وزارة ناجي السويدي
كانت الفاجعة الكبيرة التي حلت بالعراق لانتحار رئيس الوزراء عبد المحسن السعدون جسيمة ، غير أنها لم تفت بعضد السياسيين العراقيين ، فسرعان ما انتهوا إلى أن يتولى ناجي السويدي رئاسة الوزراء ، لأسباب عديدة منها غير معلنة ،وهي أن تكون وزارته مؤقتة لحين تأليف وزارة تنهد بأعباء التفاوض مع الحليفة بريطانيا لتقديم معاهدة جديدة ، ومعلنة كون السويدي احد أعضاء حزب التقدم ، حزب السعدون ، إضافة إلى صلة الرحم بين الاثنين.
عهد إلى ناجي السويدي ، الشخصية الثانية في حزب التقدم بتأليف الوزارة
الجديدة ، فألفها في ( 18 تشرين الثاني 1929 ) ، وضمت جميع أعضاء الوزارة السعدونية السابقة، و أعلنت الوزارة في منهاجها أنها ستسير على منهاج الوزارة السابقة ، ولن تهمل مطالب الشعب ، أو تتساهل في تطبيق المنهاج ، ولكن الوزارة سرعان ما صدمت بالمعتمد البريطاني الجديد فرنسيس همفرير نتيجة جهودها
لإنقاص عدد الموظفين البريطانيين، وتحديد سلطات من يبقى منهم إلى أدنى حد ممكن ، وذلك يجعل وظائفهم استشارية صرفة لا إدارية ، وكان هذا الإجراء القشة
التي قسمت ظهر البعير ، فأبلغ المندوب البريطاني الحكومة العراقية بأن حكومته لا ترضى بإنقاص عدد الموظفين البريطانيين إنقاصا كبيرا ، فأدى هذا الموقف إلى زيادة حراجة موقف الحكومة، ومما زاد في حراجة الموقف تدهور أسعار الحبوب وتأثير ذلك على الاقتصاد الوطني . فقدم ناجي السويدي استقالته في (9 آذار1930 ) وأوضح فيها بأن هدف حكومته هو معالجة الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلد، ولذلك تحرت سبل الاقتصاد بتقليص المصروفات وتخفيف أعبائها عن كاهل الدولة ، إلا أن مقرراتها جابهت المعارضة من قبل الاستشارة البريطانية في العراق
على الرغم من تصريحات الحكومة البريطانية بلزوم العمل على تولي العراقيين المسؤولية بصورة حقيقية .
وناجي السويدي سياسي عراقي و أحد مؤسسي الدستور العراقي في العهد الملكي. ولد السويدي في بغداد سنة 1882 م وقد تلقى السويدي تعليمه في المدارس العثمانية ومن ثم في المدارس الفقهية بعدها غادر إلى إسطنبول ليدرس الحقوق هناك حيث أتم دراسته فيها سنة 1905 م. شغل السويدي منصب القضاء في ظل الإدارة العثمانية في كل من البصرة و بغداد و اليمن ثم تولى الإدارة المركزية في بلدة الكاظمية 1911 و النجف 1913 وعمل في الداخلية العثمانية، لكن العثمانيين حاولوا إيقافه عن الإصلاح فاستقال من وظائفه سنة 1918 والتحق بحكومة دمشق واليا على حلب ومستشارا للملك فيصل إبان حكمه سوريا. وفي سنة 1921 رأس الوفد الذي استقبل الملك فيصل الأول في البصرة .شغل السويدي مناصب عديدة بعد تأسيس المملكة العراقية حيث شغل منصب عضوية البرلمان ثلاث مرات مابين عامي 1925 - 1932. كما شغل كذلك منصب رئيس الوزراء في الفترة الممتدة مابين 18 تشرين الثاني 1929 إلى 23 آذار 1930 وشغل كذلك منصب وزير العدل مرتين ،الأولى في سنة 1923 و الثانية في سنة 1925. توفي ناجي السويدي في بغداد سنة 1942 م . رفعة عبد الرزاق محمد