TOP

جريدة المدى > كردستان > مواقف وهموم سواق التاكسي فـي شوارع أربيل

مواقف وهموم سواق التاكسي فـي شوارع أربيل

نشر في: 12 يوليو, 2010: 06:22 م

 أربيل/ سالي جودتتعد مهنة سائق التكسي هي الأمل الأخير عند اغلب الشباب المتخرجين لتبديد مخاوفهم من شبح البطالة، الذي يواجهونه وقلة فرص العمل في القطاع الحكومي لدى اغلبهم. السياقة برغم ما قد يؤاخذ البعض عليها لا تقل عن 
 اهميةأية مهنة شريفة أخرى إذا حرص عليها صاحبها، الا ان لهذه المهنة صعوباتها ومشاكلها، ناهيك عما تجنيه من رزق قليل لا يكفي مستوى المعيشة المتصاعد في إقليم كردستان.المدى تجولت في بعض شوارع أربيل لتسجل آراء ومعاناة أصحاب سيارات التكسي  وما يصادفهم من قصص ومواقف، وكان محدثنا الأول بدر عبد الرحمن سائق تكسي الذي قال: كنت مجبراً على هذا العمل، فالأشغال في أربيل قليلة والتعيينات أكثر قلة، وبالأحرى غير متوفرة، لذا  كان لابد من اختيار هذه المهنة التي قد ينظر اليها الناس نظرة دونية، لكنها تبقى كغيرها من المهن الأخرى مرتبطة سلوكياتها بمن يزاولها.وأضاف: ان هناك الكثير من المواقف المؤلمة التي تصادفنا، خاصة واننا نتعامل مع نماذج مختلفة من البشر منهم الطيب او الثقيل الظل وفيهم الخبيث واللطيف، دون ان ننسى ان ذلك يتطلب تعاملاً يتناسب مع كل نوع، اما عن المكسب فبشكل عام لا يسد احتياجات عائلتي بسبب الغلاء المعيشي في كردستان.ويقول زريان حسن: عملت في هذا المجال منذ أربعة أعوام، بعد ان نفد صبري وحفيت قدماي كي أجد وظيفة في الدوائر الحكومية، فانا خريج كلية الإدارة والاقتصاد، لكن دون جدوى، لذا عملت سائق تكسي . ويضيف خلال هذه الفترة من عملي لم استطع توفير مبلغ لشراء منزل لاتخلص من دفع بدل الإيجار الذي يستنزف الجزء الكبير من دخلي، فمهنة التكسي لها مشاكلها وصعوباتها، حيث التعامل مع ناس بنفسيات مختلفة، وكل له تصرفاته، وقد نتعرض أحياناً لأسلوب جارح او تصرف غير لائق من البعض، لكن لابد لنا من السكوت وتجاوز ما نسمع من اجل الرزق.نهرو فهمي الذي يعمل سائق تكسي منذ فترة طويلة علمته المهنة، كما يقول ان يكون إنساناً في قمة الأخلاق وفي نفس الوقت حذراً و حريصا جداً عند التعامل مع أصحاب الضمائر التي تعيش في سبات عميق او لا تمتلك من الضمير شيئاً.ويقول: أعمل في أوقات متأخرة من الليل أمام النوادي الليلية والبارات في عينكاوا لكي أحسن وضعي الاجتماعي وتأمين متطلبات أطفالي التي باتت ترهقني وأتعرض للكثير من المواقف من رجال يطلبون توصيلهم وعندما يصلون الى المكان  الذي يريدونه يترجلون من السيارة دون دفع ما عليهم متخذين من حالة السكر التي هم فيها غطاءً لتصرفهم هذا ويتعذرون بأنهم غير مدركين لما يفعلونه، وغالباً ما اسلم أمري لله سبحانه وتعالى في مواجهة مثل هكذا حالات فلا يمكنني عمل شيء سوى ذلك ومهما قدمت من شكوى فليس من مجيب.ويفتخر عماد خورشيد بمهنته هذه وسيارته التي هي رأس ماله، ويحمد الله انها تجنبه وتعفيه من مد يد العوز والحاجة للناس ومكنته من تربية أولاده وتعليمهم.اما عن المواقف التي صادفها فيقول انها كثيرة وأنا ينطبق علي ما يقوله المثل "شاف لحد ما عاف". ومن اغرب المواقف  هي توصيلي في إحدى المرات سيدة يبدو عليها مظاهر الاحترام والأناقة والأبهة وترتدي أجمل الملابس وكانت قد خرجت من مول كبير ولم أشك للحظة انها بلا ضمير فطلبت مني ان انتظر الى ان ترسل لي الفلوس مع ابنها وانتظرت أكثر من ساعة لأكتشف ان المبنى له مخرج آخر.وبشكل عام فان ما نحصل عليه من أجرة لا تكفي  لسد جميع متطلبات أسرتي، خاصة في ظل ارتفاع مستوى المعيشة في كردستان.سلام موفق يقول أكثر ما يزعجني في هذه المهنة صعود أحدهم دون ان يلقي السلام ويتعامل معي وكأنني إنسان لا قيمة له، فلو وجدنا عملاً غير ذلك لاشتغلناه، دون ان نتعرض الى هذه المذلة علماً انني لا اخجل من مهنتي ما دامت شريفة.ويشير نوزاد قاسم الى المواقف التي حصلت معه والتي تذكره بأيام الدراسة  ويقول: هذه المهنة علمتني الكثير وهي بالنسبة لي أهم مما تعلمته في المدارس لأن الحياة أكبر مدرسة فعلياً.. ففي أحد الأيام خرجت الى عملي وأنا في أمس الحاجة الى تأمين مبلغ لتصليح سيارتي، استوقفني سائح وطلب مني البقاء معه لمدة لا تقل عن خمس ساعات وفي نهاية المطاف دخل الى احد المولات ولم يخرج ودخلت المول بحثاً عنه وأنا أستشيط غضباً لكنني لم أجده ووكلت أمري  الى الله في هذا الشخص،فسائق التكسي يتعرض للكثير من المشاكل والصعوبات إضافة الى انه يقضي وقته في الشارع  من اجل الرزق.أري ريبار يقول اعمل في هذه المهنة بعد الانتهاء من عمل الوظيفة، برغم انها مهنة شاقة الا انني استطيع بالقليل مما اجنيه من هذه المهنة  من سد احتياجات عائلتي، وعملي مقتصر على المعارف  من الناس، حيث ان لديهم رقم هاتفي الجوال وعندما يحتاجونني أكون في خدمتهم، وغالبيتهم من النساء اللواتي  يرغبن بالذهاب الى المولات من اجل التسوق، وهذا يجنبني الكثير من المشاكل التي قد تصادف أقراني من السواق.ويرى شاخوان  صلاح الدين سائق تكسي ان هناك من يزاحمهم في هذه المهنة من الموظفين فيقول: هذه المهنة تشكل مورد نا&amp

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

ديالى .. إحباط عملية تهريب  قطع أثرية  كبيرة
كردستان

ديالى .. إحباط عملية تهريب  قطع أثرية  كبيرة

خاص / المدى تمكنت القوات الامنية ،اليوم الثلاثاء، من احباط عملية تهريب قطع ومخطوطات اثرية شمال محافظة ديالى.وذكر مصدر امني لـ(المدى) ان "قوة امنية مشتركة وبمشاركة جهاز المخابرات ووفق لمعلومات دقيقة تمكنت خلالها من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram