TOP

جريدة المدى > سياسية > هدنة هشة إلى ما بعد «زيارة الأربعينية» ومحاولات لإخراج فصائل من المنطقة الخضراء

هدنة هشة إلى ما بعد «زيارة الأربعينية» ومحاولات لإخراج فصائل من المنطقة الخضراء

نشر في: 4 سبتمبر, 2022: 12:05 ص

 بغداد/ تميم الحسن

اسبوعان من الهدنة غير المعلنة بين اغلب الاطراف السياسية والميدانية بعد اسبوع من التصعيد، توصف بانها «تهدئة هشة» يمكن ان تخرق بأية لحظة.

وبدأت الفعاليات السياسية وحركات الاحتجاج تأخذ موقفاً متراجعاً عن التصعيد الذي ساد المشهد في آخر ايام شهر آب الفائت، الى ما بعد زيارة اربعينية الامام الحسين.

واغلقت فصائل مكاتب في جنوبي البلاد، كما توجد مساعي لإخلاء المنطقة الخضراء من بعض المسلحين الذين يعتقد انهم شاركوا في احداث الاسبوع الماضي.

كما قرر أنصار «ثورة تشرين»، عقب تظاهرات قريبة من مجلس القضاء في بغداد، تأجيل تظاهرات وصفوها بـ «الكبرى» الى ما بعد الزيارة الاربعينية.

يأتي ذلك مع رسائل من مرجعية النجف، افادت بانها «غير راضية» على ما جرى، بالتزامن مع تقارير غربية تحدثت عن تدخل الاولى بوقف الاشتباكات الاخيرة.

لكن بالطرف الاخر فان «سيناريوهات» الاشتباك المسلح ممكن ان تتكرر بين اتباع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، وفصائل مسلحة خصوصا بعد «بروفة البصرة» ليلة الخميس الاخير.

كما ان قرارا مرتقبا للمحكمة الاتحادية، موعده منتصف الهدنة (الاربعاء المقبل) حول حل البرلمان، قد يؤدي الى نقل الازمة مرة اخرى الى الشارع، إذا جاء معارضا لمصلحة اي من طرفي النزاع.

مصادر سياسية مطلعة اكدت لـ(المدى) ان: «الاجتماع الاخير للإطار التنسيقي في منزل زعيم دولة القانون نوري المالكي، ناقش خطوات التهدئة».

المصدر وهو سياسي مقرب من «الإطار» اشار الى ان «المجتمعين وضمن خطوات خفض التصعيد قرروا تأجيل عقد جلسة جديدة للبرلمان الى ما بعد زيارة الاربعينية».

وكان «الاطاريون» قد دعوا مباشرة عقب احداث الخضراء، الاسبوع الماضي، الى استئناف عمل البرلمان.

واستفزت هذه الدعوة الصدر الذي كان حينها قد امر للتو اتباعه بالانسحاب من «الخضراء» بعد ليلة من الاشتباكات سقط فيها نحو 30 قتيلا على الاقل.

وتأتي دعوة تأجيل استئناف البرلمان في وقت يواجه «الإطار» صعوبات في اقناع تحالف السيادة والحزب الديمقراطي الكردستاني والمستقلين من الحضور.

كما ان ازمة «الإطار» لم تكن فقط مع الشركاء خارج المنظومة الشيعية، وانما ايضا مع الداخل، حيث بقي هادي العامري، زعيم منظمة بدر رافضا ويدافع للتسوية مع الصدر.

العامري، وبحسب معلومات وردت لـ(المدى) وتشاركه بعض الاجنحة الشيعية داخل «التنسيقي» كانت ترى هناك «خطورة» في انعقاد المجلس وقد تزيد غضب الصدريين.

وكان «وزير القائد» وهو صالح محمد العراقي، قد وصف دعوات «الإطار» لعقد البرلمان بالأمر الـ «الوقح»، وطالبهم بإعلان الحداد على ضحايا اشتباكات الخضراء قبل ان يتحول الى «عدوهم الاول».

ووفق تحقيقات سابقة قد اعلنتها الحكومة عقب احداث المنطقة الخضراء، فان تسريبات تفيد بان الاولى طلبت «اخلاء المنطقة من حمايات بعض قادة الإطار والفصائل»، بعد وقت قصير من دعوة مشابهة لـ «وزير الصدر».

وكانت قنوات على «تليغرام» مقربة من التيار الصدري، قد اظهرت مقطع فيديو عن رجلين معصوبي الايدي والعيون يتحدثون على دور «الحشد» في ليلة الاشتباكات في بغداد.

الرجلان اللذان نشرا بعد ذلك تسجيلات يقولان فيها بانهما كانا مجبورين على تلك الاعترافات، قالوا في التسجيل الاول بأنهم ينتمون الى «منظمة بدر»، وتم نقلهم من صلاح الدين الى المنطقة الخضراء في يوم الاشتباكات.

وادعى الرجلان الذين كانا يرتديا ملابس عسكرية، بعد ذلك التسجيل بيومين بأنهما «تعرضا للاختطاف» واجبرا على تلك الرواية التي ظهرت بالتسجيل الاول.

إغلاق مكاتب عقب توتر في البصرة 

وضمن مساعي التهدئة قرر قيس الخزعلي، وهو زعيم عصائب اهل الحق إغلاق كافة مكاتب الحركة، بعد تحذير من «وزير القائد» واشتباكات محدودة في البصرة مع «العصائب».

وقال محافظ البصرة أسعد العيداني إن الوضع في المحافظة «تحت السيطرة وآمن والقوات الأمنية منتشرة».

وذكرت خلية الإعلام الأمني، في بيان، أن «بعض مواقع التواصل الاجتماعي تداولت أنباء متضاربة عن وقوع أحداث أمنية واضطرابات في محافظة البصرة. ونود أن نبين أن الموضوع هو عبارة عن وجود حادث جريمة قتل في مركز المحافظة وإصابة آخر».

وكانت مقاطع فيديو قد اظهرت اشتباكات في البصرة جرت ليلة الاربعاء على الخميس الماضية، وبدا مسلحون يقطعون الشوارع بالمتاريس.

وتوعد وقتها المتحدث السابق باسم التيار الصدري «أبو رسل العراقي»، بالرد الفوري على اية «عملية غدر» جديدة. 

وذكر العراقي في تغريدة، يوم الخميس الماضي، «رجالنا في البصرة قد أثلجوا قلوبنا بعد ان كانت فيها حرقة وغصة على شهدائنا المغدورين برصاص الجبناء ولم يكن هذا الا الشيء القليل». 

واضاف «فأي عملية غادرة سوف يقابلها ردع فوري وساحق». 

ونشر وزير الصدر، عبر حسابه على تويتر الخميس، بيانا بعنوان «أحذرك يا قيس»، طالبه فيه بـ «كبح جماح» ميلشياته وأن «يتبرأ من القتلة والمجرمين»، ووقف «الاستهتار بدماء الشعب أيا كانوا»، على حد قوله، مع تعبيرات أخرى أكثر حدة.

من جانبه، طالب الخزعلي أنصاره بألا يرد أي منهم برد سلبي على «الإساءات» التي توجه له شخصيا. وقال، عبر حسابه على تويتر: «هناك من يتربص بنا ويريد تأزيم الأمور، فوتوا الفرصة على هؤلاء وأفشلوا مخططهم بالسكوت قربة إلى الله».

وأضاف: «أطلب من الأخوة في عصائب أهل الحق غلق كافة مكاتب الحركة بدءا من الآن وإلى إشعار آخر، وأي مكتب يراد حرقه فليحرقوه.. «.

وفي خطوة مشابهة قررت «كتائب الإمام علي»، احدى فصائل الحشد إغلاق مكتبها في محافظة البصرة ايضا، لـ»درء الفتنة».

وبحسب كتاب لـ «حركة العراق الاسلامية - كتائب الامام علي»، فقد  «تقرر غلق مكتب الحركة في البصرة لدرء الفتنة وغلق الابواب بوجه الاطراف التي تريد تنمية الشقاق والخلاف بين الأخوة». 

وكان «العامري» قبل ذلك دعا الى ماوصفه بـ»الصمت السياسي» لحين انتهاء زيارة الاربعينية بعد منتصف ايلول الحالي.

لكن وزير الصدر كان قد رد رافضا تلك الدعوة، وهاجم في تغريدة مساء الاربعاء، نوري المالكي الذي اتهمه بقتل «الشيعة والسنة».

ولم يتوقف تصعيد التيار عند ذلك الحد، اذ طلب وزير الصدر، بتغيير رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض على خلفية احداث الخضراء.  

كما طالب «وزير القائد» بإخراج الحشد الشعبي من المنطقة الخضراء، وتعزيزها في المناطق المحررة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

مشروع انتخابي جديد لـ «الفصائل» قد يوقفه «ترامب»
سياسية

مشروع انتخابي جديد لـ «الفصائل» قد يوقفه «ترامب»

بغداد/ تميم الحسن تنتظر الفصائل مدى جدية المعلومات حول تهديدات "ترامب" للجماعات المسلحة في العراق للمضي في مشروع انتخابي جديد. جربت الفصائل السياسية، التي تمتلك جناحًا سياسيًا، حظوظها في الانتخابات لأول مرة عقب تراجع...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram