TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > العمود الثامن: رقصة مانديلا

العمود الثامن: رقصة مانديلا

نشر في: 12 يوليو, 2010: 07:35 م

علي حسينبدت إطلالة الزعيم (نيلسون مانديلا) مساء الاحد الماضي في ملعب سوكر ستي  أكثر سيطرة على الحدث العالمي من اختتام  كأس العالم نفسه. فلم يكن مانديلا مجرد ضيف شرف، بل سيطر بحضوره الاسر ليعيد للتاريخ ذاكرته ففي مثل هذه الايام وقبل عشرين عاما أطلق سراح مانديلا من سجنه،
 رجل عجوز تجاوز السبعين قضى ما يقارب نصفها سجينا وحين حانت لحظة الثار من سجانيه لم يفعل،وبدلاً من أن يدعو إلى الثأر ركز على التسامح، وبدلاً من أن يرقص رقصة المنتصر،تحدث بتواضع داعيا الجميع الى فتح صفحة جديدة ترفع شعار التعايش أولاً والتسامح والمحبة ثانياً وثالثاً. وحين كان له الخيار في نائبه كأول زعيم إفريقي في بلده لم يذهب خياره إلا لزعيم الأقلية البيضاء، دي كليرك، فكانت روعة تناقض الألوان، من أجل أن يصل هذا الزعيم الاستثنائي إلى لون واحد من أجل شعب. مؤكد إن الإنسان الحق هو ذاك الذي لا يكرر خطأ الظلم الذي ناضل كي يرفعه..مانديلا علامة التسامح والغفران في عالم يجنح الى التعصب والتحامل والعنصرية. استطاع أن يطوي صفحة سوداء ويفتح طريق المستقبل للمواطنين المتعددي الأعراق والأديان. وكانت مواقفه رمزاً لهذا المستقبل حين شكل حكومته الأولى من مظلومين وظالمين.التسامح والغفران يتطلبان إيماناً بأن الأفكار مثلها مثل الأشياء تتحول وتتغير، أما عدم التسامح والعجز عن الغفران فهما دليل تعصب وجمود،.. ومثل عادة الكبار، لم يتشبث مانديلا بكرسي الرئاسة، وبعد أن قضى ولاية واحدة اعتزل وتقاعد،يقول عنه أحد كتاب سيرته" لقد عاش مانديلا في غابة السياسة خمسين سنة، وكان له نصيبه ‏من الضعف الإنساني، وفيه العناد والكبرياء والبساطة والسذاجة والاندفاع والتصور، ووراء ‏سلطته وقيادته الأخلاقيتين كان يخفي دائماً سياسياً متكاملاً وقد ارتكزت منجزاته العظيمة على ‏براعته واتقانه السياسة بمعانيها العريضة الواسعة، وعلى فهمه كيف تحرك ويقنع الناس بتغيير ‏مواقفهم ونهجهم واضاف مانديلا لهذا الارث العظيم  لمسات إنسانية أخرى، يوم رقص لحظة خروجه واعتذاره عن تجديد رئاسته ليقول للجميع ان خدمة البلاد لاتعني الالتصاق بالكرسي إلى ابد الآبدين.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

إيران: لن نسمح بتكرار أحداث سوريا والمسلحون لن يحققوا أي انتصار

المخابرات الفرنسية تحذر من نووي إيران: التهديد الأخطر على الإطلاق

نعيم قاسم: انتصارنا اليوم يفوق انتصار 2006

نائب لـ(المدى): "سرقة القرن" جريمة ولم تكن تحدث لو لا تسهيلات متنفذين بالسلطة

هزة أرضية تضرب الحدود العراقية – الأيرانية

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram