 بغداد/ حسين العامل

كشفت الإدارة المحلية في ذي قار عن خطة من أربع مراحل لتطوير مدينة أور السياحية الجديدة وفيما اكدت استكمال تخصيص الاراضي واعداد التصاميم، اشارت الى مشاريع اخرى لتطوير البنى التحتية يتواصل العمل فيها على حساب صندوق اعمار ذي قار.

يأتي ذلك في ظل انتعاش ملحوظ في حركة السياحة الدينية والاثارية في محافظة ذي قار إثر زيارة بابا الفاتيكان لمدينة اور الاثرية والحج الى بيت النبي ابراهيم الخليل في آذار من العام الماضي.

وذكر بيان صادر عن الإدارة المحلية في ذي قار تلقته (المدى)، ان "المحافظ محمد هادي الغزي صادق على التصميم الاساسي النهائي لمدينة اور السياحية الجديدة".

وأضاف البيان أن "التصميم الذي أنجزته جامعة بغداد تضمن حداثة الخدمات ولمسات سومرية وسيتم عرضه على لجنة الامر الديواني في الامانة العامة لمجلس الوزراء لغرض مصادقته بصورة نهائية".

وأشار، إلى أن "الادارة المحلية والامانة العامة لمجلس الوزراء وضعت خطة متكاملة تتكون من أربع مراحل لإنشاء مدينة اور السياحية الجديدة". وأوضح البيان، "بعد انجاز المرحلة الاولى المتمثلة باختيار موقع المدينة انجزنا اليوم المرحلة الثانية من العمل التي تتضمن اعداد تصميم اساس لمدينة سياحية جديدة".

وتحدث عن المباشرة، "منذ العام 2021 بجانب من اعمال المرحلة الثالثة التي تشتمل على انشاء البنى التحتية لكامل المدينة"، مؤكداً أن "المباشرة بمشروع شبكات الصرف الصحي على حساب صندوق الاعمار".

وأفاد البيان، بـ "استكمال خدمات الماء والكهرباء وتعبيد الطريق الحولي للمدينة وانشاء الشارع الرئيسي فيها ضمن خطة هذا العام". ونوه البيان، إلى أن "المرحلة الرابعة والاخيرة من مراحل انشاء مدينة اور السياحية هي المرحلة الاهم والاطول زمنياً كونها تتضمن انشاء المشيدات الرئيسية في المدينة"، لافتا الى ان "اعمال تلك المرحلة ستكون عبر مشاريع حكومية واخرى استثمارية".

وشددـ، على أن "الجزء الاكبر من المشاريع سيجري تنفيذه من قبل المستثمرين"، مؤكداً الحرص على أن "يكون المستثمر أجنبياً لإنشاء المدينة بمواصفات عالمية".

ونبه البيان، إلى "ادراج مشاريع لإنشاء مسرح ومركز ثقافي ضمن خطة المحافظة الخاصة بالمدينة السياحية للعام الحالي ".

وكانت الإدارة المحلية في ذي قار، قد اعلنت نهاية العام الماضي، عن وضع الحجر الأساس لإنشاء مدينة أور السياحية، وبينت أن المشروع يسهم في تنمية المنطقة المدرجة على لائحة التراث العالمي.

فيما كشف محافظ ذي قار السابق احمد غني الخفاجي في حينها عن مفاتحة الأمانة العامة لمجلس الوزراء حول اعتبار مدينة اور عاصمةً للثقافة والفنون والآداب للعام 2022.

وتَجمع محافظة ذي قار (375 كم جنوب بغداد) ما بين السياحة الدينية والآثارية والطبيعية لما تمتلكه من مواقع اثرية ودينية تقدر بأكثر من 1200 موقع أثرى أبرزها مدينة اور الاثرية ومقام النبي ابراهيم الخليل (ع) فضلاً عن مناطق الاهوار التي تشكل خمس مساحة المحافظة والتي تواجه مخاطر الجفاف حاليا بسبب ازمة المياه.

ومن جانبهم توقع مسؤولون وناشطون في ذي قار ان تشهد المحافظة انتعاشا للسياحة الدينية والاثارية بعد زيارة بابا الفاتيكان لمدينة اور الاثرية والحج الى بيت النبي ابراهيم الخليل، داعين الحكومتين المحلية والمركزية لإيلاء المزيد من الاهتمام بالقطاع السياحي استعدادا للمرحلة المقبلة.

وكان وفد من الاقليات العراقية أطلق العام الماضي حملة غصن الزيتون للتعايش السلمي من مدينة اور الاثرية جنوب غرب الناصرية، وفيما اشار الى ان انطلاق الحملة يأتي تيمنا بزيارة بابا الفاتيكان لمقام النبي ابراهيم الخليل في المدينة المذكورة، شددوا على اهمية تكريس اور كمركز للديانات التوحيدية وحوار الاديان.

يشار الى ان تجمع ابناء اور ومفتشية آثار ذي قار اقاما في منتصف تشرين الثاني 2021 كرنفال (بذرة سومرية) على ارض مدينة اور الاثرية وذلك ضمن المبادرات الشعبية والفعاليات الفنية والثقافية الهادفة لدعم الحركة السياحية في المحافظة التي ابتكر فيها السومريون اول قيثارة في العالم قبل أكثر من ستة آلاف عام. وكانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو)، وافقت في 17 من تموز 2016، على ضم الأهوار والمناطق الآثارية فيها، إلى لائحة التراث العالمي بعد تصويت جميع الأعضاء بالموافقة.

وبموجب قرار منظمة اليونسكو فان الأهوار والمواقع الآثارية التي أدرجت على لائحة التراث العالمي هي أور وأريدو وهور الحمار والحويزة والأهوار الوسطى في ذي قار وميسان، الوركاء في المثنى، وهور الحمار الشرقي في البصرة.

وتعد مدينة اور الاثرية (18 كم جنوب غرب الناصرية) من أبرز المواقع الاثرية في محافظة ذي قار التي تضم أكثر من 1200 موقع أثري يعود معظمها الى حقب تاريخية تبدأ من حضارة العبيد واريدو التي تعد منطلق الحضارة الرافدينية كونها أقدم مستوطنة زراعية اقيمت في السهل الرسوبي منذ خمسة آلاف سنة قبل الميلاد، كما تضم مواقع اثرية تعود الى السلالات المتعاقبة كسلالة اور نمو والحضارة السومرية وحقبة بناء الزقورة في عهد الملك شولكي فضلا عن بيت النبي ابراهيم الخليل أبو الانبياء التوحيديين.