TOP

جريدة المدى > سياسية >  إعادة ضم تايوان تبدو وشيكة في ورقة الصين البيضاء

 إعادة ضم تايوان تبدو وشيكة في ورقة الصين البيضاء

نشر في: 27 أغسطس, 2022: 11:28 م

 ترجمة: حامد أحمد

يبدو ان الصين على وشك إعادة ضم تايوان اليها عبر ورقتها البيضاء. حيث تعمد الحزب الشيوعي الصيني اظهار هذا الانطباع لقرب إعادة توحد تايوان مع الصين. وهذا هو فحوى ورقتها البيضاء الأخيرة حول الجزيرة التي سارعت بإصدارها في اعقاب الزيارة المثيرة للجدل لرئيسة برلمان الولايات المتحدة نانسي بيلوسي قبل عدة ايام الى العاصمة تايبيه.

الورقة البيضاء، الثالثة في تاريخ الحزب الشيوعي الصيني، جاءت تحت عنوان "مسألة تايوان وإعادة توحيد الصين في المرحلة الجديدة" انها تذكر بستراتيجية الصين الصادمة، انها تتحدث عن "إعادة توحيد" كشيء من الماضي رغم ان ذلك غير صحيح ابدا مجرد لتبرير تصرفها العسكري العدواني تجاه تايوان.

وجاء في الورقة البيضاء "نحن نضمن انه بعد إعادة التوحيد السلمي، ان تستمر تايوان بنظامها الاجتماعي الحالي وتتمتع بدرجة عالية من الاستقلال الذاتي وفقا للقانون. النظامين الاجتماعيين سيسيران جنبا الى جنب لفترة طويلة قادمة. بلد واحد هو شرط واساس للنظامين، نظامين ينبعان من بلد واحد وكلاهما يتوحدان وفقا لمبدأ صين واحدة".

الورقة البيضاء تطمن المجتمع الدولي بان الأمور ستكون طبيعية كما هو الحال قبل إعادة التوحيد. وتقول الورقة البيضاء "بإمكان البلدان الأجنبية بعد عملية إعادة التوحيد ان تستمر بتنمية وتطوير علاقاتها الاقتصادية والثقافية مع تايوان. وبإمكانهم بعد الحصول على موافقة الحكومة المركزية ان يقيموا لهم قنصليات او مكاتب رسمية أخرى في تايوان. وبإمكان المنظمات والوكالات الدولية أيضا ان تؤسس مكاتب لها هناك، وما ينطبق عليها من مواثيق واعراف دولية وبالإمكان أيضا عقد مؤتمرات دولية ذات علاقة هناك".

الورقة البيضاء تعبر عن نظرية ملكية الصين كخطوة للأمام. انها تشير الى مبدأ دولة واحدة ونظامين كما في حالة هونغ كونغ وتنقل الرسالة بأن التدخل المباشر من البلد الام هو شيء مطلوب لتحرير الجزيرة من قبضة قوى الانفصال.

ومن دون الإشارة الى قانون الامن الوطني الصارم، فان الورقة تقول "واجهت هونغ كونغ لبعض الوقت فترة اضطراب اجتماعي مدمر سببه المشاغبون المعادون للصين داخل وخارج المنطقة. واستنادا لفهم واضح للوضع هنا، فان الحزب الشيوعي الصيني والحكومة الصينية يؤيدان مبدأ البلد الواحد ذو نظامين، وقاموا ببعض التحسينات وسلسلة من الإجراءات تعالج الاعراض وتجتث أسباب الاضطراب. لقد تمت إعادة النظام والازدهار لهونغ كونغ. وارسى ذلك أسس راسخة لحكم هونغ كونغ ومكاو المستند على القانون، استمرارية البلد الواحد ونظامين على مدى طويل".

ولكن الورقة البيضاء تؤكد على نبرة العداء للبلد عندما يتعلق الامر بحماية حقها على تايوان. وتقر الصين بأنها قد تلجأ الى القوة اذا ما تطلب الامر. وجاء في الورقة أيضا: "ولكننا لا نتخلى عن استخدام القوة، ونحتفظ بخيار اتخاذ جميع الإجراءات الضرورية. هذا للحماية ضد التدخل الخارجي وجميع الأنشطة الانفصالية. هذا لا يعني باي شكل من الاشكال استهداف أهلنا الصينيين في تايوان. استخدام القوة سيكون آخر خيار نلجأ اليه وفق ظروف قاهرة. سنضطر لاستخدام إجراءات صارمة ردا على أي استفزاز من عناصر انفصالية او قوى خارجية في حال تجاوزهم لخطوطنا الحمراء".

وتحذر الورقة البيضاء الولايات المتحدة دون الاشارة لزيارة بيلوسي او أعضاء وفود أخرى في الماضي القريب لتايوان، بالقول "انهم يعكرون مبدأ، صين واحدة، بالضبابية ويعرضون وحدتها للخطر. انهم يدبرون تبادلات رسمية مع تايوان، مضاعفين بذلك مبيعات الأسلحة لهم ويساهمون بتحريضات عسكرية. ومن اجل مساعدة تايوان بتوسيع مجالها الدولي، فانهم يقحمون دولا أخرى للتدخل بشؤون تايوان ويعدون فواتير متعلقة بتايوان مما يمس ذلك سيادة الصين. انهم يخلقون تشوشا ما بين الأبيض والأسود وما بين الحق والباطل".

ما تريده الورقة البيضاء هو برنامج من خمس نقاط يحقق الوحدة الوطنية الكاملة، أولا مبدأ صين واحدة يكون قائما ولا يسمح بفصل تايوان عن الصين. ثانيا حتمية العمل على تحقيق الرفاهية لجميع أبناء الصين بضمنهم أبناء تايوان وتحقيق الحياة الأفضل لجميع الصينيين. ثالثا اتباع مبادئ تحرير العقول والبحث عن الحقيقة من ثوابت التوجه السياسي الصحيح والدفاع عن أسس ومصالح الدولة فيما يتعلق بتايوان. رابعا من الشجاعة والمهارة محاربة أية قوة تحاول تقويض سيادة الصين ووحدة أراضيها في مسيرتها لإعادة التوحيد. خامسا ضرورة دعم الوحدة والتضامن لتحشيد كل العوامل لمواجهة أية قوة تحاول تقسيم البلاد وتعزيز قوة تطوير الوحدة الوطنية.

وكانت الحكومة الصينية قد أصدرت قبل ذلك ورقتين بيضاء بخصوص تايوان كانت الأولى عام 1993 والثانية عام 2000 وكلاهما تؤكد ان تايوان جزء من الصين وضرورة إعادة توحيدها مع الاراضي الصينية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

التحالفات تتحرك بين قوارب السوداني والمالكي بانتظار
سياسية

التحالفات تتحرك بين قوارب السوداني والمالكي بانتظار "بوصلة الصدر"

بغداد/ تميم الحسن حتى الآن، تبدو خارطة التحالفات الانتخابية القادمة منقسمة بين فريقين رئيسيين: فريق يقوده "السوداني"، وفريق "المالكي". وتتحرك القوى السياسية بين هذين الفريقين، حيث لا يمكن حتى اللحظة أن يُسمى تحالفًا انتخابيًا...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram