زعيم الفتح يبدأ جولة المفاوضات الأخيرة من كردستان بعد لقاء الحلبوسي
بغداد/ تميم الحسن
يميل التيار الصدري للاعتقاد بأنه سيربح جولة حل البرلمان على الرغم من ان مجلس القضاء الأعلى اعطى مقدمات تقول عكس ذلك.
ونفى المجلس، وهو اعلى سلطة قضائية في البلاد، امتلاكه صلاحيات لحل البرلمان وفق طلب سابق لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر.
ورغم ذلك يبقى الصدريون يعولون على قرار مرتقب قد يصدر باي وقت من المحكمة الاتحادية، قبل نفاد “مهلة الصدر” والتي تنتهي بنهاية الاسبوع الحالي.
بالمقابل بدأ “الاطار التنسيقي” جولة مفاوضات -يشكك بعض الاطاريين في جدواها- في محاولة أخيرة قبل انطلاق “مليونية” دعا اليها الصدر في بغداد.
ويسرب الاطاريون معلومات عن احتمال لقاء يجري قبل نهاية “مهلة الصدر” بين الاخير وهادي العامري زعيم الفتح، المكلف بإجراء المفاوضات.
وتزيد فرص العامري في لقاء زعيم التيار، خصوصا مع تحديد “وزير القائد” المقرب من الصدر خصومه من الشيعة بشكل واضح في الازمة الاخيرة، مستثنيا منهم زعيم منظمة بدر.
وهاجم “وزير القائد” وهو صالح محمد العراقي في تغريدة على “توتير” 3 أطراف من الإطار وهم: تيار الحكمة، دولة القانون، والعصائب (كتلة صادقون).
وقال في التغريدية موجهاً كلامه للإطار التنسيقي: “لا أظنكم (صادقون) ولا تريدون (دولة القانون) ولا تريدون التعامل بـ (حكمة) وما زلتم تهتفون بالتبعية..”.
وأضاف العراقي مستعيراً عبارات مشهورة من عمار الحكيم زعيم الحكمة: “لا أظنكم قاعدة (عريضة) ولا تيار (واسع)”.
واتهم العراقي تلك المجموعة بالقول: “بل أنتم تخوضون مع شعبكم (صراع الوجود) وهيهات أن يستمر فســادكم”.
واستعرض المقرب من الصدر 7 مواقف لـ “الاطاريين” في الازمة الاخيرة وصفها بـ “فرض ارادات”.
وأبرز ما ذكره العراقي هي عبارة “ما ننطيها” وهي من أشهر عبارات زعيم دولة القانون نوري المالكي اثناء سعي الاخير لولاية ثالثة.
وعرج العراقي على “تظاهرات الاطاريين” التي اعترضوا فيها على نتائج الانتخابات، وعدها “فرض إرادات” شأنها شأن “قصف اربيل والانبار بالصواريخ” بعد اعلان تحالف “انقاذ وطن”.
وجاءت تغريدة العراقي بعد وقت قصير من بيان مجلس القضاء الذي أكد اتفاقه من جهة مع الصدر في “تشخيص سلبية الواقع السياسي” واختلافه معه في عدم قدرته على حل البرلمان.
ويقلل نائب صدري سابق من رأي مجلس القضاء الاخير، ويقول في حديث مع (المدى): “ننتظر رأي المحكمة الاتحادية”.
واعتبر النائب ان كلام مجلس القضاء الاخير هو “مقدمات لقبول الدعوى في المحكمة الاتحادية وليس العكس لان مجلس القضاء أكد بان الامر ليس من صلاحياته واراد اخلاء مسؤوليته”.
وقال القضاء في بيان صباح أمس، بانه ناقش طلب زعيم التيار الصدري الخاص بحل مجلس النواب وانه: “يتفق مع الصدر” بسبب الخروقات الدستورية.
واضاف البيان بالمقابل انه: “لا يملك الصلاحية لحل مجلس النواب ذلك ان مهام مجلس القضاء (...) تتعلق بإدارة القضاء فقط”.
ودعا المجلس في ختام البيان “كافة الجهات السياسية والاعلامية الى عدم زج القضاء في الخصومات والمنافسات السياسية”.
وكان أنصار الصدر قدموا دعاوى قضائية الى المحكمة الاتحادية ضد الرئاسات الثلاث بسبب “تجاوز المدد الدستورية” والطلب بـ “حل البرلمان”.
وكان زعيم التيار قد منح القضاء حتى نهاية الاسبوع لتحقيق تلك الطلبات والا سيكون للمعتصمين “موقف آخر”.
وللضغط على القضاء والقوى السياسية، دعا زعيم التيار انصاره الى “مليونية” من كل المحافظات الى “ساحة التحرير ثم الى اخوتكم المعتصمين” في اشارة الى المحتجين في البرلمان.
ويرجح النائب الصدري السابق ان “المليونية ستكون في الايام الثلاثة المتبقية من عمر مهلة الصدر” والتي طالب فيها القضاء بالتدخل لحل البرلمان.
ويشير النائب السابق الذي تحدث لـ(المدى) أمس ان “موعد وتاريخ التظاهرة سيحدد على الاغلب اليوم (أمس)”.
وجاءت دعوة “المليونية” بتغريدة من “وزير القائد” إذ قال ان: “هذا ندائي الأخير (..) بعد أن انقسم الاحتجاج الى فسطاطين صار لزاماً عليَّ أن أتحرّى أيّ الفسطاطين أكثر عدداً...”.
واضاف العراقي: “وذلك من خلال مظاهرة (سلمية) (مليونية) موحدة من جميع محافظات العراق (...) للتوجّه الى العاصمة بغداد الحبيبة والى ساحة التحرير ثمّ الى أخوتكم المعتصمين..”.
جولة العامري
وعلى الجانب الاخر من الاحداث، وصل أمس، زعيم تحالف الفتح هادي العامري الى إقليم كردستان في جولة يلتقي فيها القيادات الكردية بشأن الأزمة السياسية
وبحث العامري، مع رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني التطورات السياسية ومستجدات الازمة.
وقال مكتب العامري في بيان مقتضب تلقته (المدى)، إن «الجانبين اجتمعا في أربيل وبحثا التطورات السياسية ومستجدات الأزمة الراهنة».
وسبق ان أعلن الحزب الديمقراطي الكردستاني في بيان، موافقته على اجراء انتخابات مبكرة، مشترطا موافقة الجميع على نتائج الانتخابات المقبلة.
وكان أطراف الإطار التنسيقي قد أطلقوا قبل اسبوع اسم «شيخ الإطار» على العامري تمهيدا لبدء جولة التفاوض الاخيرة لاقناع «الصدر» بالجلوس الى طاولة الحوار.
وبحسب معلومات وردت الى (المدى) فان «الإطار يتوقع ان يلتقي العامري مع زعيم التيار قبل نهاية الاسبوع او حدوث اتصال هاتفي على الاقل بين الطرفين».
وقبل ان يصل زعيم الفتح الى كردستان، كان قد التقى في بغداد مع رئيس البرلمان محمد الحلبوسي وهو الشريك السابق في (انقاذ وطن)، فيما لا تحظى «جولة العامري» بحماسة جناح المالكي.
وتفيد المعلومات ان «المالكي (زعيم دولة القانون) ضد الحوار مع زعيم التيار وانما بالإصرار على عقد جلسة للبرلمان واختيار حكومة جديدة».
وكان المالكي القيادي الوحيد في الإطار التنسيقي الذي لم يشارك في حملة «العامري شيخ الإطار».
جميع التعليقات 1
منذر سلمان
عن (شيخ الاطار)(اذا الامام يقول حرب.حرب واذا الامام يقول سلم؛سلم)