بغداد / كريم محمد حسينتظاهر المئات من المواطنين و القوى السياسية وشخصيات التيار الديمقراطي في مسيرة جماهيرية نظمها الحزب الشيوعي العراقي بمناسبة مرور 52 عاما على قيام ثورة 14تموز 1958 وطالبت الكتل السياسية بالاسراع في تشكيل الحكومة والابتعاد عن الصراعات بعد مرور أربعة أشهر
على الانتخابات النيابية، وشاركت في هذه التظاهرة أوساط شعبية جاءت بصورة عفوية ومنظمات المجتمع المدني وكتاب ومثقفين واعلاميين وانطلقت من ساحة التحرير وسط بغداد الى ساحة الفردوس حاملين شعارات ثورة تموز وصور الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم وسط اهازيج واعلام الجمهورية الاولى واعلام العراق الجديد. وكانت المناسبة منبرا وصوتا عاليا داعيا إلى الاسراع في تشكيل الحكومة وتفعيل النشاطات الخدمية للمواطن الذي يعاني الامرين بين نقص الخدمات والتلكؤ غير المبرر في انجازها وتفشي حالة الفساد والرشوة الضاربة في عمق المؤسسات الحكومية وبين الكتل السياسية المتصارعة على السلطة، وتأتي هذه الذكرى الكبيرة على نفوس العراقيين الذين رفضوا الظلم والاستعمار آنذاك ورفضوا الدكتاتورية ابان حكم صدام وجاء هذا اليوم يتوج مراحل تاريخية عانى منها العراقيون الويل والثبور، ويأتي هذا اليوم ليذكر السياسيين ودعاة الديمقراطية الالتزام بالدستور وان يحافظوا على عهودهم ويخرجوا بالعراق الى بر الامان والتمتع بالديمقراطية الوليدة وبالخيرات الجمة وتعويض المواطنين عن صبرهم وما لحق بهم من ظلم وعدوان، كان يوم تموز 14 ثورة خالدة رغم أعدائها الكثر واليوم هي دعوة الى الزهد في المناصب والجاه والالتفات الى المواطن وتلبية حاجياته الضرورية والملحة، وفي هذه المناسبة ألقى ممثل القوى وشخصيات التيار الديمقراطي كامل مدحت كلمة القوى امام المحتشدين في ساحة الفردوس بذكرى ثورة تموز الخالدة.وقال كامل مدحت : ان ثورة تموز جاءت تتويجا لنضالات الحركة الوطنية في سبيل الاستقلال والتحرر وتحقيق العدالة الاجتماعية وعلى اساس هذه المرجعية الوطنية انجزت قيادة تموز مكاسب كبيرة على صعيد الاستقلال السياسي والخروج من حلف بغداد وغلق القواعد الاجنبية وتعزيز الاستقلال الاقتصادي بالخروج من منطقة الاسترليني وتأسيس حياة مدنية باصدار الدستور المؤقت وارساء الشراكة العربية الكردية واجازة بعض الاحزاب والجمعيات وقانون الاحوال الشخصية. وبين مدحت اهمية دور الثورة في ارساء قواعد دعم النقابات العمالية والمهنية والمنظمات غير الحكومية وتشريع اهم قانون سيادي الا وهو قانون رقم 80 وتأسيس شركة النفط الوطنية. مشيرا الى الكثير من الانجازات المهمة من عمر الجمهورية الأولى، رغم ما عانته من ثغرات ونواقص في الموقف من الديمقراطية والعجز في حل القضية الكردية.وأضاف مدحت : ان ثورة تموز 1958ارست قاعدة مادية صلبة لايمكن تجاهلها او الالتفاف عليها رغم النهج المنظم للنظام الدكتاتوري طيلة 35 عاما بامحاء معالم تموز وذكراها،إلا انها راسخة في الوجدان والنفوس. لافتا الى ان كل المتآمرين في السر والعلن تحت شعارات القومية المتطرفة، قد ذهبوا الى حفرة العار التي يستحقونها على حد قوله، ومازال علم تموز شامخا عنوانه الوطنية الحقة.واشار مدحت الى روعة الذكرى التي يحبها العراقيون لكنها لا تنسيهم واقع الازمات السياسية والاقتصادية والمعاشية الطاحنة،حيث يزداد التوتر وتتفاقم الازمات الاجتماعية مع كل يوم وهم بانتظار تشكيل الحكومة فبرغم مرور اربعة اشهر على اجراء الانتخابات التشريعية التي جرت وفق قانون انتخاب سالب لحقوق القوى الديمقراطية، وان القوى الاربع الفائزة عاجزة لحد هذا الوقت من الاتفاق على تشكيل الرئاسات الثلاث بسبب الصراع المحزن من اجل الاستحواذ طمعا بالنفوذ والمال،وهذا الصراع هو بعيد كل البعد عن المسؤولية الوطنية والاهداف النبيلة لبناء دولة مدنية ديمقراطية اتحادية، تأتي هذه الذكرى العظيمة والغالية في النفوس العراقية التواقة للحرية والاستقرار لكن الفشل والعجز القائم في مفاصل العملية السياسية والديمقراطية والاقتصادية احبط الشارع العراقي وبعد الامل في انقاذ التجربة الديمقراطية التي قدم لها الشعب العراقي الغالي والنفيس. بعدها استمرت الحشود تهتف لذكرى ثورة تموز 1958 وشهيدها الخالد الذكر ومؤسس الجمهورية الزعيم عبد الكريم قاسم ومناصري الثورة والوطنيين الثوار وعلى رأسهم المناضل مصطفى البرزاني ونددت الحشود المحتفلة بقوى الظلام والاحباط ومعرقلي التنمية والتطور والرفاهية لشعب عانى الكثير وآن له ان ينعم بخيراته وعهده الجديد في ظل حكومة شراكة وطنية اساسها الدستور والمواطنة والديمقراطية الحقيقية.
نضمها الحزب الشيوعي العراقي..تظاهرة جماهيرية تطالب بالإسراع فـي تشكيل الحكومة
نشر في: 14 يوليو, 2010: 07:14 م