TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > خارج الحدود: عباس رجل السلام

خارج الحدود: عباس رجل السلام

نشر في: 11 يوليو, 2010: 06:21 م

 حازم مبيضين في لقاء عباس مع مجموعة من الصحفيين والكتاب الاردنيين، كان الجديد هو دعوته للكتاب والصحفيين والمثقفين وناشطي المجتمع المدني والحزبيين لزيارة الضفة الغربية، للاطلاع على حجم الانجاز المتحقق كواقع على الارض، ولإرساء مبدأ التضامن الفعلي مع الرازحين تحت الاحتلال، وهو بذلك رمى بالكرة في ملعبنا،
 وألقى على عاتق الأخ عطا الله خيري السفير الفلسطيني النشيط في عمان مهمة المتابعة والتنسيق، وكان رده الواضح على سؤال بدا غير بريء طرحه أحد الحاضرين عن شأن أردني داخلي أن لاعلاقة للفلسطينيين بالأمر، وخصوصاً السلطة الفلسطينية ومعها منظمة التحرير، وكان هناك جديد آخر تمثل في إعلان أبو مازن أن نتنياهو غير راغب في المضي قدماً في العملية السلمية وأن كل ما يعلنه من مواقف للتمويه على موقفه الحقيقي، وإن كانت تخدع بعض السياسيين في الغرب وفي الولايات المتحدة على وجه الخصوص.معروف عن عباس أنه ليس من السياسيين الجماهيريين، بمعنى أنه لا يتوسل رضى الجمهور بحركات ليست من طبيعته ولا تعبر عن واقع ما يفكر فيه، لكن ذلك لا يعني أنه غير معني بتلك الجماهير، ولكن .. على طريقته التي لا ترضي الكثيرين في البدايات لكنها تترسخ في وجدانهم في المراحل اللاحقة، ولعل الرجل يؤمن بضرورة الالتزام بالحديث النبوي " استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان " ، وهو يعترف بشجاعة بنقاط الضعف التي يمر بها لكنه الأقدر على استثمار كل ذرة من نقاط القوة حتى وإن كانت عابرة، وهو مستعد أيضاً للاعتراف بالخطأ والتراجع عنه وهي ميزة نفتقدها عند معظم السياسيين العرب، وبشكل أدق عند غالبية الزعماء، وخطوته الأخيرة بلقاء صحفيين وقادة فكر في الاردن كبداية ليست أقل من محاولة الوصول إلى الجماهير ولكن عبر الفكر والحقائق وليس من خلال الديماغوجيا التي اعتدناها عند غيره.     لا يخفي الرئيس الفلسطيني محمود عباس إيمانه المطلق والنهائي بالسلام، كسبيل للتعايش بين الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني، ولا يخفي قناعته بأهمية الدور الأميركي في هذا المضمار، ولا يخفي أيضاً استعداده لطرق كل الأبواب حتى المقفلة منها للوصول إلى حل سياسي يضمن الحقوق الوطنية لشعبه، مثلما يؤكد استمرار قناعته بسيادة الديمقراطية التي أوصلت ذات انتخابات حركة حماس إلى موقع رئاسة الوزراء، وهو يعترف علناً وعلى رؤوس الأشهاد بالضعف المقيد لحركة السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية بسبب التسلط الإسرائيلي، وفي قطاع غزة بسبب الانقلاب الحمساوي، لكنه هنا يؤكد إيمانه العميق بأن ذلك مؤقت مهما طال زمنه وأنه في آخر الأمر لن يصح إلا الصحيح.أبو مازن يعلن استعداده للمضي إلى آخر الشوط، لتأكيد قناعاته بإمكانية التعايش مع الإسرائيليين حالما يعترف هؤلاء بحق الفلسطينيين، ويعملون على التعايش معهم، وهو يضغط في هذا الاتجاه وإلى حد الدخول في وكر الأسد أو " المدبرة "، ونعني بذلك اللوبي الصهيوني في أميركا، وهو يعترف بأن الفلسطينيين تأخروا في اتخاذ هذه الخطوة، لكنه سعيد بنتائج اجتماعه مع زعماء هذا اللوبي المتمثلة بالإقرار بوجود شريك فلسطيني في عملية السلام، وتأكيد أهمية وجود شريك إسرائيلي، وهو اجتماع انعقد رغم نصائح العديد من الساسة الأميركيين له بعدم الأقدام على هذه الخطوة التي سبقتها خطوات مشابهة مع العديد من قادة الجاليات اليهودية في أنحاء العالم وستليها خطوة اللقاء مع قادة هذه الجالية في فرنسا، وكان فرحاً بالنتيجة وهو يقدر أن الراحل الملك حسين سبقه إليها مثلما يقدر قناعات الملك عبد الله الثاني بأهمية ذلك للباحثين عن السلام.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

إيران: لن نسمح بتكرار أحداث سوريا والمسلحون لن يحققوا أي انتصار

المخابرات الفرنسية تحذر من نووي إيران: التهديد الأخطر على الإطلاق

نعيم قاسم: انتصارنا اليوم يفوق انتصار 2006

نائب لـ(المدى): "سرقة القرن" جريمة ولم تكن تحدث لو لا تسهيلات متنفذين بالسلطة

هزة أرضية تضرب الحدود العراقية – الأيرانية

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram