TOP

جريدة المدى > محليات > ذي قار: معظم مربي الماشية يتركون عملهم بسبب الجفاف وغلاء الأعلاف

ذي قار: معظم مربي الماشية يتركون عملهم بسبب الجفاف وغلاء الأعلاف

نشر في: 6 سبتمبر, 2022: 11:22 م

 ذي قار/ حسين العامل

كشف اتحاد الجمعيات الفلاحية في ذي قار عن تراجع خطير في الثـروة الحيوانية، مؤكداً لجوء 85% من مربي المواشي لبيع مواشيهم بسبب الجفاف وغلاء اسعار الأعلاف، فيما تحدثت اوساط حكومية ومجتمعية عن نفوق أكثـر من 1000 رأس جاموس في قضاء الجبايش الذي يعد مركز الاهوار العراقية.

يأتي ذلك في ظل اسوأ موجة جفاف تمر بها البلاد ومحافظة ذي قار التي اخذت تفقد مساحات واسعة من اهوارها واراضيها الزراعية وتواجه نزوحا سكانيا كبيرا بين اوساط الفلاحين والصيادين ومربي المواشي الذين باتوا يواجهون مخاطر جمة اخذت تنعكس سلبا على مجمل الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والبيئية وتهددهم بالحرمان من مصدر دخلهم الرئيس.

وقال رئيس اتحاد الجمعيات الفلاحية في ذي قار حسين نعمة آل رباط في حديث مع (المدى)، ان "ازمة المياه انعكست بصورة كبيرة على الاهوار واصحاب المواشي الذين تعرضوا لخسائر فادحة ومضاعفة".

وأضاف آل رباط، أن "اصحاب المواشي تعرضوا الى فقدان مواشيهم بنحو 85% بعد ان اضطروا الى بيع معظمها بسبب الجفاف وغلاء اسعار الاعلاف او نفوق اعداد كبيرة منها نتيجة تلوث ما تبقى من مياه الانهر التي اخذت مناسيبها بالتراجع لدرجة كبيرة".

وأوضح، ان "من يسير في الطريق الى الاهوار والقرى ومناطق الارياف سيتبين له حجم المأساة من خلال جثث المواشي النافقة والمرمية على طول الطريق".

وشدد آل رباط، على أن "من كان يملك 10 رؤوس من الابقار او الجاموس أو 100 رأس غنم بات لا يملك اليوم سوى واحدة او انه هاجر من منطقته الى مناطق أخرى".

ويجد، أن "ما فاقم مشكلة الجفاف على اصحاب المواشي هو ارتفاع اسعار الاعلاف"، متابعاً ان "اصحاب المواشي كانوا يعتمدون في تأمين الاعلاف بالدرجة الاساس على ما يزرعونه او من خلال نباتات القصب والبردي في الاهوار وهذه كلها تعرضت للجفاف وتضررت بسبب شح المياه".

وكشف، عن حجم الارتفاع في اسعار الاعلاف، بالقول، إن "طن العلف من مادة النخالة ارتفع من 250 ألف دينار الى 700 ألف دينار كما ارتفع سعر كيس الطحين المتضرر والذي يستخدم للأعلاف من 12 ألف دينار الى 40 ألف دينار".

وتساءل " كيف للمربي ان يتدبر اعلاف مواشيه في ظل هذا الغلاء الفاحش والشحة القاتلة؟"، واستطرد ان "أفضل المربين أصبح اليوم غير قادر على تربية عدد صغير من رؤوس المواشي".

وافاد آل رباط، بان "الفلاحين واصحاب المواشي باتوا يشترون حتى مياه الشرب وان مواشيهم انتهت ومزارعهم طالها الجفاف فما الذي يجعلهم يبقون في قراهم؟".

ويرى، ان "مربي المواشي باتوا في مهب الريح ولم يلتفت لهم أحد"، مؤكدا ان "معظمهم اضطروا الى بيع مواشيهم بأسعار بخسة وهو ما جعلهم يتكبدون خسائر مضاعفة".

وكشف آل رباط، عن "هجرة مئات اصحاب المواشي والاسر الفلاحية باتجاه مناطق المزارع في كربلاء وديالى والزبير ومراكز المدن".

ودعا، "الحكومتين المحلية والمركزية الى تبني خطة طوارئ لدعم السكان المحليين ولاسيما الفلاحين واصحاب المواشي ومساعدتهم على تحمل الاضرار والخسائر الجسيمة التي تكبدوها"، مؤكدا في الوقت ذاته "ضرورة التدخل العاجل للحد من مخاطر ازمة المياه ودعم الفلاحين واصحاب المواشي عبر توفير الاعلاف المدعومة واعفاء الفلاحين من بدلات ايجار الاراضي الزراعية المستأجرة فضلا عن الضرائب والرسوم".

ومن جانبه أكد الناشط البيئي رعد الاسدي "نفوق أكثر من 1500 رأس من الجاموس خلال الاشهر الثلاثة المنصرمة بسبب جفاف الاهوار"، لافتا في تصريحات صحفية تابعتها (المدى)، إلى أن "الهلاكات الكبيرة التي تتعرض لها الثروة الحيوانية في مناطق الاهوار ادت الى هجرة الكثير من المربين".

واعرب الاسدي عن قلقه بشأن "مصير 35 الف رأس من الجاموس كانت تضمها مناطق اهوار الناصرية".

وبدوره قال مدير زراعة ذي قار صالح هادي في حديث مع (المدى)، إن "قلة الاطلاقات المائية ادت الى شحة كبيرة في مناطق الاهوار وخصوصا في مناطق الاهوار الوسطى في قضاء الجبايش".

وأضاف هادي، أن "هذه التأثيرات القت بظلالها على مربي الجاموس اذ تعرض 1650 مربيا من مربي الجاموس في منطقة الجبايش الى النزوح والهجرة الداخلية والخارجية".

وبين هادي، ان "الهجرة الداخلية كانت باتجاه صدور ومجاري الانهر في مناطق البطحاء والشطرة وهجرة خارج المحافظة باتجاه بابل والبصرة وواسط".

ولفت، إلى أن "ما بين 600 الى 700 رأس من الجاموس تعرضت الى الهلاك في هذه المنطقة فيما تسبب الجفاف بهلاك 90 بالمئة من الثروة السمكية في المنطقة".

وعن الدعوات لتخفيض اسعار الاعلاف ودعم المربين المتضررين من الجفاف أجاب هادي، ان "الخطوات التي اتخذتها وزارة الزراعة بهذا الصدد هي مفاتحة مجلس الوزراء حول دعم الاعلاف المجهزة للمربين من خلال قانون الامن الغذائي وتمت مفاتحة مجلس الوزراء بذلك وتم اتخاذ خطوات بهذا الاتجاه ضمن القانون".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

الثروة الحيوانية في واسط..عملاق اقتصادي مهدد بالانهيار
محليات

الثروة الحيوانية في واسط..عملاق اقتصادي مهدد بالانهيار

 واسط / جبار بچاي يواجه قطاع الثروة الحيوانية في محافظة واسط تحديات كبيرة قد تدفع به نحو الانهيار، بعد أن كان القطاع الزراعي في المحافظة بشقيه النباتي والحيواني يسد نحو 35% من حاجة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram