سامر الياس سعيد
هواجس شتّى أفصح عنها مدرّبو الأندية الكبرى وهُم يستهلّون موسمهم الجديد المُقترن بإقامة مونديال قطر 2022 الذي سيكون استثنائيّاً هذا العام كونه سيقام للمرّة الأولى في فصل الخريف، وفي فترة تُعد بمثابة فترة الذروة بالنسبة للدوريات العالمية كونها تقع ما بين نهاية شهر تشرين الثاني وتمتدُّ على واقع شهر لتنتهي البطولة الأكثر شعبيّة ومُتابعة في حدود منتصف شهر كانون الأول المقبل .
وباتت تصريحات المدرّبين تُشكّل فاصلة من الإثارة تماماً حينما باتوا يعلنون أنهم ضدَّ تلك المواعيد المُربكة التي سيشكّل تأثيرها السلبي على واقع اللاعبين من جانب أن بعضهم يمثل منتخبات الصفوة، وبالإمكان المضي بتلك المنتخبات لأدوار أبعد وفي حالات كهذه تبرز أسئلة فحواها فيما الذي سيقدّمونه مع أنديتهم بعد المباشرة معهم في حال استئناف الدوريات ومدى المردود الإيجابي والمناسب والوافي في حال المشاركة مع النادي بعد إنجاز المونديال .
من ضمن التصريحات اللافتة التي برزت قبيل انطلاق الدوري الإنكليزي وتحديداً الاسبوع الماضي ما أفصح عنه المدرب الألماني توماس توخيل وهو يشير الى قلقه جرّاء التأثير الذي سينعكس من إقامة مونديال قطر على اللاعبين من جانب انطلاقتها في تشرين الثاني ونهاية البطولة في كانون الأول وما تتطلّبه تلك الجهود من تواتر نفسي وبدني قد يتسبّب باستنزاف طاقات اللاعبين.
توخيل الذي كان حديثه بمناسبة انطلاق الدوري الإنكليزي بموسمه الجديد كونه مدرب أهم فرق هذا الدوري وهو نادي تشيلسي لفت الى جزئيّة بسيطة نابعة من تركيز أغلب اللاعبين الى كأس العالم مبيّنا أن هذا الأمر من الأمور الجيّدة لكونه يسهم برفع مستواهم لكنّه أشار الى أن الأمر السيئ بالموضوع هو مدى التأثير الذي يظهر على أداء اللاعبين خصوصا في تشرين الأول حينما يقترب الاستحقاق المونديالي؟
كما لفتَ توخيل الى التأثيرات العكسية التي لربّما ستبّثها ملامح الخيبة في اللاعبين الذي أخفقوا مع منتخباتهم في مقابل النجاح الكبير الذي حقّقه لاعبون آخرون، لذلك وبحسب المدرّب الألماني سيعود اللاعبون مستنزفين نفسياً وبدنياً.
أما المدرب الإيطالي أنطونيو كونتي والذي يتولّى تدريب فريق نادي توتنهام، فأشار في سياق تصريحاته التي أهتمّت بها الصحافة العالمية بشأن ما يسبّبهُ المونديال من تأثيرات على واقع الموسم الجديد، إلى أنها "المرّة الأولى التي يمكن من خلالها مواجهة وضع كهذا، فالموسم سيتوقّف شهر ونصف الشهر وبعدها سيتم استئناف الدوري، ومع ذلك الاستئناف سيجهل المدربون ما هي وضعيّة لاعبي منتخبات المونديال ممّن سيعودون لأنديتهم بغية استكمال مباريات المسابقة".
أما مدرب فريق نادي ليفربول يورغن كلوب فشبّه سلامة اللاعبين وأوضاعهم التي سيكونون عليها بعد انتهاء المونديال بما يتشابه بالتغيير المناخي الذي بات يُثير القلق جرّاء اختلاف مؤشّرات المناخ في القارة العجوز ممّا يُصيبها من تقلّبات جوية في إطار فصل الصيف الذي بات ساخناً هذا العام لاسيما في إنكلترا حيث اقتربت درجة الحرارة من مستويات غير معهودة مع الأخذ بنظر الاعتبار بأن الطقس في إنكلترا عادة ما تشوبه مثل تلك السخونة في ظلّ ما عُرف عن لندن بمدينة الضباب.
يورغن كلوب الألماني واصل هواجسه مثل بقيّة المدربين من التأثيرات المُحتملة، معبّراً عن غضبه من إضافة كأس العالم الى جدول مزدحم بالمباريات وفقاً لما أفصح به مدرب فريق ليفربول قبيل مباراته التي أنتهت بالتعادل أمام فريق فولهام ضمن الجولة الاستهلالية للدوري الانكليزي!