ـترجمة / عادل العاملكانت مؤسسات وول ستريت التجارية مصممة من أجل غرضٍ وحيد هو تكوين الأرباح، و هي في العمل التجاري بالأموال ــ أي تكوين كمية من الأموال أو خسارة طنٍ منها. كما أظهر تبدد الدوت كوم dot.com عام 2000،
و انهيار سوق السلع عام 2008، فإن وول ستريت في تناغم مع خسارة تريليونات الدولارات الأميركية بخططها المقامرة و كل أنواع الخدع المالية، أكثر من أي شيء آخر، كما جاء في مقال ريكاردو أمارال هذا. و هي أيضاً قادرة ليس فقط على خسارة تريليونات الدولارات من المستثمرين في مختلف أنحاء العالم، بل و كذلك مدخرات معاشات العمال الأميركيين المكونة على امتداد فترة طويلة من الزمن. و قد ذهبت تريليونات من الدولارات في الدخان بين عشية و ضحاها خلال كل تبدد في سوق السلع مررنا به، مثلما حصل في عام 2000، و في عام 2008؛ و الناتج هو كابوس معاشات حقيقي في السنوات الآتية بالنسبة للمتقاعدين الأميركيين و لمتقاعدي بلدانٍ أخرى أيضاً.إن الاقتصاد الأميركي في متاعب شديدة و يموت موتاً بطيئاً من دون أن يكون هناك أمل في تغيّر ذي معنى يلوح في الأفق. فالنظام الاقتصادي و الحكومي الأميركي الحالي متأثر بشدة بجماعات الضغط القوية التي تريد أن تُبقي على الوضع الراهن مستمراً و على أجندات خدمة مصالحهم الذاتية على حالها، و أن تجعل من المستحيل تقريباً أن يتغير النظام و يتكيف مع الأحوال الاقتصادية الجديدة. و لقد تسللت بعض الشركات مثل غولدمان ساكس Sachs داخل الحكومة الأميركية على أعلى المستويات بشبكتها من مديريها التنفيذيين السابقين في مسعىً للتأثير على سياسات الحكومة الأميركية لصالح صناعة التمويل و الصيرفة و ألعابها المالية. ولقد قرأتُ للتو كتاب (إنه يتطلب النهب It Takes a Pillage ــ وراء الاسعافات، والعلاوات، و صفقات الغرف الخلفية من واشنطن إلى وول ستريت) لنومي برينز، وهو كتاب نُشر في أواخر عام 2009. ويوضح تفصيلاً إخفاق الاقتصاد الأميركي و تدميره الكامل بواسطة سماسرة وول ستريت المتنفذين. بعد قراءة هذا الكتاب ستفهم أخيرا لماذا ليس للاجيال الجديدة من الأميركيين أي مستقبل و كيف. فقد سرق وول ستريت مستقبلهم و بدد الأموال المقدرة بمليارات الدولارات الأميركية. و يقدم المؤلف شرحاً مدهشاً و معلومات مفصلة فيما يتعلق بما حدث في أسواق الولايات المتحدة المالية التي انتهت إلى انهيار مالي عالمي. كما سيكون لديك بعد قراءته فهمٌ أفضل كثيراً بشأن ما سيحصل مع الاقتصاد الأميركي اليوم، و كيف وصلنا هذه المرحلة، و المتاعب الهائلة التي تنتظرنا.و بصورة أساسية فإن هناك استنتاجاً واحداً فقط بالنسبة لهذه الفوضى المالية الضخمة الحاصلة في الولايات المتحدة، و تؤشر سنة 2008 لنهايةعهد، و الماركة الرأسمالية لأميركا.إن نومي برينز هي المديرة الإدارية السابقة لشركة غولدمان ساكس Sachs، و كتابها يفضح الفساد في واشنطن و وول ستريت. و تُنشر مقالاتها في مجلة Fortune، و Nation و غيرهما. و قد أصبح كتابها الأخير مصدراً مهماً للمعلومات المتعلقة بالفساد في واشنطن و ارتباطاته بوول ستريت.و يبيّن الكتاب كيف أن الباب الدوّار بين وول ستريت و واشنطن قد مكَّن و شجع السلوك الكارثي لمصارف الاستثمار الكبيرة. وانك ستقابل (أهل النهب و السلب) الرجال الذين مرّروا تريليونات الدولارات مباشرةً إلى المصارف و المديرين التنفيذيين الذين استنزفت شركاتهم الاقتصاد الأميركي. و إذا لم تصدقوني بأن النظام الاقتصادي الأميركي في متاعب عميقة متعذرة على المعالجة، فإنكم لستم إذن بحاجةٍ للنظر إلى أبعد مما رشح في الولايات المتحدة منذ الانهيار المالي عام 2008. فقد انتهى النظام المالي الأميركي في العناية المركّزة، و مات تقريباً موتاً سريعاً. فما الذي حدث في الولايات المتحدة منذئذٍ في ما يتعلق بأية جهود قام بها الكونغرس لمحاولة حل المشاكل التي سببت انهيار النظام المالي العالمي و الأميركي في عام 2008؟ كما هي العادة، لم يتعلَّم الأميركيون أي شيء من إخفاقات الماضي هذه، و إذا كان هناك شيء فإن المشاكل تُصبح اليوم حتى أكبر مع مؤسسات مالية ناجية أكبر كثيراً تكافح بصعوبة بالغة ضد أي تنظيم حكومي لعملها، و هي تستخدم ارتباطاتها الضاغطة القوية لتكافح بشدة من أجل إبقاء الأمور على ما كانت عليه قبل الانهيار المالي الأخير.فكم يمكنك أن تكون أخرساً؟ و في المرة القادمة، حين يُصبح الانهيار التالي و التدهور المالي واقعاً مرةً أخرى، لن تكون هناك موجودةً شبكة الأمان للحكومة الأميركية. فهذه المرة تكون وول ستريت قد استنفدت الموارد المالية للولايات المتحدة.تذكّروا، منذ إسعافات وول ستريت المالية عام 2008، و أوغاد وول ستريت يحلبون باستمرار موارد الحكومة الأميركية حتى النخاع، كما أنهم يواصلون إقامة تركيبة لإسعاف حكومي أميركي كبير لوول ستريت في المستقبل.و إذا جئنا إلى أشكال الفساد، فإنهم في البرازيل، مثلاً، ما يزال لديهم نظام فظّ و قديم ويستخدمون تعابير تتضمن : الرشوة، الابتزاز، المحاباة، الرعاية
مصيبة الاقتصاد الأميركي في اللوبي و السوق الحرة
نشر في: 12 يوليو, 2010: 06:05 م