بغداد/ فراس عدنان
استبعد باحثون في الشأن السياسي التزام قوى الإطار التنسيقي بدعوة زعيم تحالف الفتح هادي العامري إلى وقف التصعيد الإعلامي، مؤكدين وجود جناح يؤيد الخطاب المتشنج ويميل إلى الحلول العنفية.
وقال العامري في بيان تلقته (المدى) «نحن على أعتاب زيارة الأربعين المقدسة، حيث نستذكر لوعة استشهاد ابي الأحرار وأهل بيته وأصحابه ونجدد المأتم الخالد، في هذه الأيام الحافلة بمشاعر الولاء والحب لأهل بيت النبوة (عليهم السلام)».
وناشد القادة والقوى السياسية بالقول «أقسم على كل الأخوة بمصاب الحسين (عليه السلام) أن يعلنوا الصمت السياسي والإعلامي».
ودعا العامري، الى «اعتماد خطاب معتدل يجمع ولا يشتت ويوثق ولا يفرق، والكف عن التصريحات التي تبعث على الحقد والكراهية والضغينة، وألا نتحدث في أيام الحسين إلّا عن رسالة الحسين في مواجهة الظلم والعدوان ورفض الخضوع للظالمين».
وتابع «فلتتضافر كل الجهود من اجل تهيئة المستلزمات المطلوبة لإنجاح هذه الزيارة المقدسة، ومن أجل تهدئة النفوس، وإعادة الثقة والمودَّة بين ابناء الوطن الواحد، وبين أبناء المذهب الواحد، وبين أبناء الشهيدين الصدرين العزيزين».
وقال الباحث السياسي محمد نعناع، في حديث مع (المدى)، إن «ما طرحه العامري مهم جداً وايجابي وفي محله، ويمكن أن يشكل عاملاً مساعداً في مسار تشكيل الحكومة أو حتى الجنوح إلى مسارات أخرى».
وتابع نعناع، أن «متابعتي للمشهد السياسي تظهر أن هذه الدعوة لن تلقى استجابة من جميع أطراف الإطار التنسيقي أو تلتزم بها وذلك لسببين».
وأشار، إلى أن «السبب الأول، أن هذه الجهات ترى أن الصمت ليس من مصلحتها، لأن الطرف الآخر يستغله لصالحه ويتهمها بأنها هي المتسببة بالفوضى التي تسود حالياً».
وبين نعناع، أن «السبب الآخر يكمن بأن هناك أطرافا داخل الإطار التنسيقي تراهن على مساءلة الاستقطاب الشعبوي من خلال التصريحات التي تطرحها وتكون متشنجة وغير مراعية للواقع العراقي المتأزم حالياً».
إلى ذلك، أفاد الباحث السياسي مناف الموسوي أن الإطار التنسيقي منقسم إلى فريقين، الأول يمثل خط الاعتدال ويضم هادي العامري وحيدر العبادي وبعض الشخصيات الأخرى التي تدعو إلى التهدئة وحل المشكلة بالطرق السلمية من دون اللجوء إلى العنف».
وتابع الموسوي، أن «الفريق الآخر يعتمد على أساس استخدام القوة المفرطة وهذا ما لاحظناه مع المتظاهرين عندما قامت قوة مجهولة بضربهم وأدى ذلك إلى سقوط العديد من الشهداء والجرحى».
متسائلاً، «هل يستطيع العامري أن يؤثر في الإطار التنسيقي ويمنع التصريحات غير الإيجابية التي تؤدي إلى احتقان الشارع والتصادم؟».
ومضى الموسوي إلى أن «العامري إذا كان يؤثر في الإطار وقراراته وبياناته، فأن دعوته جيدة، أما إذا كان لمجرد الدعوة فلا فائدة منه».
وعلى صعيد متصل، يجد الخبير السياسي إياد العنبر، في حديث مع (المدى)، أن «دعوة العامري قد تنطوي على جانب من الموضوعية في ظل المهاترات والتصعيد والتصريحات السياسية واستعراض القوى».
وتابع العنبر، أن «ما طلبه العامري يجب ألا يقتصر على الصمت الإعلامي، إنما للبدء بعمل سياسي جاد والعمل لإنهاء الأزمة السياسية».
وأشار، إلى أن «الصمت الإعلامي يمكن أن يخفف التوتر والاحتقان في الشارع وفرصة لإعادة الحسابات»، مؤكداً «أهمية توقيت هذه الدعوة».
وأورد العنبر، أن «الأهم معرفة الخطوة التالية، ونعتقد أن ذلك يكون بالعمل المشترك والاتفاق على خطوات عملية لإنهاء الأزمة».
ورأى، أن «التهدئة مطلوبة لاسيما من قيادات تحاول استعراض خطاباتها الرنانة والتصعيدية في المدة الحالية».
ولفت، إلى أن «الإطار التنسيقي سيكون أمام مسؤولية أخلاقية، وليس المهم الامتثال لدعوة العامري من عدمه، المهم يكون لدينا تركيز في قضية الابتعاد عن تصعيد المواقف».
وانتهى العنبر، إلى أن «أكثر المستفيدين من هذه الدعوة هو الإطار التنسيقي لاسيما وأن بعض خطاباتهم تكون متناقضة أكثر مما تعبر عن وحدة موقفهم، ولعل ذلك سيسهم في التناقضات».