TOP

جريدة المدى > سياسية > تقرير أميركي: الصراع في العراق بدأ يهدد السلم الأهلي

تقرير أميركي: الصراع في العراق بدأ يهدد السلم الأهلي

نشر في: 3 سبتمبر, 2022: 11:59 م

 ترجمة حامد احمد

أكد تقرير نشره موقع أخباري أميركي أن الصراع السياسي في العراق بدأ يهدد السلم الأهلي، ونقل عن خبراء تحذيرهم من الوصول إلى الحرب الأهلية ما لم تتوصل القوى إلى اتفاق.

وذكر تقرير لموقع (ذي وورلد) الاخباري ترجمته (المدى)، أن «صفا عماد، 32 عاماً، شهدت الاثنين الماضي الصدامات المسلحة الأخيرة التي حدثت في المنطقة الخضراء بين أنصار زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، والطرف الآخر من قوات امنية وفصائل مسلحة أخرى».

وأضاف التقرير، أن «عماد شاهدت وهي في شقتها تصاعد أعمدة الدخان من المنطقة، وان قسماً من اطلاقات الرصاص ضربت نوافذ شقة جيرانهم».

وأشار، إلى أن «الوضع وعندما أصبح أكثر سوءا وضراوة، قالت عماد انها قررت مع زوجها مغادرة المكان مع طفلتهما البالغة خمسة أعوام من العمر، ولكن بعد فرض السلطات الأمنية اجراء حظر التجوال الشامل، لم يكن لهم خيار سوى البقاء في مكانهم».

وشدد التقرير، على أن «الحي الذي تسكن فيه رغم أنه أصبح أكثر هدوءا الان، فانها ما تزال قلقة بخصوص سلامتهم».

وقالت عماد، «مع غياب الامن أصبحت الاوضاع صعبة جدا في العراق هذه الأيام، أصبحنا وكأنما ننتقل من حرب الى أخرى، ومن تصعيد في الوضع الأمني الى تصعيد آخر».

ونوه التقرير، الى ان «الاحتجاجات التي حدثت في العراق هذا الأسبوع ما هي الا أحث مثال على حالة عدم الاستقرار التي تعيشها البلاد خلال الأشهر الأخيرة».

وتابع، ان «الأحزاب والسياسيين العراقيين قضوا معظم الفترة من العام الماضي الى الان يتخاصمون فيما بينهم بدلا من السعي لتشكيل حكومة».

وأردف التقرير، أن «الصدر كان قد فاز بغالبية مقاعد البرلمان في انتخابات تشرين الأول الماضي. لكنه لم يتمكن من تشكيل حكومة اغلبية وطنية كان يسعى لتحقيقها بدلا من نظام المحاصصة والتوافق الذي ثبت فشله الذي يشجع على الفساد والاستئثار بالسلطة».

ويواصل التقرير، أن «ذلك تسبب بسحب الصدر نوابه من البرلمان مطالبا بانتخابات مبكرة وقال يوم الاثنين الماضي انه سيعتزل الحياة السياسية بشكل كلي».

وزاد، «ردا على ذلك، اقتحم أنصاره المنطقة الخضراء، وفي يوم الثلاثاء طلب منهم الصدر خلال مؤتمر صحفي ان ينسحبوا، اطاعوا أوامره وباشروا بمغادرة المنطقة وهم يعتلون سياراتهم العسكرية ويلوحون بأسلحتهم في الهواء، وقتل خلال تلك الاشتباكات في بغداد ومدن اخرى 34 شخصا على الأقل».

وقالت أستاذة علاقات خارجية في جامعة بوستن الأميركية شاميران ماكو، «ما كنا نشهده منذ حزيران هو نوع من تزايد الخلاف والانشقاق الذي وصل الى ذروته بين الصدر والنخب السياسية الشيعية الأخرى في العراق».

وتابع التقرير، أن «قسماً من هذه النخب السياسية الشيعية تدعمها إيران، واستطاعت خلال العقد الماضي من الاستحواذ على نفوذ كبير في العراق عبر شخصيات سياسية وحزبية وفصائل مسلحة».

وتعود ماكو لتقول، إن «الصدر قدم نفسه كشخصية رافضة للتدخل الأجنبي الخارجي، وهذا ما جعله يحظى بتأييد كثيرين من الشعب العراقي».

وأشارت ماكو، إلى ان «شريحة الشباب تشكل نسبة الأغلبية في التعداد السكاني للعراق. والشباب يميلون الى نوع من الانجذاب تجاه الصدر بسبب خطابه الوطني وموقفه الرافض للتدخل الخارجي».

من جانبها، ذكرت عالمة اجتماع من جامعة لانكستر البريطانية ربا علي الحسني، أن «هناك سبب آخر مهم دعا الصدر للاعتزال، وهو ان المرجع الحائري الذي يقلده اتباع الصدر قال انه لم يعد يرغب البقاء في منصبه، وطلب من مقلديه ان يتبعوا المرشد الديني الإيراني بدلا منه، هذا الخبر اثار حفيظة الصدر».

وتابعت الحسني، أن «المرجع بطبيعة الامر لا يلجأ الى الاعتزال وترك منصبه، انه تعهد يبقى ملازمه طوال الحياة، لهذا السبب رد الصدر بقوله بانه يبدو ان الحائري قد تم اجباره على الاعتزال».

بدورها قالت الباحثة لدى كلية هارفارد كينيدي مرسين الشمري في تغريدة لها، بان «اعتزال الصدر للسياسة جاء ردا على بيان الحائري».

وتابعت الشمري، أن «الحائري يحاول تجريد الصدر من سلطته الدينية وان يوجه اتباعه الصدريين ان يتبعوا المرشد الإيراني خامنئي».

وأردف التقرير، أن «العراق ما يزال مقسم سياسيا وبدون حكومة دائمية، مهما كانت الأسباب وراء هذين البيانين».

وتؤكد عالمة الاجتماع الحسني، أن «العراق ما يزال تقوده حكومة تسيير اعمال مؤقتة غير منتخبة وليست لها سلطة تمرير قوانين. وقد حل شهر أيلول والبلد ما يزال بدون موازنة»، موضحة أن «عامل عدم الاستقرار قد خلق، ثقافة الخوف، لدى العراقيين».

وذكرت الحسني، أن «هذا العنف الذي يحصل جعل العراقيين يشعرون بحالة اذلال وتجاهل وليس هناك من يصغي إليهم او يهتم بهم».

كما حذرت خبيرة العلاقات الخارجية، ماكو، من ان «العراق قد يكون أقرب الى حافة حرب أهلية إذا ما استمرت هذه التوترات السياسية وما لم تكن هناك تسوية يتم التفاوض عليها».

ومن جانبه ندد مجلس الامن الجمعة بأعمال العنف التي شهدها العراق مؤخرا معبرا عن قلقه البالغ حيال ما تردد عن سقوط قتلى وجرحى داعيا كل الأطراف الى حل خلافاتهم السياسية بطريقة سلمية واحترام سيادة القانون والحق في التجمع السلمي وحماية المؤسسات العراقية وتجنب العنف.

عن: موقع ذي وورلد الأميركي

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

مشروع انتخابي جديد لـ «الفصائل» قد يوقفه «ترامب»
سياسية

مشروع انتخابي جديد لـ «الفصائل» قد يوقفه «ترامب»

بغداد/ تميم الحسن تنتظر الفصائل مدى جدية المعلومات حول تهديدات "ترامب" للجماعات المسلحة في العراق للمضي في مشروع انتخابي جديد. جربت الفصائل السياسية، التي تمتلك جناحًا سياسيًا، حظوظها في الانتخابات لأول مرة عقب تراجع...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram