TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > من الدوحة: أين نحن من هؤلاء ؟

من الدوحة: أين نحن من هؤلاء ؟

نشر في: 14 يوليو, 2010: 04:18 م

مؤيد البدري قد يبدو العنوان غريباً ولكن الشيء الذي أعنيه هو رياضي بحت ويخص بطولة كأس العالم الأخيرة التي اختتمت في يوم الأحد الماضي بجنوب أفريقيا بتتويج منتخب جديد لها هو المنتخب الاسباني .ولا أريد  أن أشغل القارئ بالمباريات الأربع والستين التي جرت وقائعها هناك ولكنني أتكلم عن مباراتين  للمنتخب الاسباني في الدور نصف النهائي  أمام منتخب ألمانيا وفي المباراة النهائية مع هولندا.
 لم تعد كرة القدم تعتمد على فلسفة اللاعبين الكبار ولم تعط شيئاً لنجوميتهم وإنما أصبح الأساس باللعبة هو اللعب الجماعي الواقعي الذي يعتمد على نقل الكرة من موقع الخطورة وبناء هجمة سريعة على مرمى الخصم الذي كثيراً ما يكون بموقف دفاعي غير رصين والاستفادة من الكم العددي للاعبين هجومياً ودفاعياً-. شاهدنا المنتخب الاسباني سواء في مباراته مع منتخب ألمانيا أو منتخب هولندا يلعب كرة  شاملة سريعة ذات (لمسة واحدة) أربكت لاعبي المنتخبين اللذين لعب معهما . كان اللاعبون يتحكمون بالكرة بمسافات قريبة وكأنها (مربوطة بخيط) بأرجلهم ما جعل الفريق المنافس لا يعرف أين يتجه وكيف ينظم صفوفه الدفاعية أمام هذا التكتيك الرائع الذي اتسم به أداء الفريق الإسباني . كنا نشاهد  المنتخب الاسباني وهو يعزف سمفونية مكونة من أحد عشر لاعباً تمرنوا عليها طويلاً حتى حفظوها عن ظهر قلب لذلك استمتع الجمهور بحفل موسيقى رائع قدمه اللاعبون الإسبان بشكل متميز فاق كل التوقعات والتصورات .لنشاهد هدف اسبانيا في مرمى ألمانيا .. لاعب يقف على حدود منطقة الجزاء كي لا يعطي انطباعاً أنه سيشارك مع زملائه .. ومنفذ ضربة الزاوية  لعب الكرة باتجاهه تقريباً وينطلق اللاعب بسرعة خرافية ويلعبها بالرأس فكأنها قذيفة انفجرت في مرمى الألمان .. ترى كم هو عدد المرات التي تدربوا عليها حتى تنفذ بنجاح.والشيء الآخر اللافت للنظر هو دور حراس المرمى في الذود عن مرماهم .. كان الحارسان الاسباني والهولندي سبباً في رد أهداف محققة عن طريق تصديهما لأخطر المهاجمين .. تصديا لتلك الهجمات بأيديهما وأجسامهما وأقدامهما التي كانت سببا رئيساً في إنقاذ الكثير من الأهداف .والسؤال من هو الذي يقف وراء هذا الانجاز .. إنه من دون شك المدرب الذي يتمتع بهذه العقلية الخارقة التي وظبت هؤلاء اللاعبين وجعلتهم روحاً واحدة يلعبون بعقل واحد وتفكير واحد وكأنهم يرسمون تحركاتهم على الورق .. إنه انجاز ما بعده انجاز. والسؤال الآخر : أين نحن من هذه المدارس التي جعلت من كرة القدم أنشودة يغنيها الجميع تتغنى بحب الوطن والبكاء من أجله ، ليس بكاء الخسارة وإنما بكاء الانتصار.    

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

القوانين الجدلية على جدول أعمال البرلمان يوم غد الثلاثاء

هل أخطأ البرلمان بعدم حل نفسه مبكراً؟

العمود الثامن: لجنة المرأة تحارب النساء

62 حالة انتحار في ديالى خلال 2024 بسبب "الربا"

أزمة جفاف الأهوار.. الأمم المتحدة تؤكد دعمها و«الموارد» تتحدث عن برامج لاستدامة تدفق المياه

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram