 ذي قار/ حسين العامل

أقدم المئات من أهالي العكيكة (40 كم جنوب الناصرية) على تصعيد فعالياتهم الاحتجاجية بإغلاق مديرية الناحية وجميع الدوائر الحكومية العاملة فيها، ملوحين بمواصلة التصعيد لحين تحقيق مطالبهم المتمثلة بتوفير الخدمات الاساسية واقالة مدير الناحية، فيما جدد عمال الاجور العاملين في الدوائر الحكومية تصعيد فعالياتهم المطلبية بقطع عدد من الطرق الرئيسة في مركز مدينة الناصرية للمطالبة بعقود وزارية.

يأتي ذلك في ظل تصعيد واسع للفعاليات المطلبية والاحتجاجية في عدد من الوحدات الادارية في محافظة ذي قار والتي تدخل بمجملها ضمن إطار المطالبات بمعالجة ازمة المياه وتحسين الخدمات وتوفير فرص العمل وغيرها من المطالب الشعبية.

وقال الناشط انور العمراني، في تصريح إلى (المدى)، ان «المئات من المحتجين أقدموا على اغلاق مديرية ناحية العكيكة وجميع الدوائر الحكومية ما عدا الخدمية منها».

وتابع العمراني، أن «المحتجين قطعوا الجسور والطرق الرئيسة احتجاجا على تردي الخدمات والمطالبة بإقالة مدير الناحية والمدراء المتلكئين في واجباتهم».

وأشار، إلى أن «المتظاهرين قرروا التصعيد في فعالياتهم الاحتجاجية بعد ان لمسوا مماطلة وتسويف وعدم استجابة لمطالبهم من قبل المسؤولين في الحكومة المحلية في ذي قار».

وأوضح، أن «تظاهرات العكيكة تواصلت على مدى 13 يوما بصورة سلمية ومن دون اية فعاليات تصعيدية الا انهم لم يتعاملوا مع مطالبنا بصورة جدية».

وعن نتائج اللقاء الذي جرى مؤخرا بين وفد من متظاهري العكيكة ومحافظ ذي قار قال العمراني، ان «المحافظ استمع الى مطالبنا قبل اربعة ايام لكنه لم يتخذ اجراءات فعلية لتحقيقها ولم يحاسب او يقيل المسؤولين المتسببين بتفاقم معاناة السكان المحليين من جراء الحرمان ونقص الخدمات».

وأكد العمراني، أن «تصعيد اليوم هو للرد على التسويف والمماطلة والضغط باتجاه التعجيل بتحقيق المطالب المشروعة».

وكان المكتب الاعلامي لمحافظ ذي قار قد ذكر في وقت سابق وفي بيان تابعته (المدى) ان «محافظ ذي قار محمد هادي الغزي التقى العشرات من مواطني ناحية العكيكة، واستمع لمطالبهم المتعلقة بالجانب الخدمي والإداري».

وذكر الغزي، بحسب البيان، أن «اللقاء تضمن طرح المواطنين لمشاكلهم المتعلقة بالجانب الخدمي والبنى التحتية في الناحية والابنية المدرسية وتلكؤها والمطالبة بإقالة مدير الناحية»، مؤكدا «الاستماع باهتمام كبير لطرحهم والتعاطي مع مطالبهم».

واظهرت مقاطع فيديوية متداولة بين ناشطي ناحية العكيكة وتابعتها (المدى) احتشاد مئات المحتجين امام مديرية ناحية العكيكة ليلة الثلاثاء على الأربعاء، فيما قام عدد منهم بنصب خيام الاعتصام منذ عدة ايام امام مبنى مديرية الناحية.

وبدوره قال المتظاهر محمد حسن لـ(المدى)، إن «المعتصمين يطالبون بإقالة مدير الناحية حازم طارق سعدون ومدراء الدوائر فضلا عن المطالبة بتحسين الخدمات ومحاسبة المتورطين بالفساد والفشل الاداري»، مبينا أن «العديد من مناطق ناحية العكيكة مازالت تفتقر للخدمات الاساسية».

وشدد حسن، على «ضرورة توفير الخدمات الاساسية والكهرباء وتأمين الحصص المائية للقرى والاراضي الزراعية».

ولفت، إلى أن «العديد من الانهر الفرعية باتت جافة او تعاني من الشحة الكبيرة فيما انخفضت مناسيب المياه في الانهر المغذية للأهوار الى أدني مستوياتها»، وانتهى إلى أن «العديد من سكان قرى الاهوار اخذوا بالنزوح أو بيع مواشيهم بسبب الجفاف».

ومن جانب آخر أقدم عمال الاجور على قطع تقاطع البهو وسط الناصرية بالإطارات المحروقة للمطالبة بشمولهم بالعقود الوزارية ضمن قرار 315.

وقال شهود عيان لـ(المدى)، ان «العشرات من عمال الاجور في دوائر البلدية ومراقبي المشاريع قاموا بقطع تقاطع البهو الحيوي بالاطارات المحروقة ما تسبب ذلك باختناق مروري حاد وسط مدينة الناصرية».

وقال أحد المحتجين، إلى (المدى)، إن «العاملين في مشروع التنظيفات والاقسام البلدية الاخرى يطالبون بشمولهم بالعقود الوزارية وفق قرار 315».

وتابع، أن «شمول هؤلاء بالعقود الوزارية من شأنه ان ينقذهم من المعاناة التي يتكبدونها والمتمثلة بتدني الاجور وتردي اوضاعهم المعيشية ناهيك عن عدم الاستقرار الوظيفي والتسريح الكيفي من العمل».

ووجد، أن «الهدف من التصعيد الاحتجاجي يأتي للضغط على الجهات الحكومية من اجل الاستجابة لمطالبهم».

وغالبا ما يلجأ المتظاهرون المطالبون بالتعيينات في ذي قار الى الاعتصام امام الدوائر والمؤسسات الحكومية ويُقدمون في بعض الاحيان على اغلاق عدد من الطرق والجسور والمؤسسات الحيوية كالشركات النفطية والانتاجية والدوائر صاحبة القرار وذلك للضغط والتعجيل بتنفيذ مطالبهم، اذ شهد العام المنصرم عدة فعاليات تصعيدية اغلق خلالها مبنى ديوان محافظة ذي قار وشركة نفط ذي قار وحقلي الغراف والناصرية لعدة مرات، رضخت بعدها ادارة المحافظة والمؤسسات لتنفيذ الكثير من مطالب المعتصمين وهو ما حفز مجاميع اخرى من العاطلين عن العمل على تكرار فعاليات زملائهم في هذا المجال.