عبدالله السكوتيجاء في الميثولوجيا الاغريقية ان قاطع طريق اسمه بروكوست، كان حين يقبض على ضحاياه يمددهم على سرير اعده لتعذيبهم، فيقوم بقطع مايتعدى السرير من اجساد الضحايا، اما اذا كان الجسد صغيرا فيعمد الى مطه كي يصل حافات سريره المجنون.
هذا الرجل وكما جاء في الميثولوجيا يفصّل الناس على نموذج لسرير وضعه، وهم لديه كأية مادة اخرى يقطع الفائض منهم ويقوم بتمديد الحجم الصغير امعانا في التعذيب والازدراء، في الوقت الحالي لايوجد مثل هذا السرير في العراق لكنه موجود في الدول المجاورة ولايستخدمونه مع حكوماتهم ولكنهم عمدوا الى استخدامه في تشكيل الحكومة العراقية، فاحدهم يمد والاخر يقطع ليصبح الفصال الجديد ملائما لاهدافهم وتوجهاتهم، يساعدهم في ذلك بعض الكتل السياسية التي تحاول ان تضع القياسات الجديدة للحكومة واخر تطوراتها تحت نظر وسمع هذه الدول، وهي مع هذا مؤمنة بقاعدة ساذجة جدا مفادها:(لو العب لو اخرب الملعب)، هذه القاعدة التي اصبحت عاملا مساعدا لتدخل الاخرين من خارج البلاد في شؤونها الداخلية. دستوريا يكاد الوقت ان يشارف على الانتهاء والجميع ينادي بضرورة تشكيل الحكومة وحكومة شراكة ايضا بتصريحات نارية يشعر من يسمع ويقرأ انهم حريصون على انهاء هذه الازمة وهناك من هو حريص بالفعل للخروج من هذا المأزق لكنه بانتظار الفصال الاخير، ونحن بين هذا وذاك حائرون لاندري مانفعل ؛ خائفون من عملية المط والقطع التي تتعرض لها العملية السياسية برمتها لتنعكس بالتالي على مسألة تشكيل الحكومة.من يقرأ قراءة سريعة المشهد السياسي والديمقراطي العراقي، يتأكد ان النزاع على اشده وقد تطور كثيرا بعد لقاء دولة القانون والعراقية، اذ ان التيار الديني وعلى عادته اسرع مايكون الى الانقسام، لتعدد مرجعياته والناصحين له باتخاذ الموقف الفلاني او الموقف العلاني، وهو لايحتاج الى حجر عثرة ليحيله الى الاختلافات، كيف لا وقد وجد منصب رئيس الوزراء طريقه كحجر عثرة في طريق الائتلافات، ومع هذا فان ماحدث هنا سيحدث هناك وتكون الاشكالية ذاتها حين تتفق دولة القانون مع العراقية، خصوصا وان الكتلتين لاتمتلك قواسم مشتركة او اتفاقا ايديولوجيا، مع ماتحتفظ به الذاكرة من ارهاصات الامس، اضف الى ذلك ان اطرافا دولية تحول دون تحقيق هذا الاتفاق بحسب ذاكرة الامس المليئة بالحروب والموت، وكذلك لانها لاتستطيع التسليم ببساطة والتضحية بالايديولوجية المشتركة لتستبدل الحكومة الدينية الناشئة باخرى ربما تفكر بالعودة الى الخط القومي والانضمام الى دول الجوار التي تختلف معها مذهبيا.كثير من الاشكالات تعترض تشكيل الحكومة، وسيكون الحل جاهزا حين تأتي الدول الاقليمية بسرير مشابه لسرير بروكوست وتفصل عليه حجم الحكومة لتقطع ماتقطع وتمدد ماتريد، وبالتالي حين تنتهي من فصالها الاخير سوف يأتي الدعم والتسهيلات ، ولتصبح درجات الحرارة الجنونية بارتفاعها ابرد من الثلج لان بروكوست فصّل مايريد واصبحت الحكومة المنشودة على هواه، ونحن نطلب من الله العون في ان يتحد السياسيون، لينتصروا على نقاط الخلاف، واكيد منهم الكثيرون ممن يؤثر مصلحة الوطن على مصالحه الشخصية او مصالح اخرى ولذا، يترك المجال للاكفأ والاحسن ومن المؤكد ان البذرة حين تدفن داخل التربة لاتكون ميتة بالمعنى الحرفي ولكنها ستهب الحياة للاخرين، وحينها وحين نغلب مصلحة الوطن لن يعود لسرير بروكوست اي تأثير على ارادتنا ولن نخشى بعد هذا ان تتغير حجومنا بين المط والقطع لاننا حينها سنمتلك القرار وسنشكل حكومة(عراقية ـ عراقية)بدون اجندات ولاتدخلات خارجية يريد من خلالها اللاعبون ان يخربوا الملعب.
هواء فـي شبك: (سرير بروكوست)
نشر في: 12 يوليو, 2010: 09:40 م