طه كمر أسدل الستار أول أمس على أكبر وأقوى مسابقة كرة قدم في العالم احتضنتها مدينة جوهانسبرغ الجنوب أفريقية وأطفأت تلك المدينة الجميلة أنوارها وأوصدت أبواب ملاعبها وفنادقها التي أبهرت العالم بجمالها وسعتها التي استوعبت الجماهير الغفيرة التي تابعت تلك البطولة
واحتفظت بذكريات بعضها جميل وبعضها مؤلم، كونها شهدت هبوط مستويات الفرق الكبيرة التي غادرت البطولة بوقت مبكر ورجعت إلى بلدانها بخفي حنين ولم تترك أثراً ايجابياً يذكر، فيما شهدت أيضاً بروز بعض الفرق التي لم يكن لها حضور سابق الا انها حققت اليوم نتائج تلبي طموحها فكانت المباراة النهائية التي كان طرفاها الماتادور الاسباني الذي لامست أيديه الذهب وكذلك الطواحين الهولندية التي دأبت واجتهدت كثيرا وكانت متفوقة في بعض أوقات المباراة وكادت أن تقلب الطاولة على الإسبان لولا براعة الحارس الأفضل في البطولة كاسياس الذي قطع الطريق المؤدي إلى شباكه تماما، فكانت مباراة جميلة جدا وضاعت جميع توقعات المتابعين والمحللين فيها لما شهدته من لمحات فنية جميلة من كلا الطرفين بحيث أوصلت الجمهور إلى حالة النيرفانا لجمالية أداء لاعبي الفريقين وان كانت تفتقر إلى الأهداف لكن هجمات الفريقين كانت مركزة جدا الا ان براعة حارسي المرميين حالت دون اصابة الشباك بعدد من الأهداف وجاء فوز الأسبان باللقب متكافئا مع المستوى الفني الرفيع الذي قدموه خلال دقائق المباراة فكانوا الأكثر حيازة على الكرة والأكثر وصولا إلى مرمى المنتخب الهولندي بحكم فاعلية خط وسطه الذي برز فيه أنيستا أفضل لاعب في المباراة وصاحب هدف الفوز الوحيد، وكذلك تشافي هيرناندز وتشافي ألونسو وراموس فيما تألق في الجانب الهولندي الثنائي الخطير روبن وشنايدر وكذلك الحارس الكبير مارتن ستكلنبيرغ الذين أدوا مباراة العمر وتركوا بصماتهم على تلك الأمسية الجميلة التي أبى الزعيم والمناضل الأفريقي نيلسون مانديلا الرئيس الأسبق لجنوب أفريقيا إلا ان يكون أحد الحاضرين الى ملعب سوكر سيتي الجميل والذي استوعب 84490 متفرجا من جميع أنحاء العالم تمتعوا بذلك الأداء الذي أطرب الجميع طوال 120 دقيقة حفلت بها تلك المباراة بعد تمديد وقتها الأصلي لتعادل الفريقين من دون أهداف .واحتفظت مفكرتنا بأمور كثيرة أفرزتها تلك البطولة التي لم ترتق للأسف لمستوى البطولات السابقة منها، سوء التحكيم الذي رافق معظم المباريات ومنها المباراة النهائية التي كادت تنعدم جماليتها بسبب سوء أداء الحكم الانكليزي هاورد ويب الذي أغفل عدة حالات كان من الممكن ان تغير مجرى المباراة، فيما أشهر ويب البطاقة الصفراء ثلاث عشرة مرة كان نصيب أسبانيا منها خمس فيما كان نصيب هولندا ثماني صفراء وواحدة حمراء طرد على أثرها اللاعب جون هايتيتغا .وإن كان هناك شيء يجب أن نذكره ولا يمكن ان نتناساه هو ذلك الإخطبوط بول الذي لم يخطئ في توقعه في أي من نتائج البطولة بعد ان توقع نتيجة المباراة النهائية بفوز إسبانيا والذي أصبح فقرة من فقرات الإعلام لتلك البطولة وأصبح حديث الشارع الرياضي في جميع بلدان العالم لئلا يكون شيئاً جديداً يخرجنا من حالة الروتين والرتابة التي اعتدنا عليها في حياتنا وكذلك انه أضاف شيئا للبطولة ولو أن المنجمين كذبوا وان صدقوا . rnTaha_gumer@yahoo.com
بصمة الحقيقة ..كذب المنجمون ولو صدقوا
نشر في: 12 يوليو, 2010: 07:16 م