TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: نائب مستقل !!

العمود الثامن: نائب مستقل !!

نشر في: 14 أغسطس, 2022: 12:06 ص

 علي حسين

لا يعلم أحد على وجه الدقة كيف صعد نجم المواطن "مصطفى سند" ليتحول من مستشار لعادل عبد المهدي إلى نائب في البرلمان العراقي .. طبعاً لا اعتراض عندي على أن يجلس أي مواطن عراقي على كرسي البرلمان،

لكن المعلوم والمؤكد أن مواصفات النواب وتمنياتهم يجب أن يحسب لها حساب، ولأننا لم نحسب حساباً لتأسيس برلمان عراقي على أسس سليمة وحولنا هذا المكان التشريعي إلى منصة لبيع الكلام والمناصب، ثم تحول في الأيام الأخيرة إلى سوق لعرض الأبقار ونوعيات السمك، ولهذا لم يستغرب المواطن العراقي وهو يقرأ ما كتبه النائب مصطفى سند على صفحته في الفيسبوك يدعو الشيعة إلى حرب أهلية عسى أن تُحل مشاكل البلاد مثلما حدث حسب قوله في لبنان وألمانيا وإيطاليا التي عانت من حروب أهلية لكنها بعد أن انتهت الحرب طلقت الدكتاتورية وحكم الفرد. ويتمنى النائب السنيد على هذا الشعب الذي جرب على مدى اكثر من ثلاثة عقود حكم دكتاتور سني أن يجرب دكتاتور شيعي "يجعلنا نتوب للأبد" هذه العبارة كما وردت في النص. ربما يقول البعض؛ يا رجل أنت تترك القادة الذين عطلوا البلد وأفقروا الناس وتوجه سهامك إلى نائب شاب ربما كان يتهكم مما يجري؟..

ولكنك ياعزيزي القارئ لا تريد أن تتخيل لو أن نائباً في أي بلد من بلدان العالم يكتب منشورات عن الحرب الأهلية وضرورتها.. هذا في بلد يُحترم فيه القانون والإنسان، هل يستطيع نائب أن يفكر، ولو مجرد تفكير، بمثل هذه الألاعيب؟.. وبعيداً عن التهكم وحالات السخرية، التي ظهرت عند العديد من النواب، وعودة إلى تجارب الشعوب التي كلما أكتب عنها، أجد في اليوم التالي من يعاتبني، لأنني أترك هموم هذه البلاد، أتمنى على السيد سند أن يجيبني؛ هل يستحق نواب هذه الدورة الرواتب المليونية والمخصصات التي يقبضونها نهاية كل شهر وهم بلا عمل؟ والأهم ما الذي يمنع نواباً يدعون أنهم مستقلون من اتخاذ موقف واضح وصريح مما يجري من خراب على الساحة السياسية؟ لا أريد أن أسأل عن مؤهلات البعض ممن حصلوا على مقعد نائب "مستقل"، ولأن ما يجري في هذه البلاد العجيبة ليس من اختراعي، وتقلبات الساسة وأهواءهم خارج همومي، ومع ذلك فأن البعض يعتبر ما يجري حولنا مجرد وجهات نظر لا تعني هذا الشعب المطلوب منه دوماً أن يحافظ على حياة الساسة لأنها ثمينة ونادرة، حيث يحذرنا الجميع من التفريط بها .

يقدم لنا العالم نماذج لسياسيين لم يبحثوا عن التوازن الطائفي، فيما نحن لا نزال نعيش في عصر "تقلبات" النواب المستقلين، فعين على الإطار وأخرى على التيار، وعين على من يحقق الربح الأكبر.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الغرابي ومجزرة جسر الزيتون

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

العمود الثامن: مطاردة "حرية التعبير"!!

 علي حسين أبحث في الأخبار ومجادلات الساسة عن موضوع لعدد اليوم ، وربما عن فكرة أقنع بها القارئ المحاصر بقطع الطرق والأرزاق، وبالعيش في مدن مثل حقول الألغام، شعارها التمييز، ومنهجها الإقصاء، ودليلها...
علي حسين

قناديل: حين استيقظ العراقي ولم يجد العالم

 لطفية الدليمي لعلّ بعض القرّاء مازالوا يذكرون أحد فصول كتاب اللغة الإنكليزية للصف السادس الإعدادي. تناول الفصل إيجازاً لقصّة كتبها (إج. جي. ويلز) في سبعينات القرن الماضي، عنوانها (النائم يستيقظ The Sleeper Awakes)....
لطفية الدليمي

قناطر: أنقذوا الثقافة من الأدعياء

طالب عبد العزيز منذ قرابة عقد من الزمن وأتحاد الادباء في البصرة يعاني من أزمة في اختيار مجلس إدارته، وهو بعلة لا يبدو التعافي منها قريباً، بسبب الاقتتال على المقاعد الخمسة الأولى التي تمثله....
طالب عبد العزيز

الانتخابات العراقية عام 2025: التحديات الداخلية في ظل ضغوط دولية متزايدة ..

كارول ماسالسكي ترجمة : عدوية الهلالي في يوم الثلاثاء، 11 تشرين الثاني 2025، أجرى العراق سادس انتخابات برلمانية ديمقراطية منذ سقوط صدام حسين عام 2003. وقد حققت القائمة الشيعية «ائتلاف الإعمار والتنمية»، بقيادة رئيس...
كارول ماسالسكي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram