 بغداد/ حسين حاتم

يواصل العراق سعيه لتحسين ملف الكهرباء واستقرار الطاقة في البلاد، بعدما أبرم مؤخرا اتفاقيات مع دول مجاورة في هذا المجال.

وتسعى الحكومة المركزية من وراء توقيع هذه الاتفاقيات إلى تجاوز نقص الطاقة الكهربائية الذي تعاني منه البلاد منذ عقود، رغم صرفها عشرات مليارات الدولارات على هذا القطاع، خلال السنوات الماضية.

ويقول المتحدث باسم وزارة الكهرباء أحمد موسى إنه “اتفقنا مع الجانب الأردني على إنجاز العمل بشكل سريع ومن المؤمل أن ينتهي الربط بحلول الصيف المقبل، أي منتصف 2023”.

وفيما يخص تركيا أوضح موسى: “أنجزنا خطوط (سلوبي – فايدة) وجزرة - موصل ومحطة الكسك بطاقة 400 ميغاواط بجميع تفرعاتها، ووقعنا اتفاقية التشغيل النهائية مع الجانب التركي والتي نصت على توفير 300 ميغاواط كمرحلة أولى للمحافظات الشمالية”.

وتابع أن “أزمة توفير الغاز عالمياً بعد زيادة الطلب عليه نتيجة الشح الموجود بسبب الحرب الروسية - الأوكرانية أدت الى ارتفاع الأسعار وحالياً نبحث موضوع التعرفة وبمجرد الاتفاق على أسعار معقولة ستدخل الاتفاقية العراقية التركية حيز التنفيذ”.

وعن الربط الخليجي وما أنجز منه بين موسى أن “العراق أتم إنجاز خطوط (فاو رقم واحد) و (فاو أبو فلوس رقم اثنين)، ونأمل الآن بأن يجري اتفاق على خط الربط بين محطة الفاو العراقية ومحطة الزور الكويتية والذي سيكون بطول 220 كم ، 80 كم منها ستكون داخل العراق والباقي في الكويت وحصلنا على تعرفة جيدة وأسعار لا بأس بها”.

وأردف: “أما بخصوص الربط مع السعودية فقد وقعنا اتفاقية تنص على أن تربط الخطوط الناقلة ما بين العراق والسعودية من خلال منفذ عرعر ومحطة اليوسفية، وهناك حالياً دراسات فنية لتحديد نقاط الربط ومسارات الخطوط والجدوى الاقتصادية والفنية”.

ولفت إلى ان “مشاريع الربط مع الكويت والسعودية ستعطي موثوقية وجاهزية واستقرارية عالية للمنظومة الكهربائية وتمهد لأن يكون العراق عضواً مهماً بسوق الطاقة الخليجي والعربي مع استثمار موقعه الستراتيجي ليكون رابطاً وحاكماً على خطوط النقل وممراً للطاقة ما بين الخليج ودول غرب آسيا”.

بدوره، يقول خبير الطاقة بلال خليفة، إن “الربط الكهربائي الخليجي يتم تناوله من جانبين: الأول يتمثل بالمواطن الذي لا تهمه الآلية والكيفية التي تتم بها زيادة وتحسين الطاقة بقدر ما تهمه زيادة ساعات الكهرباء سواء أكانت من الخليج او إيران او غيرها”.

وأضاف أن “الجانب الثاني يتمثل بالسياسة والاقتصاد، وفي بعض الاحيان يكون الجانب مجديا عندما تكون الميغاواط عالية، وأحيانا يكون غير مجدي إذا كان الربط بعيد المدى مثل مصر”.

وأشار خليفة الى ان “الربط الخليجي يكون على عدة مراحل، تتمثل المرحلة الاولى بـ 500 ميغاواط بينما احتياج العراق قد يكون 10 آلاف ميغاواط، وهذه المرحلة لا تمثل سوى 5% من احتياج الطاقة”.

وبين خبير الطاقة، أن “العراق سيتحمل تكلفة مالية كبيرة لبناء الخطوط الناقة، إضافة إلى أن الخطوط الناقلة تمر بمساحات كبيرة من الأراضي الجرداء وغير المأهولة مما يعرضها إلى استهدافات مستمرة من قبل الإرهابيين”.

وفي أواخر عام 2020، أعلنت لجنة تحقيقية برلمانية عراقية، إنفاق 81 مليار دولار على قطاع الكهرباء بين عامي 2005 و2019 دون تحسن يذكر على الخدمة.