بغداد/ وكالة الصحافة المستقلةقال مدير عام دائرة التخطيط والمتابعة في وزارة البيئة حكمت جبرائيل انه تقرر تشكيل لجان مشتركة مع الجانب الامريكي لغرض الكشف عن طريقة للتخلص من النفايات الخطرة في المعسكرات، مبيناً ان الوزارة لاتملك اي وثائق تثبت قيام الجيش الأمريكي بدفن نفاياته في الأراضي العراقية لكون معسكراتهم مغلقة امام الجانب العراقي ولا يمكن الدخول لها.
وأضاف جبرائيل لوكالة الصحافة المستقلة: اجتمع وفد من الوزارة مع الجانب الأمريكي السبت الماضي لبحث موضوع التخلص من النفايات السامة في الأراضي العراقية. مبيناً انه تم الاتفاق على السماح لفرق وزارة البيئة بالدخول لمعسكرات الجيش الأمريكي وسحب عينات من التربة ومن النفايات والتعرف على طريقة معالجتها، مشيراً الى انه سيتم إجراء الكشوفات اللازمة خلال الأيام القليلة القادمة. ولفت الى ان الوزارة طالبت الجانب الأمريكي بتقديم تقارير حول طبيعة المواد التي يتم التخلص منها داخل المعسكرات وآلية التعامل معها، مبيناً انه تم استلام هذه التقارير بالفعل ويتم حالياً دراستها وتحليل بياناتها. وتتصاعد المخاوف من امكانية استغلال الجيش الامريكي لمعسكراته في التخلص من المواد الخطرة والتي قد تشكل عبئاً وخطراً على قواته المنسحبة في حال نقلها خارج الأراضي العراقية للتخلص منها. وأوضح جبرائيل ان النفايات التي يقوم الجيش الامريكي بالتخلص منها تصنف ضمن اتفاقية بازل الدولية كمواد خطرة على البيئة وعلى الصحة العامة كالأحماض والدهون والمواد الهيدروكاربونية والمواد المضرة بطبقة الأوزون. يذكر ان متابعة مكثفة من الأوساط الرسمية حول موضوع تخلص الجيش الأمريكي من نفاياته في البلاد بالتزامن مع خفض عديد القوات الأمريكية في العراق تمهيداً لانسحابها الكامل. وعندما يغادر الجيش الأمريكي العراق هذا الصيف، فلن يخلف وراءه سبعة أعوام من الحرب فحسب، بكل كميات هائلة من النفايات السامة هي مخلفات أكثر من 170 ألف جندي أمريكي في 500 قاعدة عسكرية انتشرت في كافة أنحاء العراق، إبان ذروة الحرب.وبلغ حجم المخلفات السامة، التي كشف عنها تحقيق أجرته صحيفة "التايمز" البريطانية، نحو 11 مليون رطل، تسببت بتفشي أمراض وأضرار بيئية خطيرة.وأعلن الجيش الأمريكي في اثر التقرير فتح تحقيق وملاحقة المتورطين في انتهاك المعايير البيئية.وقال قائد الوحدة الهندسية والبنى التحتية للجيش الأمريكي بالعراق، الجنرال كيندال كوكس في مؤتمر صحفي: "كما تعلمون نحن هنا منذ أكثر من سبع سنوات، وخلال تلك الفترة تراكمت ملايين الأرطال من النفايات الخطرة." ومن المتوقع أن يوفد الجيش الأمريكي خبراء لتمشيط المناطق العراقية المختلفة والمنشآت الأمريكية، لتحديد كيفية وأماكن إلقاء تلك المخلفات السامة التي تشمل كميات كبيرة من مواد التشحيم والأحماض والمرشحات، والبطاريات. وبلغ قوام الجيش الأمريكي في أعقاب عام 2003، 176 ألف جندي تمركزوا في 500 قاعدة عسكرية منتشرة في أنحاء مختلفة من العراق.ويبلغ حجم الجيش الأمريكي حالياً 85 ألف جندي، سيتقلص إلى نحو 50 ألفاً بعد الانسحاب المقرر في آب المقبل، وفق اتفاقية أمنية موقعة بين الجانبين. ومن المقرر اكتمال الانسحاب الأمريكي في نهاية عام 2011.وكان تقرير بثته CNN مؤخراً قد تناول تزايد الولادات المشوهة في العراق.ويقول مسؤولون: إن آثار الحروب الثلاثة الأخيرة التي مر بها العراق إلى جانب عدم وجود ضوابط حكومية كافية على الانبعاثات والمخلفات الصناعية، قد حولت جميعها العراق إلى أحد أكثر بلدان العالم تلوثاً.وتحدث المسؤولون عن تلوث الماء والهواء والتربة الناجم عن مخلفات الحرب والقصف باليورانيوم المنضب بالإضافة إلى انبعاثات السيارات والمولدات الكهربائية في المناطق المزدحمة واستخدام الأسمدة الكيميائية دون تخطيط.
البيئة لاتملك وثائق تثبت دفن نفايات الجيش الأميركي في الأراضي العراقية
نشر في: 12 يوليو, 2010: 09:34 م