TOP

جريدة المدى > سياسية > ساكو يطلق تحذيرات من زوال الكنيسة والمسيحية في العراق ودول المنطقة

ساكو يطلق تحذيرات من زوال الكنيسة والمسيحية في العراق ودول المنطقة

نشر في: 24 أغسطس, 2022: 11:21 م

 ترجمة: حامد أحمد

حذر بطريرك الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم الكاردينال، مار روفائيل ساكو، من مخاطر مستقبلية قد تؤدي الى زوال واختفاء الكنيسة والمسيحيين في العراق وبلدان شرق أوسطية أخرى، منتقدا حالة التعامل مع المسيحيين كمواطنين من الدرجة الثانية في الوقت الذي يشكلون فيه مكونا اصيلا من المجتمع العراقي.

وقال الكاردينال ساكو خلال لقاء المجمع الكنسي للكنيسة الكلدانية المقام في بغداد ان "المسيحيين العراقيين، وكذلك مسيحيين بلدان الشرق الأوسط أيضاً، متوجهون نحو الزوال ما لم يكن هناك تغيير في طريقة التفكير في السياسات الحكومية والاجتماعية والاقتصادية".

وأشار ساكو في مقدمة خطابه في المجمع الكنسي إلى "التحذير من المخاطر التي قد يتعرض لها المسيحيون في العراق مستقبلا والذين يشكلون مكونا أصيلا من مكونات المجتمع العراقي"، وقال ان "الموروث التاريخي جعل من المسيحيين مواطنين من الدرجة الثانية واستباحة ومصادرة املاكهم".

وزاد، "لهذا السبب فانه من الضروري إعادة كتابة احكام التعايش الأساسية بدءا من الدستور وفقا للمبادئ والمثل التي أكد عليها البابا فرانسيس خلال زيارته للعراق في آذار 2021."

ومن جانبهم ناشد القساوسة الذين حضروا الاجتماع السياسيين العراقيين بالإسراع في تشكيل حكومة سلطة تنفيذية جديدة قادرة على تعزيز الإصلاحات الضرورية، مستذكرين في ذلك مرور 20 عاماً من العنف وعدم الاستقرار ومرحلة الانسداد السياسي الحالية التي لها مردودات سلبية على المجتمع والاقتصاد.

وقال ساكو ان "المسيحيين العراقيين، وربما أيضا مسيحيين من بلدان أخرى، سيختفون ويتلاشون قريبا ما لم يكن هناك تغيير في النظرة إليهم وتغيير في النظام الوطني".

وأشار الى ان "المسيحيين يعاملون كمواطنين من الدرجة الثانية مما سمح ذلك بالتطاول على املاكهم واغتصابها وان هناك امثلة كثيرة على ذلك". وطالب ساكو في هذا الصدد بـ "إعادة كتابة الدستور والقوانين، مهمتنا هو ان نتعاون مع شركائنا لخلق بيئة مناسبة للتعايش يتم احترام التنوع فيها والتمتع بحق المواطنة بشكل كامل مما يجعل الناس ينفتحون للأمل ويواجهون التحديات بقوة."

وكان الكاردينال ساكو قد ذكر في رسالة له للمسيحيين الأسبوع الماضي انه "بعد مرور ثمان سنوات على نزوح المسيحيين من سهل نينوى عقب زحف تنظيم داعش الارهابي على المنطقة فان الآلام ما تزال طرية وان الافتقار الى فرص التعافي تزيد من حالة الخوف واليأس".

وانتقد ساكو في رسالته "الافتقار الى المعدل الأدنى من حقوق المواطنة واحترام حقوق الانسان"، مشيرا الى انه "حتى اليوم وبعد مرور سنوات طويلة لم يتم استعادة كثير من بيوت واملاك المسيحيين التي اغتصبت".

وكان عشرات الآلاف من المسيحيين قد هربوا من ديارهم في سهل نينوى عندما اجتاح مسلحو تنظيم داعش منطقهم في ليلة 6 و7 آب 2014 وقام مسلحو داعش بكتابة حرف "نون" على أبواب منازلهم في إشارة الى انه بيت مسيحي، وفي تلك الليلة الرهيبة سيطر المسلحون على أراضي وبيوت المسيحيين مجبريهم على النزوح نحو إقليم كردستان دون ان يأخذوا معهم شيئاً.

وقال ساكو ان "المسيحيين العراقيين يجب ان يعترف لهم بالمواطنة الكاملة ويتمتعون بحقوق عادلة".

وأعرب عن أمله بـ"ان تشمل دعوات الإصلاح في الحكومة القادمة حقوق المسيحيين والأقليات الدينية الأخرى من ايزيديين ومندائيين وذلك تحت شعار، روح المواطنة المشتركة".

واستدرك ساكو بالقول، "رغم ذلك، وبعد مرور سنوات عديدة، فان الوضع في سهل نينوى ما يزال صعباً"، مبيناً أن "قسماً من العوائل بدأت ترجع للموصل وتمت إعادة قسم من الأراضي والمنازل لأصحابها الحقيقيين". واستنادا لآخر الاحصائيات فان 40% فقط من المسيحيين الذين غادروا الموصل وسهل نينوى قد رجعوا، في حين هاجر اغلب المسيحيين الذين كانوا في أربيل الى أوروبا والولايات المتحدة وأستراليا بحثا عن الامن والمستقبل لاولادهم.

اما الذين بقوا او الذين رجعوا بعد الحاق الهزيمة بداعش فانهم ما يزالون يكابدون من اجل استعادة أوضاعهم المعيشية والاقتصادية وإعادة بناء كنائسهم ومنازلهم.

وفي وقت سابق، دعا رئيس الجمهورية برهم صالح الى تجاوز المعوقات التي تواجه المسيحيين في البلاد. وقالت رئاسة الجمهورية في بيان صدر يوم الثلاثاء الماضي، إن "رئيس الجمهورية برهم صالح استقبل ساكو وعدداً من أساقفة الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم". وهنأ صالح "الكاردينال لويس ساكو بانعقاد المؤتمر السنوي للكنيسة الكلدانية، وجلسات السينودس الكلداني"، متمنياً لهم "التوفيق في عملهم"، مشيداً بـ"توصيات المؤتمر الحريصة على الوطن ودعم التعايش السلمي". وأضاف صالح أن "مسيحيي العراق مكوّن أصيل، وقفوا إلى جنب إخوانهم من كل الطوائف لمواجهة التحديات"، مشيراً إلى أن "هناك بعض المسائل والمعوقات التي تواجههم في البلد ويجب تجاوزها وعدم التهاون معها، وأن التجاوزات التي تطالهم مدانة ومرفوضة من قبل كل العراقيين".

وأكّد "ضرورة ضمان مُشاركة حقيقية للمسيحيين في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية بدون تمييز، وضرورة ترسيخ مبدأ المواطنة والعدالة وتكافؤ الفرص، ليُسهِمَ المسيحيون وباقي المكونات في رسم حاضر البلد ومستقبله".

من جانبه، عبّر ساكو عن "شكره وتقديره لرئيس الجمهورية، لمتابعته ودعمه المتواصل للمسيحيين في البلاد، ومساهمته في حلّ العديد من المسائل والعراقيل التي واجهتهم، ودوره في إرساء التعايش المجتمعي بين جميع مكونات الشعب".

عن موقع asia news الإيطالي

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

شرطة السعدون تنتهي من تعقب الرئيس الأمريكي.. القضاء: مذكرة اعتقال ترامب مزورة
سياسية

شرطة السعدون تنتهي من تعقب الرئيس الأمريكي.. القضاء: مذكرة اعتقال ترامب مزورة

بغداد/ تميم الحسن نفى القضاء إصدار مذكرة اعتقال ضد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في وقت طالبت فيه واشنطن بغداد بالحد من النفوذ الإيراني «الخبيث»، حسب وصف الخارجية الأمريكية. وتحاول بغداد تقديم «عرابين صلح» إلى...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram