سامر الياس سعيد
أسابيع قليلة باتت تفصلنا عن انطلاقة العام الدراسي الجديد الذي سيتوجّه من خلاله آلاف الطلبة والتلاميذ لمقاعد الدراسة في عام سيكون مغايراً لما كانت عليه أنماط الدراسة والتعليم خلال العامين المنصرمين نتيجة الإجراءات الوقائيّة التي أتخذت للحدّ من انتشار فايروس كوفيد -19،
وما انعكست عليه تلك الإجراءات من اختلالات ألقت بظلالها القاتمة على واقع محاور حياتيّة مختلفة خصوصاً بما يتعلّق بالتعليم حينما تم انتهاج اساليب للتعليم عن بُعد أو الدروس الإلكترونية التي أثبتت باتباعها في الأوساط التعليمية العراقية فشلها وعدم جديتها مع تزايد الانتقادات التي كانت تحيط بطرق المعلمين والمدرسين ممّن كانوا يديرونها!
ومع تلك الأجواء التي باتت تشكّل عبئاً تعليمياً اختفى درس الرياضة من الدورة التربوية المعتادة، فغاب مثل ذلك الدرس الذي كان له الوقع الأكبر لدى نفوس الطلاب والتلاميذ ممّن كانوا يعوّلون على حضوره كونه يمثل فُسحة مهمّة من بين كم الدروس العلميّة التي يتلقّونها في سياق الدوام الحضوري ومدى التفاعل المطلوب في تحريك أعضاء الجسم وتنشيطه بحيوية وممارسة بعض الألعاب الرياضية التي من شأنها استعادة الحيوية المطلوبة التي يتطلّبها جسم الطفل الناشئ بغيّة تقوية عضلاته وإمدادها بالمتطلّبات الضرورية نتيجة ممارسة بعض الألعاب التي لا يقتصر ممارستها على الفائدة الجسمانيّة فحسب، بل تسعى لتعزيز أواصر العلاقة بين التلاميذ وأقرانهم كون الرياضة تحمل رسالة سامية المعاني والدلالات من خلال حضّها على التسامح والمنافسة بروح رياضيّة ساميّة عن كل الاحقاد والعادات السيّئة التي يتوجّب إبعاد الأطفال عنها .
وبرغم أن درس الرياضة من أبرز الدروس التي يُمكن أن نطلق عليها في العراق تسمية الدرس المظلوم والمسلوب كون بعض المُعلّمين يمارسون سطوة دروسهم العلمية وتكثيفها كذريعة للتجاوز على فسحة ذلك الدرس وسلبه ليس من جانب المعلّم الاختصاص فحسب إنما من جانب الزمالة التي تربط المعلم بزميله أيضاً، ومن جانب التلاميذ الذين يتشوّقون لأن يكون يومهم الأسبوعي الوحيد الخاص بدرس الرياضة خالياً من تلك التجاوزات التي يمكن أن تنشأ من ذريعة الأجواء المُلبّدة بالغيوم التي عادة ما تتبعها الأمطار أو إجازة المُعلّم الاختصاص أو انشغاله ببعض المهام الخاصّة بالمدرسة نفسها .
وتبدو الفرصة قائمة من خلال تحديد وزارة التربية موعداً مبكّراً للمعلّمين والمدرّسين للمباشرة والتهيّؤ للعام الدراسي الجديد الذي سينطلق في مطلع شهر تشرين الأول وتحديد مثل هذا الموعد من جانب وزارة التربية جاء لدعوة الكوادر التربوية لإعداد خططها وتحضيراتهم في سبيل استقبال موسم دراسي مختلف عن سابقاته من الأعوام.
لذلك تبدو الأسئلة مشخّصة بشأن تحضيرات الجهة المباشرة التي تعنى بشؤون الأنشطة الرياضيّة في الوزارة ومدى إعدادها لروزنامة خاصة بأحداثها الرياضية التي ستنفّذها خلال العام المُرتقب مع الأخذ بنظر الاعتبار التوجيهات التي يُمكن أن تطلقها لاصحاب الاختصاص من الكوادر التربوية من معلمي ومدرسي مادة التربية الرياضية في سبيل إعداد الطلاب المؤهّلين وانتخاب الأكفّاء منهم لغرض استقطابهم في فرق مدرسية تسعى للتنافس في دائرة محدّدة بالقطّاعات التعليميّة على مستوى تربية المحافظة حتى يصار الى إعداد منتخب مدرسي خاص بتربية تلك المحافظة لغرض إعداده وتهيئته في بطولة جامعة لمختلف تربيات العراق من أجل استعادة الدور التنافسي الذي كان يملكه العراق في منتخباته المدرسية التي كان لها القدح المُعلّى في خطف البطولات واستئثار مراتب الفوز الأولى في محتلف البطولات المدرسيّة العربية التي كانت تقام ومازالت أحاديث نجوم العراق في فترات الثمانينيات تنظر لتلك الحقبة حيث يتوّج العراق بالمراكز الأولى في بطولات مدرسيّة ماثلة وشاخصة في أغلب الذكريات المُنبثقة من ذاكرة هؤلاء النجوم.
هل سيكون العام الدراسي المُرتقب محطّة أخرى لاستعادة الألق الذي كان يُطرِّز سُمعة الكرة العراقية في إحدى مجالات تنافسها مع الأشقاء العرب.