وميزة هذا الكتاب أنه يستطيع أن يمنحك متعة الخيال في عالم شيق مليء بالأحداث والقصص المثيرة، وقبل أن يتهمني البعض بأنني أروج للسعودية وحليب المراعي، أدعوكم للاطلاع على ما يجري في السعودية من تطور في مجال الثقافة والفنون والعمران ومعارض الكتب ومتحاف الفنون ، وكيف احتفى القارئ السعودي بالثقافة العراقية قبل اشهر، عسى أن نتعلم كيف يمكن للبلدان ان تصحح مساراتها
من بين أجمل الحوارات استوقفني في كتاب القصيبي حواره مع رئيسة وزراء الهند أنديرا غاندي حين سألها عن شعورها وهي خارج الحكم.. فأجابت: "لا تصدق ولا أحد يصدق أن حجراً ضخماً قد أزيح عن صدري.. وعندما خرجت من الوزارة بدأت القطيعة والاتهامات ضدي، منها أنني سرقت خمس دجاجات وست بيضات".
ويسألها القصيبي عن الأزمة مع السيخ فتقول إنها أزمة مع المتشددين فقط وليس مع طائفة بأكملها، وتضيف بأنها رفضت طلب بعض أعضاء الحكومة بتغيير حرسها الشخصي المكون من الضباط السيخ معتبرة أنه يجب أن لا يؤخذ الأبرياء بجريرة المذنبين.
يتوقف القارئ العراقي عند الوثيقة التي نشرت أمس على مواقع التواصل الاجتماعي وفيها نقرأ أن السيدة حنان الفتلاوي تم تعيينها منذ عام 2008 مستشارة في مكتب رئيس الوزراء، وبهذه الصفة منحت قطعة أرض مجانية في بغداد.. في كل مرة نسأل ماذا حدث لمداخيل النفط، في ظل الفساد خلال السنوات الماضية، وماذا صرف منها على الشعب، وماذا نهب وهرب خارج البلاد؟.. في ذلك الوقت كان صوت الفتلاوي يصدح بأناشيد النصر ، وأن العراق سيتفوق بالرفاهية على سنغافورة والدنمارك.