الموصل/ نوزت شمدينمنذ افتتاحها ومدينة العاب الموصل، تمثل المتنفس الأهم للأطفال وعوائلهم، بسبب سعة ما تتضمنه من حدائق ، والعاب متنوعة لمختلف الأعمار، تستريح على عشرات الدونمات بين غابات الموصل ، والجسر العتيق . يقول الصحفي جرير محمد بان مدينة العاب الموصل ، تحولت بمرور الأيام الى معلم من معالم المدينة ،
وواحدة من اهم الامكنة التي يقصدها المواطنون اياماً محددة في الاسبوع في جميع المواسم باستثناء الشتاء، لكن مع هذا فان المدينة بحاجة الآن الى توسيع وتغيير الالعاب التي تحويها بسبب قدمها وتهالكها ، والفرصة متاحة بشكل كبير الآن كون المدينة تملكها شركة ، ويمكن لها عن طريق الاستثمار ان تستغلها بالشكل الامثل الذي يعيد اليها شعبيتها المعروفة.اللقاءات بين ادارة شركة مدينة العاب الموصل ، ولجنة السياحة والآثار مستمرة من اجل تطوير المدينة وتحديثها ، ووضعت الكثير من الدراسات والحلول ، بحسب نغم يعقوب عضو مجلس محافظة نينوى ورئيس لجنة الآثار والسياحة فيه ، والتي اضافت بان تواصل هذه اللقاءات ستفضي في النهاية الى جعل مدينة الألعاب تعود الى سابق عهدها ، وذلك من خلال الخطط المدروسة البعيدة عن العشوائية . المهندس احمد محمود أمين ، وهو المدير المفوض بالوكالة لشركة مدينة العاب الموصل ، قال بان الشركة قامت بصيانة عامة وشاملة للأجهزة في المدينة، وان خمسة اجهزة جديدة تم التعاقد على شرائها، وندرس عروضا لشراء اجهزة جديدة اخرى لتحل محل الاجهزة القديمة .وأشار المهندس امين الى ان التواصل مع مجلس محافظة نينوى هدفه جعل مدينة الالعاب نموذجية ، سيما وان الوضع الأمني الآن يساعد على ذلك ، مبينا بان مدينة الالعاب عانت من مصاعب مادية بعد 2003 ، وما تلاه من تدهور امني في الموصل ، لكن بعد التحسن الأمني وعودة المواطنين لارتياد المدينة ، وهو ما شجع على المباشرة باعمال التطوير . ايام العطل تحيل مدينة الالعاب الى ساحة مهرجان حقيقي ، حيث يتعالى صوت الموسيقى من البرج المنتصب وسط المدينة ، وتزدهي الحدائق بألوان البالونات الطائرة ، وصخب الاطفال والصبية وهم يستمتعون بأوقات المرح في دولاب الهوى (ناعور) والصحن الطائر، وتصادم السيارات وسكة الموت وغيرها من الألعاب المنتشرة في المدينة ، مع الصوت المحبب للقطار الذي تلف سكته مدينة الالعاب بأسرها.في المساحة الخضراء بين لعبة الاوزات الطائرة ولعبة الاحصنة الدوارة ، العشرات من العائلات افترشت الارض ، ولأنه يوم الجمعة في شهر تموز ، فأن الزحام الهارب من حر البيوت تكتظ به حدائق مدينة الالعاب ، مشهد مألوف اعتاد عليه الجميع ، بل اتفقوا على تشكيله لكي تجتمع النسوة مع الرجال على قدور الدولمة ، أو البرياني والمقلوبي وغيرها من الاكلات التي تشتهر بها الموصل . السيدة منيرة عامر، كانت تقسم الأدوار على زوجات ابنائها الثلاث، بعد دقائق من وصولهم للمكان ، قالت وهي تفرغ كيساً كبيرا من محتوياته، ستلتحق بنا عائلة أخي ، وجارتنا ام مسعود، وبعد ان طلبت من حفيد لها ملئ (الترمز) بالمياه من صنبور قريب ، قالت بأنها تمارس هذا الطقس مع عائلتها منذ سنوات بعيدة ، والسبب في ذلك ان مدينة الالعاب آمنة بشكل تام ، لأن الدخول والخروج اليها يتم عبر منافذ محدودة ومراقبة جيدا ، كما ان الاطفال يمكن ان يلهوا كما يشاؤن قريبا من العائلة .في مكان قريب من المكان الذي سيطرت عليه عائلة منيرة ، كان زوجان يتهامسان وهما يجلسان على كرسيين يمكن طويهما ، قال الزوج الذي اتضح انه موظف في جامعة الموصل ، أن المكان يحتاج إلى تنظيف ، وتطوير يشمل جميع مرافقه ، نحن على سبيل المثال جلبنا مقاعد معنا لأننا نعرف بان المقاعد هنا قليلة ومتسخة . خلف الزوجين تماماً كانت تجري مباراة بكرة القدم بين اصغر فريقين ، فيما عائلات أخرى كانت مستغرقة في تناول الطعام، او ثرثرة ما قبل او بعد الطعام، وآخرون يدخلون ، وغيرهم يستعدون للرحيل ، حركة مستمرة تبدأ بعد ظهيرة كل يوم خميس او جمعة او سبت ولا تنتهي إلا قبل منتصف الليل ، وفي أحيان كثيرة تطلب السماعات المعلقة في برج المدينة من الزوار مغادرة المكان لأن الدوام انتهى.
مدينة ألعاب الموصل ملجأ العائلات الهاربة من حر تموز
نشر في: 11 يوليو, 2010: 06:27 م