ترجمة: حامد احمد
تحدث تقرير بريطاني عن معاناة ذوي الاحتياجات الخاصة في الموصل اثناء احتلال تنظيم داعش الارهابي مدينتهم، مؤكداً أن هذه الشريحة ما زالت تعاني من إهمال حكومي كبير، مشيراً إلى تشكيل منظمات مجتمع مدني تعنى بتوفير فرص عمل لهؤلاء الأشخاص.
وذكر تقرير لمنع (مدل اسيت آي) ترجمته (المدى)، إن "أهالي الموصل عاشوا في الفترة ما بين 2014 و 2017 اصعب مراحل حياتهم وهم تحت حكم تنظيم داعش الإرهابي".
وأضاف، أن "أهالي الموصل قتل منهم الالاف وما يزال قسماً منهم يعيش في مخيمات النازحين في حين غادر آخرون البلاد بحثاً عن حياة افضل".
وزاد، "اما بالنسبة لشريحة الناس من ذوي الاحتياجات الخاصة فان معاناتهم تحت حكم التنظيم الإرهابي تضاعفت اكثر مطالبين الان بدعم واهتمام حكومي".
وبين التقرير، أن "عدداً من اهالي الموصل المحليين الذين يعانون من عوق الصم باستخدامهم للغة الإشارة، كيف ان حياتهم تضررت كثيرا في تلك المرحلة؟".
وذكر احد أهالي الموصل يدعى محمد طه، "كما لو كنا نعيش في سجن كبير وحتى اسوء من ذلك".
وتابع طه، أن "حياة هؤلاء لم تتحسن بعد انتهاء مرحلة داعش الإرهابي، وما يزالون يشعرون بإهمال الحكومة لهم".
وأكد التقرير، أن "طه الذي يبلغ من العمر 28 عاماً وهو يعاني من عوق الصم أسس جمعية مدنية محلية تدعى (جمعية الموصل الحدباء) التي تهتم بدعم وتمكين شريحة الصم من اجل الحصول على حقوقهم".
ونوه، إلى "تأسيس الجمعية بعد تحرير المدينة من داعش عام 2017 ولكن لم يتم تسجيلها رسميا الا بعد مرور ثلاث سنوات في آذار عام 2020".
وأورد التقرير، أن "المنظمة غير الحكومية تسعى الى دعم المعاقين من أهالي الموصل عبر مد خطوط تواصل بينهم وبين منظمات محلية ودولية أخرى لتسهيل الدعم لهم او البحث لهم عن فرص عمل".
وأوضح، أن "أحمد خضر نوح، مترجم متطوع يتبع إلى ذات المنظمة، ويعمل على توفير خدمة ترجمة مجانية بلغة الإشارة في دوائر حكومية أو محاكم". وقول نوح "بعد تحرير المدينة من داعش كانت هناك حاجة كبيرة للترجمة بلغة الإشارة، خصوصاً عندما كان يريد معاقي الصم زيارة مؤسسة حكومية او محكمة".
ويعود التقرير ليؤكد "كما هو الحال مع كثير من العراقيين الذين عانوا تحت حكم داعش، يستذكر طه حوادث عدة عندما كان التنظيم يفرض احكامه باستخدام القوة والترهيب".
قال طه متحدثا بالإشارة وترجمها نوح، "كان مسلحي داعش يعاملونا كناس آخرين، ولا يراعون حالة العوق لدينا، على سبيل المثال عاقبوني بالجلد لعدة مرات لعدم ذهابي الى الجامع رغم انني لا يمكنني سماع الاذان".
ويسترسل التقرير، أن "تنظيم داعش منع استخدام الانترنيت في البيت وكذلك استخدام الهواتف الذكية والأجهزة الالكترونية الأخرى".
وذهب، إلى أن "كثير من الناس ذكروا ان تنظيم داعش اقدم على قطع رؤوس بعض الأهالي المحليين بعد الشك بهم باستخدامهم أجهزة النقال او تحدثهم مع أصدقاء واقارب في مدن أخرى عبر الانترنيت".
وتابع التقرير، أن "مروان احمد ويبلغ من العمر 60 عاماً، وهو أحد أهالي الموصل ويعاني من عوق الصم قال ان مجموعة من مسلحي داعش اقتحموا بيته عام 2015 وحطموا جهاز التلفاز لديه مع صحن الاستقبال وهددوه بالقتل لو عثروا على أي جهاز رقمي في منزله".
وأشار، إلى أن "عدي حمودي ويبلغ من العمر 40 عاماً من سكنة مدينة الموصل يقول انه لا توجد هناك مقارنة بين الوضع مع داعش والوضع الان، حيث الان يعيش بحرية ولكن ينقصهم الدعم الحكومي".
ومضى حمودي بالقول "في اغلب دول العالم هناك رعاية لأصحاب الإعاقة ولكن في العراق لا توجد رعاية من الحكومة، على الحكومة ان توفر لنا راتب شهري وتساعدنا في الحصول على فرصة عمل".
ومنذ سقوط الموصل وحتى إعلان تحرير المحافظات بالكامل، بين عامي 2014 و2017، أدت معارك تحرير المدن العراقية إلى سقوط نحو ربع مليون قتيل وجريح، إلى جانب عشرات آلاف الأشخاص المختطفين والمغيبين، ناهيك عن دمار البنى التحتية. وبلغت كلفة الدمار، وفقاً لوزارة التخطيط العراقية، أكثر من 88 مليار دولار، كان نصيب الموصل منها كبيراً، بعد تدمير أكثر من 56 ألف منزل، وتسجيل أسماء 11 ألف مفقود.
وخاض العراق، بدعم من التحالف الدولي، معارك عنيفة لاستعادة السيطرة على الموصل بدءاً من تشرين الأول 2016، استمرت لنحو 10 أشهر، لتنتهي بطرد مسلحي "داعش" في تموز 2017، مخلّفة عدداً كبيراً من الضحايا المدنيين.
عن: مدل اسيت آي