TOP

جريدة المدى > سينما > طفولة ضائعة

طفولة ضائعة

نشر في: 12 يوليو, 2010: 06:31 م

صباحا وفي الطريق الى الدائرة التي يعمل فيها ابو محمد، انطلقت به كعادتها  بعد ان امتلأت بالركاب، سيارة الكيا. كان الجالس جواره، صبيا في مقتبل العمر، ربما لم يكن قد تجاوز الثانية عشرة، باعلى تقدير.  فكر ابو محمد ان الصبي قد يكون انهى امتحاناته المدرسية للتو، وهو ذاهب الى العمل للمساعدة في اعالة عائلته الفقيرة، كما هو شأن اغلب ابناء الطبقات الفقيرة من ابناء جلدته..
 بعد دقائق سمع ابو محمد الصبي يخاطب احدهم قائلا:( رياض  جبت الجيس مال الحلويات وياك؟) وجاء الجواب من اخر :(بلي جبته). التفت ابو محمد مستطلعا، فإذا برياض، الذي يقبع في المقعد الخلفي، صبي اصغر من الاول بخمس سنوات في الاقل، يحتضن كيسا كبيرا منتفخا يكاد يرتفع فوق ذقنه..تملك صاحبنا الفضول وتساءل في دواخله: هل يعقل ان يعمل هذان الصبيان وهما في عمر الزهور ؟.. ثم مالبث ان التفت الى جيرانه، مشيرا الى الكارتون الذي يحاذي قدمي الصبي متسائلا: (بيه جكاير) ؟ اجاب الصبي: نعم عمي. فطلب منه ابو محمد علبة سجائر (بن)، فناوله الصبي طلبه، بخفة ملفتة بعد ان قبض الثمن..عاد ابو محمد ليسأله: (لازم خلصتو امتحانات؟).. اجابه الصبي بعد فترة صمت: (احنه مو بالمدرسة..).. راح ابو محمد مستغرقا في صمت يحمل الكثير من الاسئلة، تذكر طفولته، وكيف كان يظنها بائسة، وأخذ يقارن حالها بما يراه اللحظة، فيما راحت ملامح وجهه تفيض بسؤال ضخم شديد الايلام، سؤال بحجم الكارثة ...( شنو ذنب الطفولة؟).

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

الجدار.. ثنائية التحريض والاحتجاج

دفاتر السينما في عددها الأول 2025

عرض تسعة أفلام مدعومة من مؤسسة البحر الأحمر في مهرجان برلين السينمائي

مقالات ذات صلة

الجدار.. ثنائية التحريض والاحتجاج
سينما

الجدار.. ثنائية التحريض والاحتجاج

عدنان حسين أحمد - لندن تترصّع غالبية أفلام المخرج هادي ماهود بأفكار التنوير والتحريض والاحتجاج حيث يعتمد على كشف الحقائق، وخرق المحجوب الذي يضعهُ في دائرة الخطر. ويكفي أن نشير إلى أفلامه التحريضية التي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram