ذي قار/ حسين العامل
أقدم العشرات من ابناء عشائر آل زيرج وخفاجة، أمس الاثنين، على اغلاق مديرية ماء ذي قار احتجاجا على تلكؤ مشروع يغذي عشرات القرى التي تعاني من الجفاف، وفيما طالبوا بإقالة قائممقام ناحية اور، أمهلوا الحكومة المحلية 72 ساعة لتنفيذ مطالبهم.
وقال حسين عبد الرحمن وهو أحد المشاركين بالفعالية الاحتجاجية في تصريح إلى (المدى)، ان "ابناء عشائر ال زيرج وخفاجة وال سهلان أقدموا على اغلاق مديرية ماء ذي قار احتجاجا على حرمان قراهم من مياه الشرب".
وأضاف عبد الرحمن، أن "معاناة سكان القرى اشتدت بعد جفاف الانهار المغذية لمناطقهم بصورة تامة منذ أكثر من سنة".
وأشار، إلى أن "صندوق اعمار ذي قار سبق وان خصص مشروع ماء يتضمن خط ناقل وشبكات لتلك المناطق منذ نحو سنة الا ان المشروع مازال متلكئاً ولم تتجاوز نسب الانجاز فيه سوى 5 بالمئة". ولفت عبد الرحمن، إلى أن "دائرة الماء ومديرية الناحية تدعي ان نسب الانجاز 90 بالمئة على حد قوله".
ورأى، أن "مديرية ناحية اور ومديرية ماء ذي قار متورطة بالتسويف والمماطلة بتنفيذ المشروع".
وأكد عبد الرحمن، أن "المتظاهرين يطالبون بإقالة مدير ناحية اور رعد يوسف سلطان واستئناف العمل بالمشروع".
ويواصل، أن "المتظاهرين أمهلوا الحكومة المحلية مدة اقصاها 72 ساعة لتنفيذ مطالبهم"، وتحدث عن "تلويح بتصعيد التظاهرات والفعاليات الاحتجاجية لحين الاستجابة لكامل مطالبهم المشروعة".
ومن المقرر ان يغذي مشروع ماء ال زيرج وخفاجة قرى الخميسات والبو كريدي وال بو جمعة والمنسي والحرامي وال بو حبيل والشفيجات والسادة وال بو خضير من عشائر ال زيرج، وقرى ال شمخي وال ظاهر والبيضان من عشائر خفاجة، فضلاً عن قرى اخرى من عشائر ال سهلان في شمال الناصرية.
ومن جانبه قال متظاهر آخر وهو علي الازيرجاوي ان "الاهالي في القرى يعانون منذ عام كامل من الجفاف ولم يتوفر لهم لا ماء اسالة ولا ماء سقي بعد ان جفت الأنهار". وأضاف الأزيرجاوي، في حديث مع (المدى)، أن "عشرات القرى مازالت تعاني من الجفاف نتيجة عدم اكتراث المسؤولين بمعاناتهم".
وأشار، إلى أن "مشروع الماء من المقرر ان ينجز خلال سنة واحدة لم يتبق منها سوى شهر واحد الا ان نسب الانجاز متدنية جدا ولا نلمس جدية في تنفيذه وانهاء معاناة الاهالي".
ويأتي تصاعد الفعاليات الاحتجاجية والمطلبية حول توفير المياه في ظل اسوأ موجة جفاف تمر بها البلاد ومحافظة ذي قار التي اخذت تفقد مساحات واسعة من اهوارها واراضيها الزراعية وتواجه نزوحا سكانيا كبيرا بين اوساط الفلاحين والصيادين ومربي المواشي الذين باتوا مهددين بفقدان مصدر دخلهم الوحيد.
ومن جانب اخر أعلنت مديرية الموارد المائية في محافظة ذي قار إنجاز مشروع ناظم شط الشطرة بطاقة تصريف 25 م3 بالثانية والذي من المقرر ان يخدم أقضية الشطرة والغراف وسيد دخيل وشطي آل - ابراهيم والكسر.
وقال مدير الدائرة غزوان عبد الأمير، إن "الملاكات الفنية والهندسية التابعة للوزارة أكملت المشروع الذي يدخل ضمن مشاريع التنظيم والتحكم والسيطرة على المياه الداخلة إلى شط الشطرة المتفرع من نهر الغراف مقدم البدعة".
وأضاف عبد الأمير في بيان تلقته (المدى)، أن "المشروع يشتمل على 4 بوابات رئيسة لتنظيم توزيع المياه".
وأشار، إلى أن "المشروع يدخل ضمن خطط وإجراءات وزارة الموارد المائية لمعالجة الشحة المائية التي تمر بها البلاد".
وكان اتحاد الجمعيات الفلاحية في ذي قار قد دعا يوم اول أمس الاحد الحكومتين المحلية والمركزية الى اعلان المحافظة "منكوبة زراعياً" وتبني خطة طوارئ عاجلة لمساعدة المزارعين واصحاب المواشي المتضررين من الجفاف، وفيما أكد تضرر 80 بالمئة من المحاصيل الزراعية والتمور، كشف عن هجرة ونزوح آلاف الاسر الفلاحية الى مراكز المدن والمحافظات الأخرى.
وكان العشرات من الناشطين والاهالي في قضاء سوق الشيوخ نظموا يوم الثلاثاء (16 آب 2022) وقفة تضامنية في اهوار ام الودع لمطالبة المنظمات الدولية بالتدخل لإنقاذ الحياة في مناطق الاهوار التي لحق بها الجفاف مؤخرا. وتشكل الاراضي الزراعية ومناطق الاهوار نحو نصف مساحة محافظة ذي قار اذ تشغل الأهوار لوحدها خمس مساحة المحافظة وهي تتوزع على عشر وحدات إدارية من أصل 22 تضمها المحافظة، إذ تقدر مساحة أهوار الناصرية قبل تجفيفها مطلع تسعينيات القرن الماضي، بمليون و48 ألف دونم.