علي حسين
في كل أزمة تواجه أحد السفراء أسأل الأصدقاء، هل توجد لدينا قوانين وضوابط للتعيين في السلك الدبلوماسي؟، هل يجب أن يكون من يُعيّن بمنصب السفير قد أمضى أعواماً في العمل الدبلوماسي؟. أسئلتي هذه دائماً ما تواجه بالسخرية والبعض يرد "خلي الناس تاكل ".
نقرأ أسماء السفراء فنجد أن الاختيار يقع على نواب سابقين وأقارب لسياسيين، الجميع يكافأ لأنه ساهم في وضع هذه البلاد على خارطة الدول الأكثر فشلاً، بطرح أسمائهم للعمل سفراء، أنا من وجهة نظري أقول إن هؤلاء أفضل من يمثل العراق في الوقت الحاضر، فالفشل الداخلي يجب أن تصاحبه وجوه فاشلة تمثله في بلدان العالم.
كان الراحل عصمت كتاني، وهو يقف وسط قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة، يشعرك بأنك ترى شيئاً من تاريخ وخصائص العراق.. كان رجل الآفاق في الدبلوماسية وفي السياسة، حارساً لمصالح البلاد، وحين أصبح السيد الأول في الجمعية العامة للأمم المتحدة ظل شجاعاً في الدفاع عن قضايا العرب، لم ينحز إلى قوميته الكردية، لكنه انحاز بشدة إلى عراقيته، حتى قال عنه الأخضر الإبراهيمي يرثيه "لم أجد دبلوماسياً ألمع وأكثر حضوراً منه"، كان هذا زمن عمل فيه ساسته من أجل مصلحة الأوطان والناس لا من أجل مصالحهم واحزابهم .
منذ أن ترك ساستنا "المعارضة" وجلسوا على كراسي السلطة، كان واضحاً للمواطن أنهم لن يتخلوا عن مقاعدهم، وأنهم يعدون أبناءهم وأقاربهم وأصحابهم لمناصب جديدة، لذلك تراهم يتقافزون في الفضائيات، يتبادلون الشتائم واللعنات، لكنهم يجلسون تحت قبة البرلمان لكي يفصلوا ثوباً جديداً لمؤسسات الدولة على مقاسهم .
لماذا أتذكر الدبلوماسي العراقي الكبير عصمت كتاني الآن؟ أتذكره والعراق يدخل على أبواب عمره التسعين في الجمعية العامة للأمم المتحدة.. وكان ذلك أيضا بفضل سياسيين تساموا على المنافع.. لكننا بدلاً من أن نضع اسماً يوازي عصمت كتاني وضعنا حامد البياتي الذي تحول من ممثل للعراق في الأمم المتحدة إلى سمسار عقارات بملايين الدولارات، وأرسلنا قبل عشر سنوات السيد خضير الخزاعي ليترأس وفد العراق في اجتماعات الأمم المتحدة، وليشرح للعالم نظريته في التكليف الشرعي.
لم يكتفِ ساستنا "منقذو" هذه البلاد، بأن يسيطروا على مؤسسات الدولة في داخل البلاد، وأن تصبح المشاريع والمقاولات من حصتهم، بل يريدون أن يعطونا درساً في الانتهازية والوصولية، وفي إنقاذ هذه البلاد بحرب تحرير من العراقيين جميعاً الذين لا يرفعون أكفهم إلى السماء شاكرين النعمة التي يعيشون بها.
أيها السادة ليس هناك في أي مكان في العالم بلد على هذا المستوى من الخراب السياسي والاقتصادي، ومع هذا ما زلنا ننصفق لعالية نصيف ، ونهتف باسم محمد الحلبوسي .
جميع التعليقات 1
Anonymous
التاريخ لن يتذكر اي سفير عراقي بعد عام ٢٠٠٣ لانهم حزبيون اوًطائفون قبل ان يكونو عراقيين