 ترجمة: حامد احمد

يسهم الاستقرار الأمني في إقليم كردستان على تطوير التجارب السياحية، فيما يطالب ناشطون في المجال البيئي بدعم حكومي يسهم في استقطاب المزيد من السائحين، في وقت تنظم الكثير من المجاميع في منصات التواصل الاجتماعي نزهات في الطبيعة.

وذكر تقرير لموقع (ذي ناشنال) الاخباري ترجمته (المدى)، أن "لاوين محمد، صاحب مشروع، ممر جبل زاكروس، للتنزه سيرا على الاقدام في مناطق إقليم كردستان السياحية يقول انه يريد تنظيم جولات سياحية تتخللها 14 يوماً من التنزه سيراً على الاقدام مع 14 مرشداً سياحياً و14 يوماً للإقامة".

وأضاف التقرير، أن "محمد أكد أن استضافة وإيواء سياح من حول العالم هو جزء مهم من الثقافة العراقية، ولكن استمرار حالة عدم الاستقرار في البلد تحول دون مجيء السواح".

وأشار، إلى أن "محمد تحدث ايضاً أن حماسته لهذا المشروع تدفعه لتشكيل منظمة غير حكومية تدعى (جمعية جبل زاكروس)، وأعرب عن أمله بنجاحه في استقطاب اهتمام مانحين ومسؤولين حكوميين ومساعدات خارجية من خلال هذه المنظمة".

وبين التقرير، أن "الممر الذي يبلغ طوله 240 كم يذكر بالمشاكل البيئية الكثيرة التي تواجه العراق، فهو يمر عبر حياة نباتية وحيوانات برية مهدّدة؛ بسبب سوء إدارة وتصحر وهجرة من القرى".

وأوضح، ان "المشروع وبينما يقترب من الانتهاء فان الحماس يزداد أكثر، ويستعد المنظمون لوضع اللمسات الأخيرة لخارطة مسار الطريق مع وضع إشارات دالة وارشادات لمستخدمي الطريق".

ونوه التقرير، إلى أن "المشروع يهدف الى استقطاب اهتمام المولعين برياضة التنزه سيراً على الاقدام عبر الطبيعة والتي تعرف باسم (هايكنغ) باللغة الإنكليزية".

وتحدّث التقرير، عن "آمال من ان هذا النموذج يمكن ان يتم تطبيقه في أماكن أخرى من العراق والتي تساعد في تنشيط حركة السياحة البيئية في البلد".

وشدد، على أن "منطقة إقليم كردستان تتمتع باستقرار نسبي أكثر مقارنة ببقية مناطق العراق ويمكن إقامة تجارب سياحية أكثر فيها وقسم منها يجري العمل به حالياً".

واستطرد التقرير، ان "الناشط البيئي كورش أرارات، والعالم بأصناف الطيور المحلية من جامعة السليمانية، قال في جولة حصلت مؤخرا لمحمية منطقة قرداغ على الشريط الحدودي الشمالي الشرقي مع إيران، ان لديه خططا كثيرة وامامه طريق طويل ليقطعه قبل ان يعرف السواح والمسؤولون ما هو المعنى الحقيقي لبيئة سياحية مستدامة".

وذكر أرارات، أن "السياحة البيئية هي أكثر من ان تكون لك شواية لحوم (باربكيو) في الهواء الطلق".

وأشار آرارات، إلى أن "الجانب الحكومي قد يفكر فقط بمد طرق معبدة عبر الحديقة الوطنية ولكن الامر ابعد من ذلك، يتطلب الامر استشارة خبراء والاستثمار على مدى بعيد من اجل رسم طريق وسن قوانين تدعم الحفاظ على الطبيعة وحمايتها."

وذكر التقرير، أن "الناشط البيئي أرارات قام ومع بقية من زملائه ببناء منتجع بيئي في منطقة قرداغ أملا منه باستقطاب سواح وان يصبح ذلك نموذجا يطبق في مناطق أخرى من العراق في كيفية الحفاظ على بيئة مستدامة".

وأضاف، أن "هؤلاء قاموا ببناء سدود صغيرة الحجم باستخدام مادة الطين"، موضحاً ان "الفكرة من هذه السدود الصغيرة هي حفظ المياه للحيوانات في بيئة تواجه الجفاف على نحو متسارع".

وزاد التقرير، ان "هذه المستودعات المائية تساعد في ادامة حياة وتواجد أنواع نادرة من الطيور اعتادت على هذه المنطقة وبالمقابل فان المنطقة ستتحول الى مكان بارز يستقطب اهتمام مراقبي الطيور في العالم"، ويجد أن "حالة شح المياه في العراق تدعو للشعور بضرورة بناء وتشييد سدود".

ويقول مؤسس جمعية حماة المياه في العراق وكردستان نبيل موسى، إن "السياحة البيئية تساعد في هذا المجال، خطتنا هي في تعزيز سياحة الممرات المائية والتي يقوم فيها الخبراء البيئيون بتوعية الناس في الحفاظ على البيئة في ظل تعرض العراق لتبعات التغير المناخي".

وأضاف موسى، أن "الطبيعة والمياه هي بمثابة علاج نفسي وروحي للناس"، مشيراً إلى ان "مجاميع كثيرة على منصات التواصل الاجتماعي تعمل على تنظيم نزهات في الطبيعة، ولكنهم بحاجة الى دليل ومرشد حيث ان كثيرا من الناس هم بحاجة لإرشاد في كيفية إقامة رحلات مع الحفاظ في الوقت نفسه على البيئة والتمتع بجمالها".

وذهب التقرير، إلى أن "السياحة البيئية هي ليست فقط في استقطاب السواح الأجانب في فترات عطلهم، بل أيضا في خلق جيل قادم من الذين يعملون في مجال الحفاظ على البيئة".

وينتهي الناشط أرارات إلى القول، إن "المال فقط لا يكفي في الحفاظ على البيئة بل ان الناس والأهالي المحليين لهم دور رئيسي في ذلك أيضاً".

عن: موقع ذي ناشنال الاخباري