TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كردستانيات ..علاقات حسن الجوار

كردستانيات ..علاقات حسن الجوار

نشر في: 11 يوليو, 2010: 07:00 م

وديع غزوانبين فترة واخرى تتعرض مناطق في إقليم كردستان الى قصف تركي وايراني بحجة ملاحقة عناصر مناوئة يتخذون من جبال كردستان ملاذاً لهم لشن عمليات عسكرية ضد الدولتين . ومعروف مدى الاضرار المادية والبشرية التي لحقت بسكان تلك المناطق الآمنين جراء القصف ,
الذي لايفرق بين طفل وشيخ وشاب وامرأة . ولانظن ان مآسي وآلام العوائل الكردية خافية على احد سواء الامم المتحدة ام الادارة الامريكية وغيرهما , ومع ذلك لم يصدر موقف حازم من اية جهة  تعنى بحقوق الانسان وتتابع تطبيق القوانين الدولية  يسهم في ايقاف هذا القصف المستمر, موقف صادق وجدي ينصف الاهالي الابرياء ويخفف من محنة اضطرارهم لخيار التشرد وترك اراضيهم قسراً هرباً من وحشية القصف وقسوته .ورغم ما يشكله ذلك من ضغط كبير على عاتق المسؤولين في الإقليم , انطلاقاً من مسؤوليتهم الاخلاقية قبل الرسمية تجاه مواطنيهم , فقد تجملوا بالصبر ودعوا في اكثر من مناسبة تركيا وايران الى احترام مستوى ما يربطهم بهما من علاقات , كما انهم لم يدعوا وسيلة سلمية الا واستخدموها للحفاظ على مستوى العلاقات بل وتطويرها , اضافة الى كل ذلك فان موقف الإقليم الرافض بشكل قطعي ممارسة اي طرف لنشاط يضر بمصالح الدولتين ليس بخاف على ا حد بما فيه تركيا وايران. وربما من المناسب هنا الاشارة الى الزيارة التي قام بها رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني الى تركيا ودعوته من هناك حزب العمال الكردستاني الى حل مشاكله بالحوار, وهي ليست المرة الاولى التي يعبر فيها الرئيس بارزاني عن ذلك الموقف  , كما ان دعوته هذه لم تكن للمجاملة بل جاءت على وفق سياسة الإقليم الثابتة بترسيخ قناعة دول الجوار بان الإقليم عامل استقرار في المنطقة .  المهم ان الإقليم وبمختلف مواقع المسؤولية تعامل بروية وصبر ازاء ما تتعرض له اراضيه من انتهاكات وتجاوزات , وما لحق بشعبه من اضرار , مبدياً أعلى درجات التفهم لموقف الدولتين ,على امل ان يتفهما بالمقابل موقفه ويحاولا العمل بتجنيب مواطني الإقليم ويلات القصف غير المبرر, لكن من دون جدوى . نقول هذا ونحن نطالع خبراً تناقلته وسائل الاعلام نقلاً عن صحيفة تركية بمطالبة حكومة انقرة الولايات المتحدة والحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان بتسليم 248 عنصراً قيادياً من حزب العمال الكردستاني اليها . والذي لن نضيف عليه شيئاً حيث كان تصريح  الامين العام لوزارة البيشمركة جبار ياور النافي وجود هؤلاء القادة او  علم مسؤولي الإقليم  بأما كن تواجدهم وافياً بهذا المجال , بل ان مطالبته الجانب التركي بتحديد مواقعم كان خير رد على مثل هكذا طلب . تركيا تعرف جيداً ان ( ليس للإقليم سيطرة على عناصر حزب العمال الكردستاني) وليس هنالك من علاقة معهم ,و الشيء نفسه بالنسبة لعناصر بلزاك ( الحياة ) المناوئة لايران , لذا فان منطق العقل والحكمة وقبلهما منطق علاقات حسن الجوار, تفرض على هاتين الدولتين موقفاً مناسباً ينسجم ومواقف الإقليم الايجابية وحرصه على امن وسلامة مواطنيهما ,من دون ان نذكّر بعمق العلاقات التاريخية التي تربط مواطني كردستان بمواطني ايران وتركيا , فهلا تكف تركيا وايران عن قصفهما العشوائي مناطقنا ويتركون اهلها ينعمون بالأمن والسلام ؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

إيران: لن نسمح بتكرار أحداث سوريا والمسلحون لن يحققوا أي انتصار

المخابرات الفرنسية تحذر من نووي إيران: التهديد الأخطر على الإطلاق

نعيم قاسم: انتصارنا اليوم يفوق انتصار 2006

نائب لـ(المدى): "سرقة القرن" جريمة ولم تكن تحدث لو لا تسهيلات متنفذين بالسلطة

هزة أرضية تضرب الحدود العراقية – الأيرانية

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram