TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > معالي الكلمة: المعادلة الثابتة المُفضّلة!

معالي الكلمة: المعادلة الثابتة المُفضّلة!

نشر في: 24 أغسطس, 2022: 10:58 م

 عمـار سـاطع

مِنْ بينِ أكثر المُعادلات شيوعاً، تلك المعادلة التي تنسجمُ مع الواقع، إن لم نَقُلْ بإنها منطقيّة للغاية، لا بل إنها مُجرّبة لِدرجةٍ تأتي بنتائج كبيرة ومُذهِلة.

أسوقُ تلكَ المُقدِّمة، وأنا استذكرُ رحلة الاستقرار الفعلي التي ضربت مناهج دوري كرة القدم الممتاز عندنا، بعد أن وجدَ الاستقرار الفعلي مكانة مهمّة وصل صداها الى منتخبنا الوطني بِفِعلِ النُضج الذي حصل في ثمانينيّات القرن الماضي، وأتى فيما بعد ليتربّع فريقنا على عرش قمم البطولات التي شارك فيها ووصل الى مرحلة الاستقرار والكمال الفني.

لا أريد التجنّي على الحقيقة، فالجيل الكروي المُميّز والطبقة الفنيّة من مدرّبين أكفاء كانوا مُذهلين حقّاً، برغم أن الظروف كانت كُلّها معاكِسة ومُغايرة على اللاعبين الكوادر الفنيّة تعمل تحت وطأة الضغوطات، لكن الاستقرار كسر كل التعقيدات والهموم، مثلما كانت خطط التجربة والفعل والاستشارة من العوامل المساعدة والمُساندة في الوصول الى مرحلة تمكين المنتخب من تأدية واجبه على أكملِ وجه.

وحتى لا أبتعد عن الوجه الحقيقي للاستقرار، فإن من بين أكثر النجاحات الفعليّة التي حصلت، هي دعم المنتخب الوطني عن طريق استقرار الدوري، فالدوري واستقراره هو المرآة التي تعكس الفكر والنضج المحلي الداعم والمُساند للتمثيل الخارجي عبر منتخبٍ قوي يُقارع نظرائه وينافسهم بكل ما أوتي من امكانيات تجمع بين النجوم والمواهب.

وللأمانة فإن المعادلة الأكمل التي اتحدّث عنها ترتبط بنظرية (دوري قوي.. منتخب قوي) وهو ما يعني أن الدوري الذي يضمّ أبرز الأندية وفيه منهاج معلوم مسبقاً وروزنامة مليئة بالأحداث ومسابقات متعدّدة تزيد من المنافسات قوّة وإثارة، سيكون نتاجها اختيارات مناسبة وملائمة للاعبين الأبرز وضمّهم لصفوف المنتخب الوطني، مثلما سيعطي ذلك دفعاً واضحاً للارتقاء بمستوى اللاعبين وينعكس ذلك على الفرق عامة وأداء لاعبيها الجماعي.

وفي اعتقادي الشخصي أيضاً أن وجود نُخبة الفرق التي تقلُّ أعدادها عن 20 فريقاً سيمنح الفرصة لجميع المدرّبين بتصحيح الأخطاء والتدوير بما يملكهُ من اسماء مثلما سيعطي الراحة والاستشفاء من الجهود المبذولة في التحضير واللعب وكذلك الانتقال من مدينة الى أخرى، وهو ما يصبُّ فيما بعد على هيكلة الفريق بمجموع ما يملكه من عدد يعتمد عليه من لاعبين، ناهيك عن حالة توزيع المجهودات على أفراد الفريق من مباراة الى أخرى.

لقد أثبتت الدراسات الفنيّة الخاصّة بالمسابقات المحلية أن استقرار الدوري الوطني والنظام الأساسي التي شرّعها أهل الاختصاص للاجندات المعتمدة أنها من بين العوامل الأساسية لنجاح المنتخب الوطني، بما يتلائم مع الاستحقاقات المعروفة مُسبقاً وهو ما أقرّه الاتحاد الدولي FIFA في تحديد مواعيد أيامه المُثبتة وبطولاته، لتكون تلك من أساسيات تنظيم المسابقات مع كلِّ عام، وهو من يصل بنا الى ضرورة إيجاد منافذ تتّفق مع الاستحقاقات الداخلية ومدى تنفيذها والخارجية وضرورة التواجد فيها.

أيها الإخوة إن عدد الأندية الأمثل يجب أن يكون من بين عوامل استقرار المنتخب، كما هو حاصل في دول المنطقة وما جنته من ثمار كما هو حاصل مثلاً في إيران والسعودية وغيرها من دول، فالعدد الأمثل يعطينا منتخب أمثل، والبحث عن ثوابت الأجندة يمنحنا منتخباً فيه ثوابت فنيّة سنقطفُ نتاجها فيما بعد.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram