اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > الرسائل المتبادلة بين الرصافي ومعاصريه.. العظماء لايغلبهم الموت

الرسائل المتبادلة بين الرصافي ومعاصريه.. العظماء لايغلبهم الموت

نشر في: 13 يوليو, 2010: 05:46 م

محمود النمر  الرسائل في المفهوم الانساني هي وثائق دامغة لاثبات احداث وتواريخ ربما تكون في اغلب الاحيان سرية غير قابلة للكشف، الا بعد انتهاء اكثـرمن نصف قرن او اكثـر او ربما تستمر هذه السرية الى اكثـر من قرون، لما تمثله هذه الرسائل من اهمية في حقائق دامغة وتبقى في غاية السرية لانها تمثل اسرار حروب او تاريخ ملوك او ملكات او دول ممكن ان تنهار
 او تصبح هناك ازمات سياسية اذا كشف عنها النقاب، لانها قد تؤدي الى حروب مابين دول كما حدث من الرسائل التي كانت تكتبها ملكة فرنسا (ماري انطوانيت)وتكشف تلك الرسائل التناقض في شخصيتها وكونها امرأة سطحية الثقافة ولم تتعلم بما يتناسب مع مركزها الاجتماعي،وبعد قيام الثورة الفرنسية اصبحت مدلولات تلك الرسائل اكثـر عمقا في فضح ذلك النظام الملكي التي كانت تدير دفة الحكم فيه ملكة خارقة الجمال تعيش ليال حمراء، وملك ابله ذو وجه قبيح في كل شيء.rn يحتوي كتاب(رسائل الرصافي) على 128رسالة متنوعة من شعراء الى ساسة ومفكرين ورجال دين ابتداء من الاب انستانس ماري الكرملي وانتهاء بصلاح اللبابيدي حول طبع كتاب(آراء ابي العلاء المعري)هذا الكتاب هو من اصدارات دارالمدى للثقافة والنشر ويضم 214صفحة، جمع هذه الرسائل وعلق عليها عبدالحميد الرشودي وجاء فيها(لقد بث الرصافي في بعض رسائله شكواه مما يكابده من جور السلطان وتنكر الزمان واسلوبه في رسائله متفاوت، فهو حين يكتب الى العلماء والادباء وذوي الرأي كعبدالقادر المغربي وطه الراوي وبشارة الخوري، يصطنع اسلوبا ادبيا عاليا وربما عمد الى استعمال بعض الغريب النافر بين مفرداته).ان سعة افق الشاعر معروف الرصافي بالتواصل مع الادباء  والمفكرين العرب لها دلالة على ان هذا الشاعر يفتح فضاءات اتصال مع العالم بالرغم من صعوبة الاتصال انذاك،ولكن ايمان الرصافي على ان الثقافة لابد لها من التلاقح والتواشج وتبادل الرأي والرأي الاخر،لأن الثقافة لايمكن ان تبقى حبيسة رقعة جغرافية صغيرة منغلقة على نفسها وترفض تبادل الرأي والرأي الآخر،لذلك استطاع الرصافي ان يمد جسورا من العلاقات المشتركة لتفعيل الحراك الثقافي.والجدير بالذكر ان الرصافي كان يعلن عن ولاءاته بكل ثقة وعزيمة، وطني ينتمي الى هذا الوطن بعزيمة صادقة لاتشوبها اية شائبة.ففي احدى الرسائل الموجهة الى الملك فيصل الاول يعاتبه فيها عن اعراض جلالة الملك عنه وعدم اعطائه حقه في العفو الذي شمل جميع الوطنيين الذين انتقدوا والده في قضية الولاءات التي اعلنت من قبل الملك غازي في الأستانة عن الحرب وجاء في الرسالة(اعلنت الحرب العامة وانا في الأستانة كنت مبعوثا عن العراق فكان ما كان حتى نهض جلالة والدكم نهضته المعلومة فلم يكن يسعني إلا احد امرين السكوت او الكلام بما ينطبق على عقيدتي السياسية وقد علمتم ماهي ولكن دوافع الكلام توفرت بما لامحل لذكره هنا فاضطررت الى القول وقلت تلك القصيدة التي اوجبت غضبكم علي الى يومنا هذا)صفحة 42.والملفت للنظر ان الرصافي كان يتقصى الحقائق في كل شيء او يعتبر ان الامر ملقى على عاتقه في التوضيح والاشارة وكأنه يعلن عن براءته عما يجري او يحدث في البلاد،وهذا ليس بالامر الهين  باعلان كل ما تظن صحيح وتجهر به امام الملأ،وهذا ما جعل الرصافي في مرمى السهام ولكنه كان ينام قرير العين لأنه افصح واعلن عن ما يظن به دون ان يخاف لومة لائم. ووطنية الرصافي لايشك بها احد وقد دفع ثمن هذه المواقف السامية وعاش فقيرا ومات فقيرا ولكنه كان حتى في الضمائر الميتة(حي)ينتصر للوطن والفقراء وقصائده شاهدة على ذلك علم ٌ ودستور ومجلس امة....... كل عن المعنى الصحيح محرّف ُ او يصرخ بكل ما اؤتي الشعر من قوة في وجه الفقر حين يشاهد امرأة بثياب رثة سود مات من يعيلها على اعانة اولادها :لقيتها ليتني ماكنت القاها....... تمشي وقد اثقل الاملاق ممشاها مات الرصافي فقيرا، ولكنه بقي في ضمير الامة العراقية والضمير التحرري للانسانية كان شاهدا على عصره،وهذه الرسائل هي شاهد آخر بأن العظماء لا يغلبهم الموت !.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram