TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > فـي مباهج القصة القصيرة موت فقير..!

فـي مباهج القصة القصيرة موت فقير..!

نشر في: 13 يوليو, 2010: 05:45 م

باسم عبد الحميد حموديتبدو كتابات بعض المتابعين والنقاد في العراق وغيره من البلدان العربية عن تاريخية مصطلح(القصة القصيرة جدا)مجانبة للواقع بل ومثيرة للدهشة بشكل يثير الالم لقدرة هؤلاء على التغطية على فشلهم في الدرس والمتابعة والاستقصاء، واعتمادهم على الآفة النقدية الكبرى في هذا العصر وهي الانترنيت دون سواه، وبذلك فهم ينظّرون دون مراجعة لحقيقة وجود النص تاريخيا.
في عام 1931 كتب المحامي العراقي الموصلي ثلاث قصص قصيرة جدا في جريدة(البلاد)البغدادية سمّاها بهذا العنوان –ق ق جدا – واولها اقصوصة(موت فقير)، وكانت كل قصة من الثلاثة تحمل مواصفات القصة القصيرة جدا ومواصفات القصة القصيرة المتداولة أيامها من مقدمة إلى الذروة الى النهاية، وقد اكتشفت ذلك أثناء عملي في أعداد ارشيف للقصة العراقية عام 1973، ورغم وجود عدد مرموق من القصاصين والنقاد في لجنة الارشيف التي اشتغلت لحساب المؤسسة العامة للاذاعة والتلفزيون(يرأسها مالك المطلبي ومن اعضائها غازي العبادي وعبد الجبار عباس وخضير عبد الامير وعبد عون الروضان وأحمد فياض المفرجي الذي سافرت معه الى مراكز المحافظات العراقية بحثا عن النادر من النصوص)الاأني احتفظت بكشفي الذي يسبق ظهور(انفعالات)لناتالي ساروت بسنوات. أعتمد الدارسون على نصوص ساروت لاثبات تاريخية النص الخاص بـ(ق ق ح)، قبل وصول نصوص بورخس وساراماغو وعزيز نسين مترجمة الينا. من جهتي فقد قمت عام 1983 اثناء مسؤليتي لمجلة الاقلام بنشر نصوص لبورخس ترجمها أحمد سخسوخ على ما أظن، لكن امر القصة القصيرة جدا كان شائعا تماما قبل ذلك بأعوام ؛ حيث كتب يوسف الشاروني(قصص في دقائق)وفي عناوين اخرى وكتب زكريا تامر ووليد اخلاصي نصوصا كثيرة في هذا الاتجاه..... كان ذلك في الخمسينيات والستينيات –هكذا يكتبون الحقب المفترضة – وفي العراق بدأ خالد حبيب الراوي وعبد الرحمن الربيعي يكتبان هذا اللون من القصص خلال الهياج الستيني وبعده، لكن الامر تطلب سنوات لترسخ هذا اللون ونضج تجربته. السنوات تمر وقد ووجدنا أكثر من ناقد ودارس ينسبون مجد هذا اللون تاريخيا الى العمة ساروت متغافلين عن تجربة رسام العراقية السابقة لهاولسان حالهم يقول: أيسبق العراقي المغمور سيدة القصة في عصرها؟ السنوات تمر ووجدنا اكثر من دارس او محسوب على النقد يذكر اسماء اخرى محتفيا دون ان يعرّج على دراسات لكاتب هذه السطور التي نشرت عام 1974 في(الموقف الثقافي)الدمشقية وفي غير عدد من مجلات(الاقلام)و(الاديب المعاصر)و(الرواد)بعد ذلك، عدا الروائي احمد خلف في عدة دراسات له.  هنا يبدو من المباهج الجميلة في تاريخية القصة القصيرة: أن تكون قد امتلكت المعلومة، وأن غيرك يتجاهلها لغرض في نفسه، أو انه لا يعرف الحقيقة التي أتعبت حالك في الوصول اليها، أو انه يهرف بما لايعرف، وهو أمر يثير الاسى والبهجة معا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

بغداد/ المدى تنطلق فعاليات الدورة الخامسة من معرض العراق الدولي للكتاب، في الفترة (4 – 14 كانون الأول 2024)، على أرض معرض بغداد الدولي.المعرض السنوي الذي تنظمه مؤسسة (المدى) للإعلام والثقافة والفنون، تشارك فيه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram