اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: لماذا نتذكر عصمت كتاني؟

العمود الثامن: لماذا نتذكر عصمت كتاني؟

نشر في: 21 أغسطس, 2022: 11:26 م

 علي حسين

في كل أزمة تواجه أحد السفراء أسأل الأصدقاء، هل توجد لدينا قوانين وضوابط للتعيين في السلك الدبلوماسي؟، هل يجب أن يكون من يُعيّن بمنصب السفير قد أمضى أعواماً في العمل الدبلوماسي؟. أسئلتي هذه دائماً ما تواجه بالسخرية والبعض يرد "خلي الناس تاكل ".

نقرأ أسماء السفراء فنجد أن الاختيار يقع على نواب سابقين وأقارب لسياسيين، الجميع يكافأ لأنه ساهم في وضع هذه البلاد على خارطة الدول الأكثر فشلاً، بطرح أسمائهم للعمل سفراء، أنا من وجهة نظري أقول إن هؤلاء أفضل من يمثل العراق في الوقت الحاضر، فالفشل الداخلي يجب أن تصاحبه وجوه فاشلة تمثله في بلدان العالم.

كان الراحل عصمت كتاني، وهو يقف وسط قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة، يشعرك بأنك ترى شيئاً من تاريخ وخصائص العراق.. كان رجل الآفاق في الدبلوماسية وفي السياسة، حارساً لمصالح البلاد، وحين أصبح السيد الأول في الجمعية العامة للأمم المتحدة ظل شجاعاً في الدفاع عن قضايا العرب، لم ينحز إلى قوميته الكردية، لكنه انحاز بشدة إلى عراقيته، حتى قال عنه الأخضر الإبراهيمي يرثيه "لم أجد دبلوماسياً ألمع وأكثر حضوراً منه"، كان هذا زمن عمل فيه ساسته من أجل مصلحة الأوطان والناس لا من أجل مصالحهم واحزابهم .

منذ أن ترك ساستنا "المعارضة" وجلسوا على كراسي السلطة، كان واضحاً للمواطن أنهم لن يتخلوا عن مقاعدهم، وأنهم يعدون أبناءهم وأقاربهم وأصحابهم لمناصب جديدة، لذلك تراهم يتقافزون في الفضائيات، يتبادلون الشتائم واللعنات، لكنهم يجلسون تحت قبة البرلمان لكي يفصلوا ثوباً جديداً لمؤسسات الدولة على مقاسهم .

لماذا أتذكر الدبلوماسي العراقي الكبير عصمت كتاني الآن؟ أتذكره والعراق يدخل على أبواب عمره التسعين في الجمعية العامة للأمم المتحدة.. وكان ذلك أيضا بفضل سياسيين تساموا على المنافع.. لكننا بدلاً من أن نضع اسماً يوازي عصمت كتاني وضعنا حامد البياتي الذي تحول من ممثل للعراق في الأمم المتحدة إلى سمسار عقارات بملايين الدولارات، وأرسلنا قبل عشر سنوات السيد خضير الخزاعي ليترأس وفد العراق في اجتماعات الأمم المتحدة، وليشرح للعالم نظريته في التكليف الشرعي.

لم يكتفِ ساستنا "منقذو" هذه البلاد، بأن يسيطروا على مؤسسات الدولة في داخل البلاد، وأن تصبح المشاريع والمقاولات من حصتهم، بل يريدون أن يعطونا درساً في الانتهازية والوصولية، وفي إنقاذ هذه البلاد بحرب تحرير من العراقيين جميعاً الذين لا يرفعون أكفهم إلى السماء شاكرين النعمة التي يعيشون بها.

أيها السادة ليس هناك في أي مكان في العالم بلد على هذا المستوى من الخراب السياسي والاقتصادي، ومع هذا ما زلنا ننصفق لعالية نصيف ، ونهتف باسم محمد الحلبوسي .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. Anonymous

    التاريخ لن يتذكر اي سفير عراقي بعد عام ٢٠٠٣ لانهم حزبيون اوًطائفون قبل ان يكونو عراقيين

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

العمودالثامن: نائب ونائم !!

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: إضحك مع الدولة العميقة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

 علي حسين ليس من حق المواطن العراقي أن يعترض على تعديل قانون الأحوال الشخصية ، ولا يملك أن يشكو من تحول مجلس النواب إلى قاعة للمناكفات السياسية ، ولا يملك أن ينتقد أوجه...
علي حسين

باليت المدى: عندَ اكتمال القمر

 ستار كاووش قيمة السفر تُكمِنُ في مشاهدة أشياء وتفاصيل وأماكن مختلفة، جديدة، نادرة أو ممتعة. أما إذا إجتمعت كل هذه التفاصيل في مكان واحد مثلَ بارك (ديلا ديساتيل) في مدينة ليل، فهنا عليَّ...
ستار كاووش

قناطر: أين نحن من نخيلنا الذي سرقه العالم

طالب عبد العزيز ملء الشاشة تظهر صورة رجل أنيق، بثياب أهل الخليج الصيفية متحدثاً بمعلومات قيمة عن أحوال مزرعته المزدحمة بالنخل والفاكهة، وتظهر في الصورة نخلة من أحد الاصناف المعروفة لدينا، وقد ثقلت بعذوقها...
طالب عبد العزيز

العراقيون يفقدون الثقة في الديمقراطية

د. سامان شالي إن مسألة ما إذا كان العراقيون قد فقدوا الثقة في الديمقراطية أمر معقد ومتعدد الأوجه. لقد كانت رحلة العراق نحو الديمقراطية مضطربة، وتميزت بتحديات وانتكاسات كبيرة. يستكشف هذا المقال الوضع الحالي...
د. سامان شالي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram