TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > مجرد كلام: سؤال خطير !

مجرد كلام: سؤال خطير !

نشر في: 6 سبتمبر, 2022: 12:10 ص

 عدوية الهلالي

بعد انسحابهم، قال أحد المتظاهرين لمراسل القناة التلفزيونية بمرارة : «ألم يفكر أحد من القادة ان يسألنا ماذا نريد؟ لماذا يتوقعون منا الطاعة فقط ؟

«...كان السؤال خطيرا كما أظن ، فمن كان يعتصم ويهتف في مبنى البرلمان ثم امام اسوار المنطقة الخضراء وبعدها في القصر الجمهوري ليس متظاهرا ينفذ اوامر قادته بسبب الولاء والطاعة فقط ولم يكن هدفه الانتعاش في مسابح القصور الرئاسية أو التلذذ ببرودة مكيفات الهواء أو حتى اقامة الشعائر الحسينية فهو معتاد على حرارة الجو ولديه مايكفي من الاماكن لممارسة طقوسه ولكنه خرج للتظاهر بحماس لأنه متلهف لايجاد حل سريع لأزمة تشكيل الحكومة التي طالت وتعقدت بشدة وتعقدت معها حياته البسيطة فهو لايحلم بمنصب او مكسب بل ينتظر خروجا من النفق المظلم الذي قاده اليه المتشبثون بالسلطة والمتكالبون عليها ، وعندما يسقط ابناؤه ورفاقه وتفيض أرواحهم الغالية تحت رصاص لايعرف أحد مصدره أو لايصرح أحد بمصدره الحقيقي فهو يعتبرهم قربانا للوطن وليس فداء للقادة ، فمن ذاق طعم الحروب والنزاعات التي خاضها الشعب من أجل القادة ولم يحصل الا على الخسائر والخيبات سيخشى حتما من تكرار التجربة لأن الشعب هو الخاسر الوحيد في كل النزاعات بينما ينعم القادة بالمديح والالقاب وتخليد التاريخ ..

لقد دأب القادة والزعماء على خداع الشعوب بالحرية المنتظرة والاماني المحققة ليخرجوا معهم ،فهل تقبع الحرية في أفواه البنادق ورؤوس الصواريخ والدماء البريئة ، وهل سأل الزعماء اتباعهم يوما ان كانوا مستعدين لمواجهات خطيرة ولايعرفون عواقبها، وهل يعلم الذين يخرجون للتظاهر طلبا للسلم والحرية والرخاء ان هناك من يعتاش على الاحداث الساخنة ويعمل على تصعيدها بما يقود الى دق طبول الحرب ، وهناك من يتحينون الفرص لابراز عضلاتهم ( الانتخابية) خشية حل البرلمان وضياع فرصهم في انتخابات جديدة...هل سأل القادة ابناء شعوبهم عما يريدونه حقا قبل أن يستفزوا فيهم مشاعر العداء والكراهية ؟..ألم يفكروا في الذين ارتبطوا بمصائر لاسبيل الى انفصامها كالزواج والصداقة والشراكة في العمل ، وكيف سيجعل منهم الحقد والرغبة بالثأر اعداء ؟

لماذا تحاول الزعامات ان تقود شعبها الى مصيرلايستحقه وهو الشعب الذي عانى الكثير ويحلم بالحياة والحرية الحقيقية ، وهل سيتحقق ذلك مالم يحظى الجميع بالعيش بوئام في بلد يتسع قلبه للجميع ..نحتاج اذن في هذه المرحلة بالذات الى الركون الى العقل والحكمة في معالجة الامور والى الديبلوماسية في بلوغ الاهداف السياسية وتجنيب مواطني بلدنا خوض مواجهة قسرية ستكون الشعوب فيها فقط ..هي الخاسر الوحيد !!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

العمود الثامن: عاد نجم الجبوري .. استبعد نجم الجبوري !!

العراق إلى أين ؟؟

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

 علي حسين كان العراقي عصمت كتاني وهو يقف وسط قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة، يشعرك بأنك ترى شيئا من تاريخ وخصائص العراق.. كان رجل الآفاق في الدبلوماسية وفي السياسة، حارساً لمصالح البلاد، وحين...
علي حسين

قناطر: بغداد؛ اشراقةُ كلِّ دجلةٍ وشمس

طالب عبد العزيز ما الذي نريده في بغداد؟ وما الذي نكرهه فيها؟ نحن القادمين اليها من الجنوب، لا نشبه أهلها إنما نشبه العرب المغرمين بها، لأنَّ بغداد لا تُكره، إذْ كلُّ ما فيها جميل...
طالب عبد العزيز

صوت العراق الخافت… أزمة دبلوماسية أم أزمة دولة؟

حسن الجنابي حصل انحسار وضعف في مؤسسات الدولة العراقية منذ التسعينات. وانكمشت مكانة العراق الدولية وتراجعت قدراته الاقتصادية والسياسية والعسكرية، وانتهى الأمر بالاحتلال العسكري. اندفعت دول الإقليم لملء الفراغ في كواليس السياسة الدولية في...
حسن الجنابي

إدارة الاقتصاد العراقي: الحاجة الملحة لحكومة اقتصادية متخصصة

د. سهام يوسف بعد مصادقة المحكمة الأتحادية على نتائج الانتخابات الأخيرة، يقف العراق على أعتاب تشكيل حكومة جديدة. هذه الحكومة ستكون اختبارًا حقيقيًا لإصلاح الاقتصاد العراقي المتعثر، حيث تتوقف عليه قدرة البلاد على مواجهة...
سهام يوسف علي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram